‘الاقلام الفلسطينية و’القدس العربي’

حجم الخط
1

تزدحم الارض بما رحبت بالإعلام المرئي والمقروء من كل حدب وصوب، وتعج الشبكة العنكبوتية بمواقع متعددة، بعضها ينقل قارئها الى واحات المعرفة والعلم، والبعض الآخر ينقل مشاهده الى ظلمات الجهل والوهم. كثيرة هي التي تُعرف بالصحف الصفراء التي لا تمت للواقع بأي صلة، وكثيرة التي تعرف بمواقع الطابور الخامس. ما بين هذه وتلك، وما بين الجهل والمعرفة، وما بين العلو والانحطاط، وما بين الظلمة والنور، من بين كل هذه المتناقضات تخرج الاقلام الفلسطينية المتخصصة التي سمت وتسمو عاليةً خفاقة لتضيء سماء فلسطين والعالم بالمعرفة اللامحدودة والسياسة المتنوعة والكلمة الحرة والاخبار الهادفة والاتجاهات المفتوحة.
ناضل شعبنا الفلسطيني من اجل حريته بكل اشكال التصدي والتحدي، بجميع صوره ومسمياته، انه الشعب الذي لا يقهر مهما بلغت قوة العدوان. فقد شارك القلم الفلسطيني مدافعاً عن ثرى وطنه، متخذا لنفسه موقعاً وتخندق بين تلال فلسطين وخلف اشجار زيتونها وعلى ضفاف ساحلها وعلى اسوار قدسها وبين مآذن مساجدها وفي حرم جامعاتها، فكتب’ القلم الفلسطيني وخطط ورسم وابدع، تخندق القلم الفلسطيني مع الاخ الزعيم القائد الشهيد ياسر عرفات وسكن في طائرته، بل بين اصابعه، فكانت خطبته الشهيرة في الامم المتحدة ‘لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي’. فحياة الشعوب بحياة اقلامها، تنوعت اقلامنا الفلسطينية فكانت وما زالت شاملة وشمولية، فكانت وما زالت اكثر دهاءً’ وحكمة ممن قيدها بقيد من حديد، حتى وصل السجان الى مرحلة الافلاس، فسقط من سقط شهيداً من اقلامنا الفلسطينية الحرة الجريئة، فكان ناجي العلي شهيد القلم الفلسطيني. ولكنها لم تفقد بوصلتها بعد استشهاد الكثير من كتابنا واقلامنا الفلسطينية الحرة، ولم تفقد بوصلتها بعد استشهاد زعيم القلم في حياتنا المعاصرة الرئيس ياسر عرفات، بل وزاد الكتاب وزادت الاقلام ضراوة، وحولها القلم الفلسطيني الى ساحة مفتوحة. فأصبح من في الارض جميعاً يقرأ للكاتب الفلسطيني عرباً وعجماً، وعلى سبيل المثال لا الحصر الكاتب الوطني المناضل عبد الباري عطوان، احد ابرز الكتاب في علوم التسلسل، قلم فلسطيني وعالمي بامتياز، ينقلك بخفة بين السطور في اسلوب بحثي اكاديمي، يجعل القلم ينطق، الحقيقة نفخر بالقلم الفلسطيني فخر باريس ببرج إيفل وفخر لندن بساعتها الشهيرة.
ونفخر بكل الاقلام الفلسطينية الحرة الواعدة، حيث تتميز بالتنوع والابداع. ولا ننسى الاقلام الفلسطينية المهاجرة حيث تخندقت في بلاد المهجر ولكنها جعلت فلسطين بوصلتها والقدس عنوانها أمثال صحيفة ‘القدس العربي’، الصحيفة التي حملت القدس في حلها وترحالها، فالقدس عنوان بركتها، فأقـــــلامها حطت بهدوء في عاصمة الضباب، فَعربت المدينة العجمية، ولفتت الانظار بعنوانها ومحتواها الى عاصمتنا المقدسة القدس، وتعانقت صحيفة ‘القدس العربي’ مع مطعم الميرمية الفلسطيني الموجود في قلب لندن ليشكلا سمفونية فلسطينية، فهنيئاً لصحيفتنا المقدسية في بلاد الاغتراب بعيدها الخامس والعشرين.

د. المهندس حسام الوحيدي
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عمار:

    تميز الفلسطنين بكل المجالات النافعة ، و ربما كانت النكبة الفلسطينية خير لهذه الامة حتى تعمر وتبنى بسواعد الكثير من هذا الشعب العظيم الذي علم العالم كيف هي المقاومة بداية في الحجر والمقلاع الى ما وصلت اليه اليوم بصنع يديها ، يكفي فخرا لفلسطين ان منها ابطال عجزت النساء ان تلد امثالهم ، يحيى عياش – محمد عقل الرنتيسي – احمد ياسين ولليوم قوافل من الشرفاء والابطال ولله الحمد والمنة

إشترك في قائمتنا البريدية