الاسلامي الجزائري رشيد رمدة يقاطع محاكمته بباريس في يومها الاول: بامكانكم مواصلتها بدوني
الدفاع يطالب بالتأجيل والقاضي في حيرةالاسلامي الجزائري رشيد رمدة يقاطع محاكمته بباريس في يومها الاول: بامكانكم مواصلتها بدونيباريس ـ القدس العربي من شوقي أمين:فاجأ الاسلامي الجزائري رشيد رمدة يوم الاثنين رئيس محكمة فرنسية بقراره عدم حضوره جلسات المحاكمة المقبلة.ورمدة متهم بانفجارات استهدفت مترو الانفاق بالحي اللاتيني في باريس سنة 1995، وسلمته بريطانيا في كانون الاول/ديسمبر الماضي.فبعدما اعتذر عن أخطائه في اللغة الفرنسية قال رمدة ببرودة أعصاب مخاطبا رئيس المحكمة: اني اعتبر هذه المحاكمة مهزلة، وعليه فاني لن أشارك فيها، فأرجوكم الابقاء علي في السجن. كما أطلب من فريق المحامين المكلفين الدفاع عني أن يتوقفوا عن ذلك، وبامكانكم مواصلة المحاكمة من دوني .ورد عليه رئيس المحكمة كلود كروس في لغة لا تخلوا من الحيرة والأسف: لمن المؤسف أن تنسحب هكذا، انه الهروب الي الأمام. ثمة قضايا يجب أن يُحسم فيها ومسائل تتطلب التوضيح . واضاف القاضي اننا سنكتب في المحضر أن رشيد رمدة لا يريد تحمل مسؤولياته ، فأجابه المعني بلغة هادئة اني أهرب من اللاعدالة مؤكدا عزمه علي عدم التراجع عن قراره.مباشرة بعد هذه المفاجأة ، تساءل رئيس المحكمة لا أدري فيما اذا كنت سأحضرك طواعية أو بالقوة؟ موضحا أن النقاش سيطال كل المسائل العالقة وجيوب الغموض التي تحيط بالعمل الارهابي الذي استهدف مواطنين أبرياء ذات يوم من سنة 1995 .وتعالت أصوات الاستهجان من عائلات الضحايا الذين جاءوا كعادتهم بكثرة للوقوف علي من يعتبرونه الشيطان بعينه ، كما أسرت احدي النساء لـ القدس العربي . وتوجهت السيدة نحو رمدة تصرخ باعلي صوتها: أنت مجرم.. نعم مجرم، وممثل أيضا قبل أن تقودها الشرطة الي خارج القاعة بأمر من رئيس المحكمة.ومن قفصه رد عليها رمدة برزانة واطمئنان سامحك الله موحيا الي الجميع أنه ليس الا مسلما ورعا يطيع الله ويحتكم لأوامر وأحكام الدين الاسلامي ، كما عرف بنفسه في جلسته الأولي.وحول هذه الحلقة الجديدة التي لم يحسب لها أي حساب سألت القدس العربي فريق محاميي الدفاع عن رمدة المشكل من كل من بونوا ديتش وجون لويه مالتير وغيوم بارب، عن موقفهم وما سيفعلونه مستقبلا.ورد المحامون أنهم لا يعرفون لحد الساعة أي استراتيجية سيتبنونها في ظل غياب المتهم.وتجدر الاشارة أن الدفاع كان في الجلسة الأولي قد طلب بكل بساطة اطلاق سراح رمدة لسببين، الاول أنه قضي مدة عشر سنوات وأربعة أيام في السجن الاحترازي في بريطانيا، في حين أن عقوبة السجن علي نفس التهمة المنسوبة له لا تتعدي عشر سنوات. أما السبب الثاني فهو غياب القرائن المادية التي تدين المتهم، وهو ما ألح عليه المتهم نفسه تكرارا مؤكدا أنه بريء من كل التهم الموجهة اليه. وقال لقد أدانتني وسائل الاعلام والحكومة الفرنسية مسبقا ، مشددا علي تضامنه الروحي مع عائلات الضحايا.وفي ظل هذه الأجواء المشحونة علي ما يبدو بكثير من نقاط الظل في محاكمة الاسلامي الجزائري، مازال فريق الدفاع مصمما علي تأجيل المحاكمة حتي تنتهي التحقيقات الجارية عن مجريات الاستنطاقات التي تمت في أروقة الشرطة والاستخبارات الفرنسية مع أفراد ما أصبح يسمي الشبكة الاسلامية المخططة لانفجارات حي سان ميشيل في قلب العاصمة باريس، والتي يقال ان جزائريا آخر يتزعمها اسمه بوعلام بن سعيد الموجود في احدي السجون الفرنسية.وبحسب المحامي غيوم بارب، اعترف بن سعيد للمحققين الفرنسيين، تحت التعذيب، بضلوع الياس ، وهو الاسم الحركي لرشيد رمدة، في العملية كونه الممول الأساسي. وجاء المحامي بشهادات طبية تثبت كلامه.غير ان رئيس المحكمة يتمسك برأيه في مواصلة المحاكمة مهما كان الأمر رافضا طلبات الدفاع بالتأجيل.وفور انتهاء جلسة الاثنين، اقتيد رمدة الذي كان مرتديا بدلة رياضية رمادية، وتعالت أصوات عائلات الضحايا خارج قاعة المحكمة للتعبير عن الاستياء من موقف رمدة السلبي في نظرهم.وتغطي المحاكمة التي انتظرها الفرنسيون عشر سنوات ونيف وسائل اعلام فرنسية واجنبية حضرت بكثافة.