الاسرائيليون يطلقون علي اللامبالاة العامة بالانتخابات الفلسطينية جدلا سياسيا

حجم الخط
0

الاسرائيليون يطلقون علي اللامبالاة العامة بالانتخابات الفلسطينية جدلا سياسيا

الانتخابات لن تغير كثيرا في وضع سكان المناطقالاسرائيليون يطلقون علي اللامبالاة العامة بالانتخابات الفلسطينية جدلا سياسيا الانتخابات للبرلمان في السلطة الفلسطينية، التي ستجري اليوم الاربعاء تثير حمي من التصريحات بين الساسة، لكن اكثر الاسرائيليين يصعب عليهم الاهتمام بها. الفرق بين الحماسة السياسية وبين عدم المبالاة العام يشهد فقط بمبلغ عفن، وكليشيهية وعدم صلة ما يزال يسمي الجدل السياسي .يستمسك الساسة بمشاركة حماس في الانتخابات كالغريق الذي يستمسك بالقشة. المنظمة الاسلامية، ومجرد مشاركتها في العملية السياسية تطور فلسطيني داخلي مهم، هي عند المفتشين في الاصوات عندنا أثر باق اخير من الطوطمية القديمة، اولئك الذين يمكن التلويح بالاصابع في وجوههم، وان يقال مئة مرة لا أبدا و لا يخطر علي البال واظهار وقوف صهيوني منتصب. يمكن مرة اخري أن نبحث بتعمق هل يمكن لحماس أن تشارك في الانتخابات ، وكأن الامر في ايدينا في الحقيقة، وكأنه من غير البين لجميع الناطقين ان العالم لن يقبل تدخلا كهذا؛ يمكن مرة اخري ان يوبخ من يسمح لحماس بالقيام بدعاوة في القدس ، لان اسم عاصمتنا الموحدة الي أبد الابدين لا يشبهه شيء في قدرته علي منح الناطق احساسا يثير الغضب المقدس عند جمهوره. يمكن مرة اخري التحذير من فوضي عند الفلسطينيين ، وكأن المناطق لا تغرق في الفوضي والاضطراب اللذين اسهمت اسرائيل اسهاما كبيرا في نشوئهما، بغير صلة بالانتخابات. هذا الصوت والغضب السياسي يمران فوق رأس الجمهور. ادرك الاسرائيليون منذ زمن ما يعلمه الواعون من الساسة أيضا: قضي الامر. الحسم في حدود دولة اسرائيل المستقبلة اصبح هنا، وهو مقبول عند نسبة عالية جدا من الاسرائيليين (الذين ايدوه ايضا في ايام الارهاب الاشد): ستكون دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس تحت هذا الغطاء أو ذاك. وستكون الحدود قريبة جدا من حدود 1967، اذا لم تماثلها مماثلة تامة. ولسنا نحن، بالرغم من كل الخطابة الفصيحة واوهام الانفصال علي اختلاف ضروبها، من سنختار المكان والزمان اللذين سيصبح فيهما هذا الاجراء الحتمي واقعا. هذا هو ادراك ذلك المركز الاسرائيلي (وهو في واقع الامر ليس مركزا بل هو الجمهور كله تقريبا)، الذي تطمح الاحزاب الي اكتساحه. هنالك من يريد أن يفرق بينه وبين من يقف علي يمينه بالشعرة الخطابية، ومن يطلب الالتفاف عليه، عند الخط المماسّ حقا من اليسار ـ لكن ليس الحديث سوي عن سيرك العاب كلامية. اكثر الاسرائيليين لا يعطفون علي الفلسطينيين. ولا يريدون ان يميزوهم بعلامات حقيقية، والتفريق بين حماس وفتح يهمهم كما يهمهم تقريبا حمل المسؤولية الدورية بعد العمليات التفجيرية. التحليلات، فيمن يريد التوصل معنا الي مفاوضة ولا يستطيع. مثل الكثرة الفلسطينية، كما تتضح في استطلاعات الرأي، يعلم المركز الاسرائيلي ايضا ان الانتخابات لن تغير كثيرا في وضع سكان المناطق. فالوضع الاقتصادي والسلطوي فيها، بعد سنوات عرفات التي لم يتم فيها شيء من أجل اقامة الدولة المستقبلة وبعد خمس سنين من القتال والاحتلال من جديد، أصعب من أن تستطيع اي سلطة ما، وليست السلطة الحالية يقينا، اصلاحه في المستقبل القريب.يعلم المركز الاسرائيلي ايضا، بعد أن علم ذلك جيدا وعلي نحو مؤلم في السنين الخمس الاخيرة، ان قوتنا العظيمة تستطيع ان تسبب للفلسطينيين المعاناة والالم الي أبعد الحدود، لكنها لا تستطيع منع الارهاب، وقمع المطامح القومية او تغيير سير التاريخ. لهذا كل ما بقي لنا هو النظر الي من يطلب اصواتنا، وهو يقوم بدوره في العرض ويعرض جدلا حماسيا في مكان لم يبقَ فيه سوي الخطابة.عوفر شيلحكاتب دائم في الصحيفة(يديعوت أحرونوت) 24/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية