الاردن والموقف المتعنت من حماس
الاردن والموقف المتعنت من حماس يحرص المسؤولون الاردنيون علي التأكيد في كل مناسبة ممكنة علي عدم وجود اي ترتيبات للقاءات مع ممثلين لحركة المقاومة الاسلامية حماس في الاردن او خارجه، وكان آخر هؤلاء السيد ناصر جودة الناطق باسم الحكومة.هذا الموقف الاردني الرسمي المتصلب من حركة حماس يبدو غير مفهوم، علاوة علي كونه يتناقض مع التقاليد السياسية الاردنية المتبعة التي يغلب عليها التعقل والمرونة، وبدء صفحات جديدة مع كل الجهات، مهما كانت مواقفها العدائية تجاه البلد.حركة حماس لم تقد حركة انقلاب عسكري ضد الحكومة الاردنية، ولم تنخرط في حرب اهلية، والاهم من ذلك انها ظلت دائما حليفة للنظام الاردني، حتي وقع الخلاف الاخير، الذي ادي الي ابعاد الحركة وقادتها من الاردن، ومنع عودتهم، وهو خلاف كان من الممكن التعامل معه بطريقة اكثر حضارية، ومحاصرة اضراره في حدودها الدنيا، ولكن الحكومة الاردنية في ذلك الوقت، تصرفت بطريقة متسرعة، وعجزت عن ادارة الازمة بفاعلية وتبصر.حركة حماس اكتسبت شرعية صلبة بفوزها المفاجئ في انتخابات المجلس التشريعي الاخيرة، وحظيت باعتراف عربي ودولي واسع. وجري استقبال رسمي حافل لوفودها في مختلف انحاء الوطن العربي، وبعض دول العالم الاسلامي، خاصة ايران وتركيا، والدولة الوحيدة التي اغلقت الباب في وجهها هي الاردن دون اي سبب منطقي.هناك حالة ارتباك في اوساط المسؤولين الاردنيين علي كافة المستويات حول كيفية التعامل مع هذه المسألة المحرجة، ويبدو ان الناصحين العقلاء قد اختفوا من البلد، واصبح العناد هو سيد الموقف.العناد ربما يكون مبررا عندما يكون متعلقا بصاحبه، وتنحصر اضراره في مصالحه الشخصية، ولكنه في حال الدول يبدو خطيئة، وقصر نظر، ففي علم السياسة لا يوجد شيء اسمه عناد او كرامة شخصية، وانما مصالح اوطان وشعوب.المسؤولون الاردنيون يسربون تبريرات لموقفهم المتعنت هذا بالقول ان السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة يحمل جواز سفر اردنيا، الامر الذي يتعارض مع القانون الاردني الذي يحظر علي المواطنين تزعم حركات غير اردنية.هذا الموقف يبدو غير مقنع علي الاطلاق، لان الحكومة الاردنية اعادت الجنسية للسيد نايف حواتمة رغم تزعمه لفصيل فلسطيني مثله مثل تنظيم حماس . والاهم من هذا وذاك ان نصف وزراء الحكومة الاردنية، ونسبة كبيرة من المسؤولين فيها يحملون جنسيات دول اجنبية بريطانية، وامريكية علي وجه الخصوص.الاردن يستقبل وفودا اسرائيلية واجنبية من كل دول العالم، فهل من المنطقي ان يقفل ابوابه امام وفد من حركة حماس التي كان هذا البلد الحاضن الرئيسي لها ولقياداتها، واستقبل زعيمها الشيخ احمد ياسين بعد خروجه من سجنه بضغوط اردنية؟نطرح هذا السؤال علي النخبة الاردنية الحاكمة لعلها تتبصر خطأ موقفها هذا.9