الاردن: مشاعر السلطة متناقضة ازاء الاسلاميين .. ترحيب شديد بزعامة الاخوان الجديدة وارتياب اشد بزعامة حزبهم.. جدال عاصف حول العلاقة مع حماس يثير مجددا اسئلة الوحدة الوطنية
نقد الفرحان لانه صفق لبشار الاسد.. الروابدة يعلن بأن عودة قادة حماس كأردنيين تعني ايداعهم في السجنالاردن: مشاعر السلطة متناقضة ازاء الاسلاميين .. ترحيب شديد بزعامة الاخوان الجديدة وارتياب اشد بزعامة حزبهم.. جدال عاصف حول العلاقة مع حماس يثير مجددا اسئلة الوحدة الوطنيةعمان ـ القدس العربي من بسام البدارين: خلافا للعادة وللتوقعات قرر حزب جبهة العمل الاسلامي الاردني وهو اهم الاحزاب في البلاد الاعلان عن نفسه مجددا باستعراض كبير سيقيمه غدا السبت تحت لافتة المؤتمر العام للحزب حيث وجه رئيس مجلس الشوري عبد اللطيف عربيات رقع الدعوة للعشرات من الشخصيات الوطنية لحضور هذا المؤتمر العام وهو الثاني للحزب منذ تأسيسه.وبالعادة يقيم حزب الجبهة التابع عمليا لجماعة الاخوان المسلمين لقاءاته واجتماعاته ومؤتمراته في اضيق نطاق ممكن لكن هذه المرة ولاسباب غامضة قرر الحزب الاعلان عن واقعه السياسي والنخبوي الجديد باستعراض ضخم وبحفل كبير دعيت اليه ولأول مرة ايضا الشخصيات الرسمية اضافة للعشرات من النواب والاعيان والاعلاميين.وفي هذا المؤتمر قرر الحزب ان يسمح للحكومة ممثلة بوزير التنمية السياسية صبري اربيحات بالقاء كلمة في حفل الافتتاح ويفترض ان يلقي رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي كلمة اخري وحتي الآن لم تعرف المبررات الابعد لهذه الاحتفالية الحزبية لكن من الواضح ان الحزب يقصدها وان لديه اسبابا داخلية تدفعه للاعلان عن نفسه بشكل جديد.وتنظم هذه الاحتفالية بعد سلسلة تغييرات ومفاجآت حصلت خلال الاسبوعين الماضيين وفي خضم الجدال الساخن المفتوح علي كل الاحتمالات التحذير والاتهام تحت عنوان العلاقة بين حركة حماس والحركة الاسلامية في الاردن، والاحتفال يعقد وسط اصرار كوادر حزب الجبهة الاخوانية والمستقلة عن الاخوان علي التمسك بحقها في اختيار زعيم جديد للحزب خلفا للشيخ المخضرم حمزة منصور الذي انتهت ولايته. ويعقد حزب الجبهة مؤتمره العام بطريق احتفالية حصريا بعد ان وجهت له السلطة تحذيرا غير مباشر قبل يومين عبر صحيفة الرأي الحكومية طال بشكل خاص ما يتردد حول وجود علاقة بين اقوي المرشحين لزعامة الحزب الان وهو الشيخ زكي سعد وبين حركة حماس.وقصة الشيخ زكي سعد كانت قدر اثارت الكثير من الضجة، فالرجل متهم من قبل ممثلي تيار الاردنة في جماعة الاخوان المسلمين ومن قبل الصحف المحسوبة علي الحكومة بانه يمثل حركة حماس في الواقع هو ليس جبهة العمل الاسلامي كحزب اردني وكانت صحيفة الرأي قد فاجأت جميع الاوساط قبل ثلاثة ايام وهي تحذر حزب الجبهة من أي علاقة مع حماس متحدثة عن قرائن وادلة وبراهين تثبت بان الشيخ سعد دون ان تسميه الصحيفة محسوب علي حماس.واثار ما نشرته الرأي ضجة واسعة، فالاخوان المسلمون غضبوا من هذا التدخل وارسلوا ردا علي ما جاء في الرأي يفترض ان ينشر فيها اليوم الجمعة بعد تأجيله يومين والكاتب الاسلامي ياسر الزعاترة اعتبر ان ما اشارت له صحيفة الرأي يمس بالوحدة الوطنية وينطوي علي تدخل غير مبرر بالشأن الداخلي لاحد الاحزاب المرخصة خصوصا وان الشيخ زكي سعد يعود في جذوره الي اصل فلسطيني.وفي الواقع اثار ما قيل بحق الجبهة وزعيمها المرجح اشكالا وطنيا وقانونيا ودستوريا يماثل الاشكال الذي ثار عندما تم ابعاد قادة حماس الذين يحملون الجنسية الاردنية عن وطنهم قبل عدة سنوات، فالشيخ سعد مواطن اردني كامل من الناحية القانونية والدستورية وحقوقه بالتالي لا تقف عند زعامة حزب سياسي اردني مرخص بل تشمل ايضا تشكيل حكومة اذا اراد القصر الملكي وحزب الجبهة مرخص بموجب القانون الاردني وبالتالي فالرسالة التي وجهتها الرأي وغيرها سياسية ولا علاقة لها بالجانب القانوني.وما يثيره الخائفون علي المساس بالوحدة الوطنية هو ان تكون دعوات تحذير حزب الجبهة من زعيمه المرشح والمرجح تنطلق من اساس غير قانوني وغير دستوري فالسلطة والحكومة واجهزتهما وصحفهما لا تملك الحق مبدئيا في منع كوادر حزب مرخص من اختيار اي من قادته زعيما له او في منع اي مواطن اردني من الترشح لزعامة اي حزب مرشح، لكن السلطة بالمقابل لها الحق في تطبيق قانون الاحزاب السياسية اذا ما خالف حزب الجبهة بنود القانون في ظل زعامة الشيخ سعد اذا اكتملت والسلطة تملك الحق في محاسبة الشيخ سعد كمواطن اردني اذا خالف القوانين الاردنية.وهذا النمط من الجدل كان هو الاساس في قصة ابعاد قادة حركة حماس اصلا فرئيس الوزراء السابق عبد الرؤوف الروابدة الذي ابعد قادة حماس في عهد حكومته صرح قبل يومين فقط بأن ما جري لقادة حماس ليس عملية طرد ولا ابعاد والمواطن الاردني لا يبعد عن ارضه ووطنه قائلا بان قضية الابعاد قانونية لكنها تحولت الي سياسية بعد فزعة محبيهم يقصد قادة حماس المبدعين متذكرا عبر حديث نشرته صحيفة الحقيقة الدولية امس الاول بان ياسر عرفات خرج من عمان بالدبابات لكنه عاد لها صديقا واخا وشقيقا.وفي الواقع اصر الروابدة علي ان قادة حماس اذا عادوا للمملكة كأردنيين سيذهبون الي المكان الذي خرجوا منه وهو السجن، والروابدة قال ذلك دون ان يكون الان في السلطة مما يعني تلقائيا بان مسألة حزب الجبهة وزعيمه المفترض زكي سعد ينبغي ان تبقي قضية قانونية حتي لا تصبح سياسية وتمس بالوحدة الوطنية. وفي الاطار يبدو ان رسالة الحكومة التي وجهت عبر صحيفة الرأي لحزب الجبهة فيما يخص قائدها المرشح الجديد الذي لا ينفي اصلا دعمه لحركة حماس سياسي كغيره من ملايين الاردنيين… هذه الرسالة حققت اثرا عكسيا سريعا داخل حزب جبهة العمل الاسلامي حسب مصدر حزبي داخلي ابلغ القدس العربي بان كثيرين في مجلس شوري الجبهة الجديد لم يكونوا في الواقع مؤيدين لخلافة الشيخ سعد فالرجل لا يوجد اجماع علي قيادته ولكن هؤلاء اصبحوا اكثر تمسكا الآن بالتصويت لصالح الشيخ سعد، ففي الانتخابات الداخلية المقررة بعد اسبوعين بعدما قرأوا تحذيرات صحيفة الرأي مما يعني تلقائيا بان هذه التحذيرات حققت نتائج عكسية.وفي سياق المشهد الاسلامي نفسه يبدو ان مشاعر متناقضة تتحرك داخل اطر القرار والسلطة تجاه الاسلاميين فعدم الترحيب الواضح بزعامة الشيخ سعد لحزب الجبهة قابله ارتياح كبير بترؤس الشيخ سالم الفلاحات لمكتب المراقب العام في جماعة الاخوان المسلمين فالحكومة وفقا لبعض المعلومات احتفت بالشيخ الفلاحات وهنأته علي انتخابه مراقبا عاما للاخوان وهو ما يحصل في الواقع لاول مرة مما يعني بان الحكومة نظرت لخلافة الفلاحات وهو متعاطف مع حماس ايضا بارتياح لكنها تنظر لخلافة الشيخ زكي المتوقعة بارتياب وفي الواقع لا احد يعرف حتي الان لماذا ارتاحت الحكومة هناك ورحبت ولماذا ارتابت هنا؟ ولا احد يعرف ايضا ما الذي يقصده حزب الجبهة من احتفاليته العريضة بالمؤتمر العام؟والاسئلة الحرجة لا تقف عند هذا الحد، فنخبة السلطة وتعبيراتها الصحافية هاجمت بقسوة خلال اليومين الماضيين احد عمالقة جماعة الاخوان وعقلائها وهو الدكتور اسحق الفرحان والسبب ظهور الرجل في دمشق مصفقا علي شاشة التلفزيون الي جانب الرئيس بشار الاسد وهو يسخر من شعار الاردن اولا في لفتة استفـــزازية لم تكن مبررة للاردنيين والشيخ الفرحان وهو الاخواني الوحيد الذي تقلد عدة مناصب وزارية ويعتبر من رموز الاعتدال اصبح الان مثارا للنقد الشرس بسبب تصفيقه المشار اليه فقد طالبته بعض المقالات بالاعتذار واظهار الخزي والعار لأنه سمع اساءة لشعبه ووطنه في دمشق مع آخرين حزبيين دون ان يعترض.وعمليا لا زالت الحكومة الأردنية تصر علي إقفال ابوابها أمام قادة حركة حماس رغم ان الحركة تبذل ما في وسعها لكي تفتح اي قناة مع عمان، فقبل يومين ايضا زار رئيس وزرائها المكلف اسماعيل هنية مكتب التمثيل الاردني في قطاع غزة مستنكرا ما تردد حول مضايقات من مسلحين فلسطينيين تعرض لها دبلوماسيون اردنيون واطلق هنية تصريحات مجاملة ارتقت الي مستوي الغزل بالحكومة الاردنية التي قررت مسبقا ان لا تفتح اذنها لمثل هذه المجاملات الي ان يحصل شيئا ما لا احد يعرفه حتي الآن علي الاقل.