الاردن: سيسرنا اقصاء اللواء نافيه الثرثار من منصبه
الاردن: سيسرنا اقصاء اللواء نافيه الثرثار من منصبه ليس واضحا ماذا دفع اللواء نافيه ليثرثر برأيه. كما ليس واضحا كيف سترتسم شبكة العلاقات اليومية بين قيادة المنطقة الوسطي الاردنية وبين القيادة الاسرائيلية اذا ما بقي اللواء يئير نافيه في منصبه. الواضح، بل وما قاله لي صراحة أحد كبار مستشاري الملك الاردني، هو أن الاردنيين سيسرهم اقصاء اللواء الثرثار: نحن نثق بلجنة التحقيق لديكم ومتأكدون من أنكم ستعرفون كيف تطبقون الاستنتاجات الصحيحة وازاحة اللواء غير المنضبط. سمعت أننا سنتلقي اعتذارا، ولكن هذا لا يكفينا. نحن نريد عملا رادعا كي لا يكرر مثل هذا الامر نفسه ، قال المسؤول الكبير.وسائل الاعلام الاردنية، في بادرة تضامن مع القصر الملكي، امتنعت أمس عن اقتباس الجملة عن عبدالله، الملك الهاشمي الاخير في الاردن ، التي اثارت العاصفة. ومن غير الصعب أن يتخيل المرء الغضب والاحباط اللذين اثارهما القول البائس وعديم المسؤولية من اللواء نافيه في المحيط المقرب من الملك. وليس من الصعب التخمين بما سيفكر به قائد المنطقة الوسطي الاردني حين يصل اليه كتاب الاعتذار من زميله الاسرائيلي في ذات الموضوع، ومن السهل التخيل أي جلبة ستثور لدينا لو أن ضابطا في الجيش الاردني كان ليتجرأ علي رسم سيناريوهات آخر الدنيا بشأن نهاية الحياة السياسية لاحد كبار قادة الحكم عندنا. ولكن عندنا، مثلما هو الحال دوما، يركض الفم قبل العقل: في البداية يثرثرون وبعد ذلك يعتذرون.وهاكم بعض الحقائق التي يجب ان تقال بشأن نسيج العلاقات الحساس والمعقد بين الدولتين المجاورتين:ـ صحيح أن الملك عبد الله لا يغدق علي الاسرائيليين بالابتسامات الدافئة كوالده الراحل، الحسين.ـ رغم غياب الابتسامات، شبكة العلاقات الاستراتيجية بين أجهزة الاستخبارات والأمن في عمان والقدس وثيقة بالذات في السنوات السبع لحكم عبد الله، ودولة اسرائيل مدينة لاجهزة الاستخبارات الاردنية بحياة مئات المواطنين الاسرائيليين. ـ لاسرائيل مصلحة صرفة ـ في المدي الفوري والمدي البعيد ـ في أن يبقي الاردن استقراره كدولة قوية ومزدهرة بقيادة الاسرة الهاشمية المالكة. ـ من يصر عندنا علي حلم الخيار الاردني يجب أن يفتح عينيه ليري تواصلا اقليميا خطيرا بين حكومة حماس في ضفتي الاردن، ارهابيين متسللين من العراق ومرتزقة من حزب الله ومنظمات الرفض في دمشق. أما القاعدة فهل سبق أن ذكرنا؟علي مدي السنين اعتادوا عندنا علي أن يأخذوا التأييد الاردني كأمر مسلم به والقصر الملك كحليف عديم المطالب. ورغم اتفاقات السلام لا يوجد اليوم سفيران في تل أبيب وعمان، ولكن شبكة العلاقات تسير دون خلل. وعندما تنشأ الحاجة، ترفع تل ابيب الهاتف للقصر الملك وبالعكس. وقواعد اللعب تقررت علي مدي السنين في مكتبي رئيس الوزراء الاسرائيلي حيال القصر الملكي الاردني: سرية واحترام متبادل صمدا في اختبارات لا حصر لها. الاستنتاج الفوري: العد حتي عشرة والتفكير مرتين قبل اسقاط الاسرة المالكة الاردنية بزلة لسان.سمدار بيريمراسلة الصحيفة للشؤون العربية(يديعوت احرونوت) 24/2/2006