الإعلام الأمني والحراك الاجتماعي والسياسي

حجم الخط
0

الإعلام الأمني والحراك الاجتماعي والسياسي

الإعلام الأمني والحراك الاجتماعي والسياسيليس جديداً أن نشير الي الإعلام بالبنان في ظل الحراك الاجتماعي والسياسي، وليس غريباً أن يوصف الإعلام، احياناً، بـ الأمني . فحقيقة، إن الإعلام العربي يعــــيش مــــأزقا، فهو بقدر ما ينتشر هنا وهناك، وبقدر ما يأخذ عناوين جذابة وبراقــــة ـ احياناً ــ هو بعيد كل البعد عن حركة المجتمع بكافة تفاصيلها الاجــتماعية والسياسية.وبما أن الاعلام في مأزق، فهو مؤشر واضح أن الأمة كلها في مأزق، فكلما تقّدم بها الزمان ردّتها انظمتها الي مزيد من الأمية والعامية، والسطحية، حتي لا يظل حولها صوت يحتج، أو حنجرة تُعارض، أو حلم يراود شاباً بأن شمساً اشرقت ذات ربيع من ثنيات الوداع، ما تزال مخبأة في المصحف الشريف، واضرحة الشهداء الأبرار، وعطر السلف الصالح في المراجع الذهبية. وفي مقابل هذا، فإن هناك دولاً نصفها أو ننعتها بالمتقدمة، تتقدم فعلاً ـ لا قولاً ـ ضمن معايير رقمية، ترسم لنفسها برامج واهدافاً، والحاكم فيها يُحاسب حسب نجاحه في تحقيق هذه البرامج بمقاييسها الاصلية والمعتمدة، لا حسبما يدّعي ويصف نفسه، أو حسبما تشيع عنه اجهزة الاعلام، أو يكتب عنه الكُتّاب، أو يروج له اصدقاؤه ومريدوه.فلذلك، لا بدّ من فضح ماهيّة الاعلام الأمني الذي يروج الخطط الواهية والاهداف الوهمية، مستغلاً وسائل الاعلام التي يتيحها له النظام المستفيد من ترويج سياساته!فتجد هذه المؤسسة المبنية علي الاعلام الأمني تروّج لنجاحات غير مرئية لفئات المجتمع المختلفة، وتتغاضي عن الفشل تلو الفشل للبرامج والخطط التي كانت قائمة قبل عقود من الزمن، فأصبحت تتآكل وتنهار بسرعة وتعلن افلاسها أو بيعها للغريب. لا شك أن هؤلاء الاعلاميين يسوقون حكما محددا أو مجموعة سياسية أو حزبا أو زعيما سياسيا خلال توليه المسؤولية بدون أن يكون هناك قياس لما أُنجز وما لم ينجز. وللأسف، فإن مجتمعنا العربي، يغلب عليه الاتجاه الإنطباعي والوصفي علي تحديد الوقائع وقياسها، بحيث يتم تغليب الجزء علي الكل، فيكفي الحاكم أن يتحدث بعبارات فضفاضة عن فلسطين أو الاحتلال، أو أي قضية أخري تهم شريحة كبري من المجتمع، حتي يتوهم بعضهم بأنه الحاكم العظيم والوطني الكبير. ومن هذه النقطة بالذات استطاعت الانظمة أن تجيّش عددا كبيرا من الاعلاميين للعمل في مطابخها، طبعاً، لا لتصنع شعوباً ومواطنين شرفاء وغيورين علي مصلحة الوطن والأمة، بل لتهجن منهم الرعايا والضحايا واللاجئين، بحيث اجبرت بعض الانظمة القائمة المواطن الشريف علي أن يُعلنها صراحة بأنه لا مكان له في هذه الحارات التي سلبوها حديثو النعمة.. منه، ومن مواطنيها الاصليين الذين بنوها وعمروها واقاموها وشيدوها.بسام عليانكاتب اردني6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية