الإرهاب اليهودي في الضفة الغربية.. بين ترقيات بن غفير وهاتف الشرطة المغلق

حجم الخط
0

يهوشع براينر

في الأسابيع الأخيرة، حدثت قطيعة بين الوحدة الرئيسية في لواء الشرطة “شاي”، واللواء اليهودي في “الشاباك”. يقول الجهاز في نقاشات مغلقة إن الوحدة لا تؤدي دورها في معالجة مظاهر عنف المستوطنين ونشطاء اليمين المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. وقالت جهات داخل الجهاز في محادثات مغلقة إن قائد الوحدة، العقيد افيشاي معلم، نفى ارتفاع حجم الإرهاب اليهودي في الضفة، وأنه لا يرد على كبار قادة اللواء اليهودي الذين يحاولون الاتصال به.

الوحدة الرئيسية في لواء “شاي” عملت حتى السنوات الأخيرة بالتعاون مع اللواء اليهودي في “الشاباك”. هذا اللواء نقل إليها معلومات استخبارية كثيرة عن نشطاء الإرهاب اليهودي واليمين المتطرف في الضفة، وعملت الشرطة كذراع تنفيذي للجهاز في “المناطق” [الضفة الغربية]. اعتقلت وحدة لواء “شاي” أشخاصاً مستهدفين من قبل “الشاباك” ومتهمين بالتورط في الإرهاب اليهودي، وأصدرت أوامر إبعاد إدارية وحققت مع مشبوهين بأعمال إرهابية. ولكن الوحدة واللواء اليهودي التقيا في الفترة الأخيرة عندما قامت جهات خارجية مثل وزارة العدل بعقد جلسات.

وفقاً لأقوال مصادر في جهاز الأمن، فإنه في أعقاب سلسلة أحداث، التي لم تتعاون فيها الوحدة الرئيسية شاي في لواء مع الجهاز لمعالجة المشبوهين بالتورط في أعمال إرهاب يهودية، بدأ “الشاباك” يتعاون مع حرس الحدود الموجود في مناطق الضفة ويخضع للجيش الإسرائيلي وقيادة المنطقة الوسطى. هذا بعد عدم حصولهم على رد من الشرطة حول تخصيص قوات لصالح اعتقالات ونشاطات أخرى.

وقالت بعض المصادر في جهاز الأمن إنه “عندما يتحدث معلم فكأنك تسمع بن غفير”. وقالت إن الوحدة الرئيسية في لواء شاي، التي يعمل فيها الجسم المسؤول عن معالجة الإرهاب اليهودي والجريمة القومية المتطرفة، لا تعتقل مشبوهين ولا تتابع أهداف “الشاباك” أو تجمع معلومات عنهم. بعد تسلم معلم لمنصبه في الأشهر التي سبقت القطيعة، فإن الوحدة لا تعمل إلا عندما ترى هي نفسها وجوب العمل، ولا تعمل ضد جزء من الأهداف التي أرسلها إليها “الشاباك”. ولكن نشاطها توقف في الفترة الأخيرة بشكل كامل تقريباً.

وقال مصدر رفيع في جهاز الأمن إنه يتبين من المحادثات المغلقة مع ممثلي الشرطة أنهم يعتبرون ظاهرة الإرهاب اليهودي ظاهرة ثانوية، ولا يعتقدون أنها ستؤدي إلى تصعيد كبير. في المقابل، أشار المصدر إلى أن بيانات “الشاباك” تدل على ارتفاع دراماتيكي في حجم الظاهرة، ويعتقد الجهاز أن لارتفاع حجم الإرهاب اليهودي تأثيراً مباشراً على الإرهاب الفلسطيني.

جهاز الأمن وجهات رفيعة في جهاز القضاء يوجهون أصبع الاتهام لقائد الوحدة الرئيسية. العقيد في الشرطة، المفتش معلم، تمت ترقيته لهذا المنصب قبل سنة، وهو الآن مرشح من قبل وزير الأمن الوطني بن غفير للحصول على ترقية، منصب عميد في الشرطة، كي يتولى منصب رئيس شعبة الاستخبارات في قسم التحقيقات والمعلومات، الذي يعتبر منصباً رئيساً في الجهاز. معلم التقى مع بن غفير قبل أسبوعين، وهو معني بتولي هذا المنصب.

منذ تولى معلم قيادة الوحدة، مرت بتغيير كبير. وعدد اعتقالات مشبوهين بالإرهاب اليهودي في سنة معلم تضاءل بنحو 50 في المئة مقارنة بالسنة السابقة. في حين أن البيانات التي أرسلتها وزارة العدل تشير إلى أن عدد الأحداث ارتفع بعشرات النسب المئوية. مصدر رفيع في وزارة العدل قال إن “الوحدة الرئيسية في لواء شاي لم تعد تعمل ضد الإرهاب اليهودي. ولا تعمل إلا حين تفقد الخيار؛ على سبيل المثال: عندما يكون الحادث موثقاً”. وأضاف بأنه “من المخجل رؤية أن الجيش الإسرائيلي و”الشاباك” يتحدثون عن ظاهرة آخذة في التوسع. وفجأة، ممثلو الشرطة يتحدثون عن انخفاض وظاهرة غير موجودة. هم يتجاهلون الخطر الكامن في الإرهاب اليهودي”. في تموز الماضي، تم اقتباس مصدر رفيع في الوحدة المركزية في لواء “شاي” في القناة 7، قال: “لم نعد ذراعاً للشاباك”.

وقالت بعض المصادر للصحيفة إن معلم ألقى مسؤولية أعمال العنف على “فوضويين من تل أبيب”، الذين حسب قوله يحرضون، بالأساس في جنوب جبل الخليل. وقالت المصادر أيضاً إن البيانات التي عرضها معلم في الأشهر الأخيرة داخل الكنيست ونقاشات داخلية في جهاز الأمن حول انخفاض ظاهري في حجم الجريمة الوطنية المتطرفة مناقضة للبيانات الموجودة لدى “الشاباك”. في نقاشات مغلقة، وجه جهاز الأمن أصبع الاتهام للوحدة المركزية في لواء “شاي” لغياب معالجة عنف نشطاء اليمين المتطرفين أدى بالإدارة الأمريكية إلى فرض عقوبات على مستوطنين، وزاد الحاجة إلى إصدار أوامر إدارية ضد من يعتبرون أهدافاً لـ “الشاباك”.

وجاء من “الشاباك” أن “بينه وبين شرطة إسرائيل تعاوناً وثيقاً في كل الساحات والألوية. وعند حدوث اختلاف مهني في المواقف، يعالجه الجهازان وليس عبر وسائل الإعلام”.

وجاء من شرطة إسرائيل: “شرطة لواء شاي (يهودا والسامرة) وضمنها الوحدة المركزية في اللواء، تعمل بتعاون كامل مع كل أجهزة الأمن في منطقة اللواء، من خلال فهم المسؤولية عن الحفاظ على سلامة وأمن كل سكان اللواء، وإنفاذ القانون والنظام. عندما تظهر خلافات مهنية تعالج وتحال وفقاً للمطلوب. للأسف، هناك جهات مجهولة تتوجه إلى وسائل الإعلام بدلاً من حل وتوضيح الخلافات المهنية، في حال اعتقدوا وجودها. لقائد الوحدة المركزية وضباطه علاقة مباشرة ومتواصلة مع الجهات الموازية في “الشاباك” والجيش، وحتى إنهم يشاركون في الجلسات المنعقدة حول الموضوع مدار الحديث، والتي تشارك فيها أيضاً جهات من النيابة العامة التي ترافق تحقيقات الوحدة المركزية بشكل ثابت. لواء شاي بكل وحداته، سيواصل عمله جنباً إلى جنب مع أجهزة الأمن والأجهزة التنفيذية”.

 هآرتس 13/10/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية