الأردن: وزارة البخيت تعاني بعض التشوهات ووزراء يسربون الملاحظات

حجم الخط
0

الأردن: وزارة البخيت تعاني بعض التشوهات ووزراء يسربون الملاحظات

وزيرة التخطيط تواجه مشكلة.. ووزير التنمية السياسية يفتي و الصحة يكثر الإجازاتالأردن: وزارة البخيت تعاني بعض التشوهات ووزراء يسربون الملاحظاتعمان ـ القدس العربي : حتي الآن لم يعرف ما إذا كان وخروج الوزير الأسبق المثير للجدل الدكتور باسم عوض الله من حلقات الحكم الرسمية بإتجاه القطاع الخاص ينطوي علي مغادرة مؤسفة لواحد من رموز العهد الجديد في البلاد أم ينطوي علي تمويه ؟. وبما ان عوض ألله بصدد الإنسحاب للقطاع الخاص والإستثماري تحديدا كما يتردد كما فعل وزير البلاط الأسبق سمير الرفاعي فإن مقولة البقاء لله تكون قد شملت عددا أوفر من نخبة الليبراليين والإصلاحيين ورموز المرحلة الذين غادروا الجهاز الإستشاري في القصر الملكي ومواقع القرار.والمفارقة تتجلي بوجود إستثناء واحد فقط تقريبا، فرئيس بلدية العاصمة عمان نضال الحديد المتمتع بمساحة مهمة في اللعبة هو تقريبا المسؤول الوحيد الباقي في موقعه منذ سبع سنوات رغم ان ذلك لم يحصل مع غيره ورغم كثرة الإستهداف الذي يتعرض له بين الحين والآخر ورغم انه تغير فعلا ثلاث مرات علي الأقل وفي عهد ثلاث حكومات قبل ان تتبدل ورقته في اللحظات الأخيرة.والحديد نجا بأعجوبة من حمي التغيير بفضل بلدوزرات كانت تتدخل لصالحه دوما علما بانه واجه إشكالات من عدة طرز مع الصحافة ومع البرلمان مستثمرا شبكة علاقات جيدة تعمل بالطاقة القصوي عند الضرورة.وإلي حد كبير يشيع أنصار الحديد ومعاونوه الكثر بانه المسؤول الذي لايتزحزح في كل الأحوال وهي مشاعر تماثل تلك التي يحملها وزير الصحة سعيد دروزة المليونير الصغير الذي تبدلت الحكومات دون ان يتعرض لهوس الخروج من الوزارة كما يفعل غيره عند كل تعديل او تغيير.ولدروزة في الواقع قصة مثيرة، فرئيس الوزراء الجديد معروف البخيت لا يعرفه ولم يكن ينوي إبقاءه في موقعه لكنه إحتفظ بحقيبته كفرق حساب لإن وزير الصحة الأسبق البروفسور كامل العجلوني رفض المشاركة بالوزارة إلا مع أقدميته وخطط ـ أي العجلوني ـ لإن يسبق في الترتيب الرجل الثاني في الوزارة ونائب الرئيس زياد فريز وهي مسألة لو وافق عليها البخيت لخلطت أوراق التشكيل. ورغم ان البخيت لا يشعر بأنه معني ببقاء الوزير دروزة في مكانه ولم يشعر بذلك مسبقا إلا ان الأخير يتعامل بإسترخاء مع منصبه ويبدو متأكدا من الإستمرار بدليل انه يكثر من الإجازات وسط أزمات صحية تجتاح العالم وليس الأردن فقط.وإصرار وزير الصحة علي إبداء إهتمام أقل ببعض التقاليد ذات العلاقة بمخاطبة الأخر والشريك اصبح يشكل عبئا علي بعض الوزراء أنفسهم فيما تشير أوضاع حكومة الرئيس البخيت من الداخل الي ان المؤشرات ليست إيجابية كما ينبغي مع ان الرئيس ضبط إيقاع إجتماعات الوزراء وفرض الهيبة وعبر متابعة مسائل فنية من طراز التأخر عن الإجتماع وإستعمال الخليوي وحتي التدخين إلي حد ما. وتلك المؤشرات تقول بأن بعض الوزراء لا يعزفون علي نفس نغمة رئيسهم حتي الآن ولا يتمتعون بنفس مستوي الهدوء وإن كانت هيبة الرئيس في الواقع قد قلصت الإجتهادات والتصريحات الوزارية. ويبدو في السياق ان القدرات الذهنية والفكرية الخاصة التي يظهرها قصدا وزير التنمية السياسية الدكتور صبري الربيحات لم تعد تخدم الهدف من إظهارها فبعض الوزراء يشتكون من ان زميلهم الربيحات من غير المعقول ان يكون قادرا علي التحدث بنفس اللغة والحماس والخبرة في كل القضايا التي تطرح بما فيها القضايا التي لا تخص مهامه خصوصا وان جبهته كوزير للشؤون البرلمانية باردة تماما، فالنواب متساهلون مع البخيت إحتراما لمكانته وادائه فقط ومتعاونون مع بعض الوزراء بسبب خدمات يومية وولا يوجد في عمان حتي الآن من يتذكر بان الربيحات وزير شؤون البرلمان أيضا. وعلي جبهة وزارية موازية من الواضح ان وزيرة التخطيط سهير العلي مؤهلة للحصول علي جائزة الصوت المرتفع فهي دائمة الإشتباك ومع كل الملفات داخل الإجتماعات الوزارية ولا يوجد ما يمنعها من توجيه كلمات قاسية ـ لزملائها إذا لزم الأمر.وورود إسم سهير العلي في بعض أخبار الإجتماعات الملكية ومشاهدتها علي الشاشة خلال هذه الإجتماعات يخلق إنطباعا بانها من المناطق المحرمة وانها غير قابلة لأي تعديل وزاري مقبل ،وذلك بحد ذاته يخلق مشاعر مضادة لأدائها ولها داخل مجلس الوزراء علما بأنها تواجه في وزارتها مشكلة طارئة تتعلق بالشغب عليها الآن من خلال الفريق التقني الذي عمل علي برامج سلفها في الموقع باسم عوض الله فالوزيرة الجديدة أبعدت هذا الفريق لكي تبعد شبح عوض الله عن مكتبها متجاهلة بالنتيجة بان المسألة تتعلق بفريق عمل فني اصبح لديه خبرة مهمة يمكن إستقطابها.وفي العمق تضيق هوامش المناورة امام وزير البلديات صاحب الموقع المتقدم في الفريق نادر الظهيرات لدرجة ان الرجل أصبح في أحد الأيام رئيسا للوزراء بالوكالة دون ان ينتبه احد لذلك ودون ان ينشر خبر رسمي لطالما نشر في الحالات المماثلة.وفي المسافات الأقرب للرئيس البخيت و لعقل الحكومة تبدو الأجواء مختلفة فوزير الخارجية عبد الإله الخطيب الذي يمكن إعتباره النموذج الأول في الوزارة علي مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب يقدم أداء رفيعا وهادئا يشتم منه حصريا إصراره علي ان يخيب آمال كثيرين حاولوا دق إسفين مسبقا بينه وبين رئيس الحكومة ويشتم منه سعيه لإن يثبت للجميع بانه شخصيا فعل كل ما يستطيع لكي تنجح تجربة صديقه القديم الرئيس معروف البخيت.ولذلك يعتزل الخطيب سهرات الليل ولا يكثر من التصريحات ويقلل عدد الزوار ويكتفي بمتابعة عمله والقيام بواجبه وإدارة مملكته الصغيرة كمرجع وحيد تنفيذيا لملف الدبلوماسية الخارجية، ومقابل ذلك يكتفي المخضرم زياد فريز بأسلوبه القديم في إحتقار الأضواء وتجنب الزحام رغم انه الرجل الثاني فعلا لا قولا فهو رئيس الفريق الإقتصادي ونائب الرئيس ووزير المالية بمعني أنه يجمع المجد من ثلاثة أطراف مع العلم بان علاقته بالبخيت لم تتجاوز في الماضي والسلام مع القليل من الكلام.ومن الواضح للمراقبين ان وزير الداخلية المخضرم ايضا عيد الفايز إستجاب لدعوة الرئاسة للإقلال من التوقعات والتصريحات إلي ان تنضج الظروف الموضوعية التي تمكن الحكومة من العمل فيما يشعر وزير الصناعة والتجارة الشاب شريف الزعبي ان قدره ينحصر في تعبئة فراغات الإتصال بالمؤسسات الدولية وتنقيح مشاريع القوانين الإقتصادية وإعداد تقارير ذات صلة بالمفاوضات المعقدة مع صناع القرار الإقتصادي في الخارج إضافة للقيام بمهام وزارته اليومية وهي مهام صعبة وكبيرة ولا يقوم بها بالعادة رجل واحد لكن الوزير الزعبي يعمل بصمت مطبقا شعارات رئيس الحكومة ويكتفي بتفاهمات هنا وهناك مع من تبقي من جماعة الديجتال مثل وزير العمل باسم السالم الذي لا يعرفه الكثيرون ولا يخطط هو ولا يهتم بمعرفة الآخرين. وبطبيعة الحال هناك جبهات وزارية باردة تماما ولا تشتبك مع اي طرف تمثلها وزارة التربية والتعليم حيث العالم المخضرم والقاسم المشترك لآخر سلسلة حكومات خالد طوقان وهناك حقائب لا وجود لها علي خارطة الصحافة كالتنمية الإجتماعية وأخري موسمية كوزارة الأوقاف وثالثة بحاجة ولإعادة تقييم كالإتصالات وغيرها تعمل في نطاق قدري مؤسف كالسياحة.وأخيرا يمكن التوصل لإستخلاص يقول بان الرئيس البخيت ملك طوال الفترة الماضية ترف الصمت والهدوء والمراقبة لكن مع قرب الإستحقاق الحقيقي سيحتاج فريقه لإعادة قراءة ولصورة إعلامية تظهره أكثر إنسجاما وأقل تسريبا لأخبار ما يجري داخل المقر الرئاسي.. وهذه اللحطة تسمي في التقاليد المحلية لحظة التعديل الوزاري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية