الأردن: التلفزيون يحتفي بجماعة الأخوان المسلمين لأول مرة والإعلام يحذر من تعيين قيادي محسوب علي حماس زعيما لحزب الجبهة

حجم الخط
0

الأردن: التلفزيون يحتفي بجماعة الأخوان المسلمين لأول مرة والإعلام يحذر من تعيين قيادي محسوب علي حماس زعيما لحزب الجبهة

الشيخ زكي سعد يثير الجدل مجددا والسلطة لا ترغب به خلفا للشيخ حمزة منصور:الأردن: التلفزيون يحتفي بجماعة الأخوان المسلمين لأول مرة والإعلام يحذر من تعيين قيادي محسوب علي حماس زعيما لحزب الجبهةعمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين: لا تعبر صحيفة الرأي ابرز الصحف الاردنية واهمها عن ملاحظة مهنية فقط عندما تطرح السؤال التالي علي صدر صفحتها الاولي وبتوقيع المحرر: هل صحيح ان حماس ستعين امين عام جبهة العمل الاسلامي الجديد في الاردن؟.. هذا السؤال المهم والخطير لا يمكن اعتباره مجرد سؤال صحافي تطرحه الصحيفة الاقرب للدولة والنظام بعد يومين فقط من لقاء خاص جمع الملك عبد الله الثاني بأربعة من رؤساء تحرير الصحف اليومية، وعدم توقيع المقال الذي عنون بالسؤال المشار اليه باسم كاتب محدد يعني ببساطة ان الصحيفة الاردنية الاقرب من غيرها للموقف الرسمي ترسل رسالة عبر هذا السؤال للتيار الاسلامي الاردني، فكل اداء الحكومة الاردنية المتردد بوضوح تجاه الانفتاح علي حركة حماس او التعاون معها له علاقة مباشرة بمخاوف السلطة في الاردن من تداعيات فوز حماس علي الواقع السياسي وبرنامج الحركة الاسلامية في الاردن. وما فعلته صحيفة الرأي امس الثلاثاء بسيط جدا فقد تساءلت ببراءة عما اذا كان هناك توجه بفرض شخص محدد كزعيم لجبهة العمل الاسلامي الاردنية بصفتها اهم حزب سياسي في البلاد ولم تحدد الصحيفة هوية هذا الشخص لكن الجميع يعرف ان الشيخ زكي سعد تحديدا اصبح قاب قوسين او ادني من خلافة الشيخ حمزة منصور في رئاسة حزب الجبهة، والشيخ سعد بالنسبة للاعلام في الاردن منذ اسابيع هو احد اهم قيادات الحركة الاسلامية الوطنية المحسوبة علي تيار حماس والمؤمنة بوجود علاقة تنظيمية تشابكية بين حماس وبين حركة الاخوان المسلمين في الاردن. وبطبيعة الحال تلمح الصحيفة لوجود قرائن وشواهد ووثائق علي علاقة بين الشيخ سعد دون ان تسميه وبين حركة حماس وما يمكن فهمه من هذه التلميحات باختصار شديد ان السلطة في الاردن لا تريد التدخل في آلية انتخاب زعيم جديد لاهم حزب سياسي في البلاد لكنها لا تريد ايضا ان يتولي زعامة حزب الجبهة قيادي محسوب علي حركة حماس وقريب جدا منها مثل الشيخ زكي سعد الذي بقي دائما من اللاعبين الاساسيين في ظل وكواليس الحركة الاسلامية والذي اشارت تلميحات الصحف الاردنية الي مسؤوليته عن ادارة بعض الاستثمارات لصالح حركة حماس. وما يحصل يعني ان السلطة في الاردن تطرح اذا قضية الشيخ زكي سعد باعتبارها قضية محرمات فأهم ما انشغلت به الحكومة الاردنية خلال الاسابيع التي اعقبت فوز حماس الكاسح هو ان لا ينعكس هذا الفوز علي اوضاع التيار الاردني. ومن هذا المنطلق تعبر ادوات السلطة الاعلامية عن هذا الموقف بشفافية وعبر رسالة اعلامية وليست حكومية او امنية مما يرجح القناعة بان فرصة الشيخ سعد بتولي موقع الامين العام بحزب الجبهة اصبحت وشيكة جدا اولا وبأن هذا الخيار قد يكون مقلقا للحكومة ثانيا اذا ما حصل خصوصا وان انتخابات مجلس شوري حزب الجبهة انتهت تماما بأغلبية واضحة للتيار الوسطي المعتدل كما انتهت خلافة موقع المراقب العام في جماعة الاخوان المسلمين التي تسيطر اصلا علي حزب الجبهة بدون اضرار او مفاجآت وفقا للقياسات الرسمية، فقد حل الشيخ سالم الفلاحات المعتدل جدا مكان الشيخ عبد المجيد ذنيبات كمراقب عام جديد لجماعة الاخوان المسلمين وسيطر ايضا جماعة الشيخ الفلاحات المعتدلين من جانبهم علي المكتب التنفيذي لجماعة الاخوان.وبالتالي اصبح الجو القيادي داخل الاخوان مريحا بالنسبة للحكومة والسلطة والاعلام الرسمي، فقيادات الاخوان الجديدة لا تهتم الا بالشأن الاردني ولا تؤمن بعلاقات تنظيمية متشابكة مع حركة حماس وما تريده الحكومة الان ان تنعكس نفس الاجواء علي حزب جبهة العمل الاسلامي المطالب ضمنيا بعد ما نشرته الرأي بان يثبت لجميع الاطراف بانه حزب اردني ولا يسعي لعلاقة متشابكة مع حماس ولديه الاستعداد للتراجع عن اختيار امين عام جديد محسوب علي حماس اذا كان ذلك ضروريا في ميزان المصالح والحس البراغماتي عند الاسلاميين.وفي الواقع اظهرت السلطة في الاردن قدراتها علي الاحتفال بانحيازات جماعة الاخوان للشأن الاردني عندما نشرت عرض التلفزيون ولأول مرة منذ تأسيس جماعة الاخوان قبل نحو اربعين عاما تقريرا مصورا عن الجماعة وانتخاباتها تحدث خلاله المراقب العام الجديد الشيخ الفلاحات بلغته ومفرداته المعتدلة والتي امتدحها الاخرون في الاعلام الرسمي.وكان قياديون في تيار (الأردنة) داخل الحركة الاسلامية قد لفتوا النظر قبل الحكومة الي ان الشيخ سعد المرشح الاقوي لقيادة حزب الجبهة محسوب اكثر مما ينبغي علي حماس، وبالتالي تفجرت هذه القضية في وقت مبكر مع ان مجلس شوري جماعة الاخوان القديم هو الجهة التي توصي بالعادة بتعيين زعيم حزب الجبهة وهو ما حصل مع الشيخ زكي سعد حيث ايد ترشيحه 24 عضوا في شوري الاخوان المنحل مقابل 20 صوتا حصل عليها منافسه قبل شهر ونصف الدكتور عبد اللطيف عربيات.وعمليا يمكن القول الان بأن الشيخ سعد هو المرشح الاقوي من غيره لقيادة الجبهة ويمكن القول بالمقابل بان السلطة لا ترغب بذلك وقدد لا تسمح به رغم انها لا تملك الحق بالتدخل من الناحية القانونية ومحصلة المشهد تشير الي الجبهة قد تكون في مأزق فأمامها خياران الاول هو التمسك بحقها المطلق في اختيار من تراه مناسبا قائدا لها والمجازفة باغضاب الحكومة وتحمل النتائج او تقديم التنازل تلقائيا وابعاد الشيخ سعد عن موقعه الوشيك واختيار بديل له مما يعني ان جبهتها في مواجهة الحكومة ضعفت اصلا.والي ان تحسم جبهة العمل الاسلامي خياراتها النهائية تبدو كل الاحتمالات واردة لكن ما يبدو عليه الامر ايضا ان الحكومة الاردنية عرضت بوضوح موقفها الحازم من مسألتين فهي لن تستقبل حركة حماس او تحتضنها اوتتعاون معها اذا لم يقبلها المجتمع الدولي، ولن تسمح للاسلاميين الاردنيين باستعارة فوز حركة حماس والتنسيق التنظيمي معها بكل المستويات وهو ما تحدث عنه صراحة وفي اكثر من مناسبة رئيس الوزراء معروف البخيت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية