اكرم خزااام رائد الفضاء الروسي وفالانتاين بالشوكولا والألبسة الداخلية!
أنور القاسم اكرم خزااام رائد الفضاء الروسي وفالانتاين بالشوكولا والألبسة الداخلية!بشري سارة.. رواد الفضاء السوفييت قرروا اختراق المجال الفضائي العربي بقناة فضائية روسية ستزين باقة المحطات الفضائية العربية تحمل اسم روسيا اليوم . فقد أكدت الفضائيات العربية الاخبارية نجاعة وسلطة منقطعة النظير بحيث حركت حسد وغيرة مراكز الثقل الدولية، فتنادت كل بطريقتها للاستثمار بمستعمراتها السابقة او اللاحقة او بمجالها الحيوي. فبعد انطلاق الفضائية الاسرائيلية التي كانت الغاية منها التوجه للمشاهد العربي في ايلول (سبتمبر) عام 2001 لـ تصدير الديمقراطية له ـ فشلت هذه القناة بشكل تحسد عليه في الوصول الي ابعد من مقرات بثها ـ رأت الولايات المتحدة ان سياستها في الشرق الاوسط عرجاء ما لم تعضدها بمحطة فضائية تلملم بعضا من هوجاء سياستها في المنطقة، فكانت الحرة ذالك المشروع الاعلامي الضخم الموجه للعالم العربي، لكنها كبت كثيرا نتيجة لادواتها الاعلامية وحمولتها السياسية الزائدة المتخطية للواقع المعقول. ولعل روسيا الحالمة ابدا بالوصول للمياه الدافئة قررت ان دخول بيوت المشاهدين العرب يجب ان يتم من اثير موسكو وليس عبر وسائل الاعلام الغربية، وهي حسب مديرها العام سيرجي فرولوف ستتكئ علي الارث السوفييتي الطيب لدي العالم العربي، ولن تكون نسخة عن الحرة الامريكية.ويبدو ان روسيا اليوم التي ستبدأ ارسالها العربي مطلع العام المقبل خصصت مبلغ 35 مليون دولار لهذا المشروع الواعد، وهو تقريبا نفس المبلغ الذي خصصته محطة الـ بي بي سي لانطلاق نسختها العربية التي تنضج هذه الايام وتتوثب للانطلاق، معتمدة علي 70 عاما من النجاح الاعلامي الموجه للعالم العربي عبر خدمة الورلد سيرفيس العتيقة. ورغم انه يمكن التنبؤ بمدي نجاح بعض الاعلام الغربي الموجه للدول العربية، الا انه من المبكر الحكم علي التجربة الروسية او حتي الفرنسية، التي تسعي بدورها لاختراق الاجواء العربية عبر فضائية قيل انها ستكون علي طراز الجزيرة ، وستعتمد علي رصيد اذاعة مونت كارلو القديمة في تأثيرها الفرنسي ايضا، واذا كانت اذاعة صوت امريكا التي اتت علي انقاضها فضائية الحرة لم تحقق اي جزء من المبتغي حتي الان، فان تعاطف السياسة الروسية مع القضايا العربية وتقربها اكثر من دول الخليج العربية اقتصاديا يمكن ان يكون لهما سهم من النجاح لدي المشاهد العربي الموعود بـ روسيا اليوم .اما بالنسبة لـ بي بي سي ، والتي ستبث علي مدار اربع وعشرين ساعة، فانها يمكن ان تقطف قصب السبق اعتمادا علي حضورها ونجاحها عربيا وباعتبار انها ستعالج الاحداث والقضايا الجارية عبر الوسائط الثلاثة: التلفزيون والاذاعة والنت، مستثمرة في 250 مراسلا اخباريا في 50 مركزا عبر العالم، اضافة الي الهامش الاوسع من الحرية الذي عودتنا عليه مهنيتها العتيدة.وبانتظار ارسال الفضائية الروسية ننتظر من مشرفها العام ان يثرينا بتقاريره القيمة علي طريقته المحببة أكرم خزااااام موسكووووو .أثير يغص بالمحطات واذا كانت الافراح لا تأتي فرادي ايضا، فاننا مدعوون للاحتفاء بتجاوز عدد المحطات التلفزية العربية رقم مئة وخمسين، بعد دخول قناة الحوار الفضائية الحوارية من العاصمة البريطانية لندن فضاء البث. وتوظف هذه المحطات مجتمعة اسطولا يزيد عن مئة الف محترف من الاعلاميين والتقنيين والعاملين في مجال البث التلفزيوني، وهذا يعني انه القطاع الانجح وطنيا في عموم الدول العربية. وغدت هذه المحطات علي اختلاف مشاربها جزءا من حياة الناس تشكل وتصوغ اراءهم وافكارهم ومواقفهم، وحتي طرق مأكلهم وملبسهم ومعاشرتهم.وتمثل هذه القنوات نسبة 73 بالمئة من مصادر الاخبار لدي المشاهد العربي، غير ان دراسة اعلامية عربية حديثة كشفت ان حوالي 40 بالمئة من عدد ساعات البث تستأثر به برامج الغناء والترفيه الذي بات يجنح الي الاثارة والاغراء الغرائزي، والذي تتسيده الفضائيات السعودية المهاجرة جغرافيا والمعاد توجيهها داخليا.هذه الطفرة ولدت حاجة ملحة ومتزايدة للاستثمار في الاقمار الصناعية العربية، حيث امتلك القمر الصناعي عربسات ما يقارب 130 مليون مشاهد في الوطن العربي، فيما اخذ النايل سات يتمدد عربيا وافريقيا. ومن المنتظر ان يشهد الارسال الفضائي دفقا جديدا هذا الشهر، حينما يطلق عربسات الجيل الرابع من الخدمة الذي يطلق عليه اربعة ـ أ .وفي حين يحسب للفضائيات العربية دورها المدهش في مواجهة النفوذ الاعلامي الغربي وآلته الجبارة، الا انه بدا واضحا ان هذه القنوات اتاح جلها وسائل جديدة من الهيمنة الحكومية والاحتكار، وبات معظم رجال الاعمال والمستثمرين الاعلاميين واجهات لغسيل السياسات الرسمية. انا باربي .. حبوني الاستثمار ببرامج غربية ناجحة او شخصيات تلفزيونية او ايقونات صار تقليدا عربيا بجدارة تسعي اليه كل الفضائيات، وآخر تقليعاتها تجسيد شخصية باربي الفتاة الجميلة الساحرة مكتملة التفاصيل صاحبة الملامح والجسد المثالي.فلا تكاد تشاهد هذه الايام قناة فضائية ـ بالغالب لبنانية ـ الا وتري اشباه باربي المقلدة، بحيث باتت ظاهرة تستحق التوقف، ولم يعد الامر مقتصرا علي الفنانات بل امتد الي مقدمات البرامج، فالكل اخذ يبحث عن النيو لوك ، ومن تتابع متابعاتي للحفلات والسهرات الفنية التي تبعث الاصطهاج في اوصالي، تأكدت من ان معظم مطرباتنا الجميلات بتن نسخا كربونية عن بعضهن، مع اختلاف بسيط في الفساتين وبناطيل الجينز المحفوفة، التي يرتدينها، والتنانير شديدة القصر، والتي تقصر الاعمار. ولم اجد لشـــــدة دهشتي وانا اتابع تكريم الفنانين اللبـــــنانيين علي قناة نيو تي في اي فـــــرق بين هيفاء واليسا وامل حجازي ومي حـريري ونوال الزغبي، وغيرهن كثر، غير ان القاسم المشترك بينهن كان عمليات التجميل، التي صارت اهم تجارة رائجة في عيادات بيروت ودمشق، وبتن يسبحن في واد من السيليكون. وهذا التلاقي بدا في الصدور الكبيرة والانوف الصغيرة والشفاه الممتلئة، وربما كانت المطربة ميسم نحاس الاكثر جرأة، حينما باحت بأنها خضعت لعملية تجميل لتكبير الثدي وملء الشفاه، مبررة ذلك بأن الموسيقي لم تعد تقبل بالملامح العادية. والادهي من كل ذلك ان المجتمع اخذ يتقبل هذه الظاهرة بشكل سريع. ولمن شاهد تلك الحفلة وغيرها يُشده من مدي التشابه، ليس فقط بين مقدمات وخلفيات المغنيات فحسب، بل كذلك التشابه بين الجمهور النسائي، خاصة الشابات منه في مباراة مفتوحة للجمال غير الطبيعي مسبق الصنع.هيا بنا نحب اينما وليت ناظريك تلفزيونيا او وقعت عيناك علي صحيفة او مجلة اليوم، فان اول ما يطالعك اللون الاحمر بزهوره وملابسه وهداياه الحميمة، التي يتميز بها عيد الحب الذي صادف يوم امس. والجميل المدهش بهذه المناسبة ان تراها قد اصبحت يوما عالميا للحب بجدارة، فيه تتبادل الهدايا من زهور وقوالب شوكولاته وألبسة داخلية، وتعقد هدنات قصيرة للنزاعات والخلافات الزوجية المستحكمة، وتفيض مشاعر الشباب دفقا وحيوية، فتولد فيضا دافئا تعكسه تلاقي الشفاه والقلوب والاجساد في اتحاد، أين منه اتحاد الاذاعات العربية!واثناء تقليبي قنوات تلفزيوني ـ الكثيرة خزيت العين ـ وقعت علي احتفال ياباني بيوم فالانتاين، ذاك الكاهن الروماني الذي وحد الشعور الانساني في مشارق الارض ومغاربها بضوء الحب، حينما رجم في الرابع عشر من شباط عام 270 عقابا له علي تشجيعه الزواج والمحبة بين الناس، فكان يوم رجمه يوم تفتح الورود، حينما بعث بآخر رسائله لابنة سجانه العمياء التي احبها في معتقله، ولشدة صدقه وصفائه استطاع ان يشفيها من العمي، فدعونا نسرح ونمرح ونحب علي سبيل التغيير، ففي هذه الزحمة الحياتية العابسة تصبح للمناسبة مفاتنها وغوايتها، ومفيش حد احسن من حد.كاتب من أسرة القدس العربي [email protected]