اقتصاديات عربية تائهة
اقتصاديات عربية تائهة حققت الاقتصاديات العربية في العام الفائت اداء اقصاديا جيدا انعكس من خلال زيادة معدلات النمو في الناتج المحلي الاجمالي لمعظم الدول العربية وزيادة منتفخة في القيم السوقية لبورصاتها المالية والتي فاقت لدول الخليج وحدها الـ1.1 تريليون دولار وهي بذلك تقارب القيم السوقية لبورصات رائدة في العالم كبورصتي لندن وطوكيو.ان المتتبع لحركة الاقتصاديات العربية في العقدين الاخيرين يلاحظ تذبذبا حادا في ادائها المرتبط اساسا بسعر البترول العالمي سواء للدول الخليجية المنتجة له او للدول غير الخليجية التي تعتمد علي حوالات المغتربن والسياحة والاستثمارات المباشرة.مع الاسف فان هذه الدول لم تقم لليوم بتفعيل آليات تكفل تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة وما زالت عائدات النفط البالغة قرابة المليار دولار مع بزوغ كل فجر تستغل في غير مكانها وعلي شكل مشاريع خدمية ذات اصول وهمية كقطاع الخدمات المالية والسياحية (منتجعات، فنادق، ملاعب الغولف…الخ) التي وان كانت تمتص قدرا ليس بيسير من العمالة وتحرك العجلة الاقتصادية جزئيا لا انها سريعة التاثر بالتقلبات السياسية التي قد تحصل منطقتنا العربية علي براءة اختراع بها. ان المطلوب الان من الدول العربية هو ايجاد الية لادامة المكتسبات الاقتصادية من خلال تشجيع قيام قاعدة صناعية متطورة وتفعيل بني تحتية مؤهلة والاهتمام بالتعليم والبحث العلمي وتفعيل وحدة اقتصادية عربية قادرة علي مواجهة تحديات العولمة، والاهم من ذلك كله ايجاد نظام سياسي ديمقراطي يكفل العدالة الاجتماعية والحرية الاقتصادية لاعطاء الاقتصاد زخما يؤهله لتطوير ذاته في عالم اضحي التغير فيه هو الثابت الوحيد.ابراهيم الحارثيباحث اقتصادي ـ عمان 6