اقبال كبير علي مقاهي الانترنت في موريتانيا هربا من الضغوط الاجتماعية

حجم الخط
0

اقبال كبير علي مقاهي الانترنت في موريتانيا هربا من الضغوط الاجتماعية

اقبال كبير علي مقاهي الانترنت في موريتانيا هربا من الضغوط الاجتماعيةنواكشوط ـ القدس العربي من عبد الله السيد:تسحر الشبكة العنكبوتية سكان العاصمة الموريتانية نواكشوط بشكل لافت. فسكان العاصمة نواكشوط هم حديثو عهد ببداوة لم تعرف الحواسيب ولا المواقع الألكترونية مما جعلهم ينشدون لمقاهي الأنترنت التي تربطهم دون حراك بشتي أركان المعمورة وتوفر لهم انفراجا يخفف كبت يفرضه مجتمع محافظ.لم تمض سنوات سبع علي دخول موريتانيا الي الشبكة العالمية حتي تضاعف الاقبال علي افتتاح مقاهي الأنترنت كما أن رواد المقاهي تزايدوا بشكل مذهل. أما اليوم يقول محمد سالم وهو ناظر مقهي بحي تفرغ زينة في نواكشوط،فسكان العاصمة الا ما قل يتسمرون الساعات الطوال أمام شاشات الكومبيوتر في عشق لهذا التواصل السريع مع العالم. ويضيف محمد سالم وهو من أوائل من افتتحوا مقهي للنت أن معظم الرواد هم من الفتيان والفتيات الذين يقبلون بشكل شبه متصل علي غرف الدردشة المتخيلة. انه عالم يقول أمير المقهي، متي فتح لم ينغلق أبدا وهنا تكمن خطورة الادمان الذي هو بالنسبة لنا نحن التجار خير وبركة ولحراس البوابة الأخلاقية دمار وتفسخ. ويجد الكثير من الشباب الموريتاني في الانترنت اليوم أهم وسيلة لربط الصداقات بعيدا عن رقابة المنزل التقليدية التي تدفعهم أحيانا كثيرة لاختلاس الهاتف والاتصال بهذا الصديق أو ذاك. ورغم انتشار الانترنت فلا يزال الكثير ينظرون بشيء من التوجس لربط الصلات والعلاقات عبرها بسبب تلك الاسماء المستعارة التي تستخدم في غرف الدردشة المتوهمة.لكن عن ماذا يبحث الموريتانيون؟ وما هي اهتماماتهم داخل شبكة النت؟أسئلة من أخري طرحتها القدس العربي علي بعض رواد مقاهي الانترنت في نواكشوط. تقول زينب بنت أحمد في بداية تصفحي للانترنت كنت أهتم بمواقع الزينة والتجميل فقط، ولكنني أصبحت بتأثير من صديقاتي مدمنة علي غرف الدردشة التي أجد فيها عالما متخيلا أهرب اليه من عالمي أو سجني علي الأصح . وتعتقد السالمة بنت المختار أن الانترنت ستعيد صياغة منظومة القيم الاجتماعية السائدة اليوم وستحدث شرخا في القيم والتقاليد الاجتماعية الموريتانية. وتضيف انني أتوقع مع تقدم الاقبال علي الأنترنت أن ندخل عولمة الزواج، حيث سنشهد اليوم الذي تتزوج فيه بنت الشيوخ عبر الانترنت بشاب من مجتمع آخر يختلف اختلافا جذريا عن مجتمعها، هذا الاعتقاد قد يكون في نظر البعض مبالغا فيه لكنه شئنا ذلك أم أبيناه سيصبح واقعا عما قريب . وتروي خديجة بنت عبد القادر تجربتها مع الأنترنت فتقول أكون معجبة احيانا بشخص معين من خلال مايكتبه علي الانترنت فأتخيل صورة عن شخصيته فيشدني ذلك اليه فتتكون لدي رغبة بمقابلته. وهنا أبدأ في تخيله: طويل أم قصير،بدين أم نحيف، أسمر أم اشقر، لكنني أظل حذرة من أي صداقة قد تجرني الي ما لا تحمد عواقبه.ومع غرامها بالنت والتجوال في عوالمها الرحبة فان كريمة بنت مولاي تري أن الحذر لازم في التعامل مع مرتادي الانترنت وخصوصا الذين يتعاملون بالأسماء المستعارة.وعكس السابقات، لا تخاف السيدة أغلانة بنت الداه الأنترنت ولا روادها. تقول بنت الداه لدي صداقات وارتباطات مع العديد من الاصدقاء في مختلف البلدان بواسطة غرف الدردشة، وأنا معجبة بأخلاق بعضهم، لكنني لا أستطيع القبول بأي صداقة قد تقود الي زواج لأن الامر سيكون مثارا للسخرية والتهكم في مجتمعنا المتزمت . وتعتقد أغلانة أن الانترنت سيحل يوما محل الخاطبة وسيعطي فرصة للمرأة باختيار الشريك. وفيما يزداد هذا الاقبال علي النت يري البعض أن الانترنت والجوال يشكلان خطرا علي المجتمع، وعكس ذلك آخرون يرون أن لا مناص من مواكبة التطور التكنولوجي. والمشكلة التي تواجه المجتمع الموريتاني حاليا تتمثل في كيفية التوفيق بين التوسع المذهل في استخدام وسائل الاتصال الحديثة مثل الانترنت والهواتف الخلوية من ناحية والعادات والتقاليد السائدة في مجتمع اسلامي محافظ من ناحية أخري. وخطورة الانترنت والهاتف الخلوي كما يراها المتشددون في المجتمع الموريتاني تكمن بالاساس في تحرر الشخص من قبضة أسرته وأهله وأقاربه وسهولة شقه عصا الطاعة . ويقول أصحاب هذا الاتجاه بأن الانترنت أضحت في موريتانيا كما في العالم وسيلة للغزو الثقافي والأخلاقي والاجتماعي القادم من الغرب ويجب الحذر من التعامل معها والتحفظ ازاء الكثير من مواقعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية