افتتاح مهرجان ابو ظبي الدولي الاول لافلام البيئة بحضور عدد من نجوم السينما

حجم الخط
0

ابو ظبي ـ من فاطمة عطفة: انطلقت الأحد فعاليات مهرجان أبوظبي الدولي الأول للأفلام البيئة في مسرح أبوظبي بمنطقة كاسر الأمواج. وقد سار على السجادة الخضراء ولأول مرة في أبو ظبي عدد من نجوم السينما منهم الفنانة يسرى وخالد نبوي بينما تغيبت ليلى علوى ليكون حضورها في اليوم الثاني، والفنانة عضو محكم في مسابقة الأفلام الرسمية. ومع الموسيقى الشرقية بدء حفل السهرة بمقطوعتين موسيقيتين افتتاحية عزف أهداها الأستاذ نصير شمة مع فرقة بيت العود بأبوظبي شاركت فيها مختلف الآلات الشرقية.

فيلم الافتتاح
بدء العرض الأول مع الفيلم الروائي ‘الأرض الموعودة’ للمخرج العالمي جوس فان سانت وهو من انتاج مشترك لشركات إماراتية أمريكية كبرى، وهم فوكس فيتشرز وايمج نيشن أبوظبي وبارتسيبانت ميديا وبيرل ستريت فيلمز، ويقوم ببطولته ‘مات دامون’ و’جون كراسينسكي’ والممثلة ‘فرانسيس ماكدورماند’، و’الأرض الموعودة’ هي دراما إنسانية تشير لقصة بسيطة تعبير عن الفساد في صناعة الطاقة وخاصة فيما يتعلق بالقضية التي أثارت ضجة حول استخراج الغاز الطبيعي بتقنية عرفت بإسم ‘التكسير’.
أفلام وندوات
يواصل المهرجان عروضه من 20 25 من أهم هذه الأفلام فيلم ‘القطط الأفريقية’ للمخرجين ألاستير فوثيرجيل وكيث سخولي، من إنتاج استديوهات ديزني الأمريكية وهو يعرض للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط ويقدم يوميات مجموعة صغيرة من النمور الأفريقية الصغيرة وهي تخطو خطواتها الأولى. ويقدم الفيلم الوثائقي الفرنسي ‘مساكن للحياة’ ضمن مسابقة الأفلام الطويلة للمخرجة كليمنس أنسلان وتدور قصته حول قيام شركة فرنسية بإنشاء طريق أسفلتي في وسط صحراء تشاد ويأتي سكان القرى القريبة طلبا للعمل في الشركة.. وفيلم ‘أرض سيرو ريكو الثرية’ وهو اسم جبل في بوليفيا وتدور قصة الفيلم حول استنفاذ أكثر من نصف الثروة المعدنية للجبل وحرص عمال المناجم على البحث عن الزنك والفضة والمعادن المختلفة ويحمل الفيلم عدة استفسارات عن كيفية استخدام الشعب البوليفي لثروة بلاده لتحقيق التنمية والتقدم. إضافة إلى الندوات المرافقة مثل حقوق الفكرية في السينما للمحاضر طلال أبو غزالة، وكيف تصنع السينما، للمخرج صالح كرامة، وأيضا عن الأفلام العلمية ولغة الأدب وغيرها.
أهداف المهرجان
يسعى المهرجان لايجاد ثقافة جديدة تهتم بإشراك الصورة المتحركة في معالجة قضية هامة تؤرق البشرية وهي البيئة من خلال تنفيذ مبادرات وبرامج لزيادة مستوى الوعي البيئي بين مختلف فئات المجتمع المحلي في الإمارات ودول المنطقة والتركيز على ترجمة هذا الوعي إلى سلوك بيئي إيجابي يسهم فعليا في المحافظة على الموارد والتنوع البيولوجي والبيئة بشكل عام خصوصا في ما يتعلق بقضايا التلوث والإسراف في استخدام الموارد الطبيعية التي تسهم في تدهور التنوع البيولوجي، وفي إطار حرص القائمين على المهرجان على ايجاد ثقافة جادة للحفاظ على البيئة عند الجمهور أعلنت إدارة المهرجان عن مشاركة العديد من الجهات الدولية والإقليمية المعنية بالبيئة ومنها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وهي في مقدمة أهم المنظمات المعنية بالبيئة في العالم والمختصة بالبحث العلمي وتوحيد الجهود لمكافحة التغيرات السلبية التي تطرأ على النظام البيئي للكرة الأرضية وتتجسد مشاركة الاتحاد من خلال محورين هامين الأول يختص بإقامة ورش ‘توثيق العمليات’ وهي واحدة من الأدوات التي تساعد على كشف التغيرات وتتبع عمليات التغيرات في البيئة، ويتمثل المحور الثاني في مشاركة الاتحاد بستة أفلام ضمن برنامج خاص بالمهرجان ويحمل اسم الاتحاد.
وفي نفس السياق يشارك المهرجان مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة عن شراكتة الاستراتيجية مع المهرجان من خلال برنامج خاص للأفلام الوثائقية تتناول المخاطر التي تواجه البيئة من مختلف دول العالم إضافة إلى عقد المحاضرات الخاصة بمبادرات الأمم المتحدة في مجال حماية البيئة.
ويهدف برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى تشجيع الشراكة بين كافة عناصر المجتمع نحو تحقيق مستقبل واعد تتناغم فيه الأهداف البيئية والاقتصادية والاجتماعية مطبقة ما يعرف بأسس التنمية المستدامة وذلك من خلال تنفيذ استراتجيات دقيقة حول استخدام الموارد الطبيعية بحكمة كي لا تنضب الحياة على الكوكب.
لجنة التحكيم
وتضمن لجنة التحكيم المؤلفة من الرئيس وخمسة أعضاء يمثلون خمس ثقافات مختلفة وتتنوع مجالات أعمالهم ما بين صناعة الأفلام والنقد السينمائي والتخصص في شؤون البيئة وهم الأستاذة رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة بأبوظبي رئيساً للجان تحكيم مسابقات الأفلام الرسمية بقسميها الطويلة والقصيرة وهي من الأسماء التي لها بصمة في مجال الحفاظ على البيئة وتشغل منصب العضو المنتدب لجمعية الإمارات للحياة الفطرية، والفنانة ليلى علوي عضو محكم في مسابقة الأفلام الرسمية، كما تضم لجنة التحكيم الناقدة السينمائية الأمريكية الشهيرة ديبورا يانج والتي عملت بالعديد من المهرجانات السينمائية الكبيرة، إضافة ألى الباحث السينمائي أندريا موريني الرئيس السابق لشركة انجيلو اتزوري للإعلام في بولونيا، والمخرج الألماني من أصول عراقية قيس الزبيدي والمعروف عنه بإخراج ومونتاج مجموعة من الأفلام العربية الهامة في دمشق ولبنان وتونس وفلسطين وألمانيا، كما تتضمن يشارك في التحكيم الدكتور فريدريك لاوناي القائم بأعمال مدير صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية وهي منظمة خيرية تقدم الدعم المالي للمشروعات الهادفة للمحافظة على الكائنات الحية في العالم.
مسابقة جديدة
في إطار تشجيع صناع السينما والهواة من الإمارات على إنتاج أفلام سينمائية متخصصة في مجال البيئة أطلقت إدارة مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة مسابقة جديدة ضمن الفعاليات الرئيسية للمهرجان بعنوان ‘ أفلام البيئة من الإمارات’ وتضم ثلاثة أقسام وهي المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة بأفرعهما الثلاث – الروائي، الوثائقي والمتحرك – ومسابقة الأفلام القصيرة للهواة إضافة إلى مسابقة لأفضل سيناريو مشارك بالمهرجان. وتهدف المسابقة إلى إشراك صناع السينما المحليين مع نظرائهم من دول المنطقة والعالم لتعريفهم بمجال السينما المتخصصة والتي تتناول قطاع هام في الحياة وهي البيئة كما تمهد الطريق أمام الهواة والمحترفين للتواصل مع خبراء الأفلام الإقليميين والدوليين. ويدير المسابقة الإعلامي الإماراتي عامر سالمين المري، في حين تضم اللجنة التحكيمية للمسابقة ثلاثة أسماء إماراتية يمتلك أصحابها الخبرة في مجالات السينما والمسرح والدراما كما شغلوا عضوية لجان التحكيم بالعديد من المهرجانات السينمائية المحلية والعربية وهم – الكاتب جمال سالم عضو مجلس إدارة جمعية المسرحيين في الإمارات واللجنة الدائمة للمسرح في دول الخليج ومصور الأفلام الوثائقية علي خليفة بن ثالث المهيري وأخيراً المخرج الإماراتي سعيد سالمين المري المعروف بلقب صائد الجوائز وسفير السينما الإماراتية.
وسوف يعرض المهرجان ما يقارب 170 فيلما من 42 دولة حيث تم اختيار 50 فيلما منها لتشارك في مسابقات المهرجان الرسمية والعروض الخاصة شملت 33 دولة منها كل صناعات السينما الكبرى في العالم في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا والهند والصين واليابان إلى جانب سلوفاكيا ورومانيا وهولندا وبلجيكا والدنمارك والنرويج وكرواتيا وإستونيا وصربيا والبوسنة والهرسك وتركيا وتايوان وإيران وبنجلاديش وتايلاند وكولومبيا وبوليفيا ومصر ولبنان والأردن وسلطنة عمان وقطر والكويت والإمارات في المسابقة الخاصة للأفلام الإماراتية.
وكان صباح اليوم الأول للفعاليات قد شهد محاضرة الدكتور إياد بومغلي، المدير والممثل الأقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في إقليم غرب آسيا، وبحضور الفنانين يسرا وخالد النبوي والدكتور محمد المخزنجي والدكتور علي شراب، استشاري الموارد البشرية ووفد من هيئة البيئة بالكويت حيث قدم المحاضر عن أهمية صناعة الأفلام البيئية بشكل خاص، لما تمتلكه من قوة لتخطي الثقافات والبلدان، وتأثيرها على الجماهير في الخيال والإبداع، وقال ‘بومغلي’ خلال الندوة، أن التنمية التي تغفل إمكانات استيعاب النظم الطبيعية للأرض -الأيكولوجية- فإنها تؤدي إلى تدهورها، وفي تلك الحال تصبح البيئة عبئاً على التكلفة الاقتصادية المباشرة للتدهور البيئي في بلدان المنطقة العربية كبيرة والتي تتجاوز في كثير من الأحيان معدلات نمو الاقتصاد السنوي لبعض البلدان وتقدر بنحو 2.5-4.8% من إجمالي الناتج المحلي. كما تطرقت المحاضرة إلى بعض الأرقام المفزعة عن التدهور البيئيي الذي وصلت له المنطقة، حيث تضاعف معدل إنبعاث ثاني أكسيد الكربون في المنطقة العربية منذ 1991، وأصبح معدل الانبعاثات للفرد الواحد في دول مجلس التعاون 19 طن متري، أي ثلاثة أضعاف متوسط المنطقة، بسبب ارتفاع مستوى استخدام الطاقة، وكشف ‘بومغلي’ عن وجود 80 مليون إنسان عربي لا يحصلون على مياه آمنة بالقرن الحالي في حين تبدأ بعض الدول الكبرى في البحث عن المياه على كوكب المريخ ، وهناك مائة مليون عربي بدون صرف صحي، كما أن هناك تناقص في أعداد بعض الأنواع السمكية والشعاب المرجانية في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة حيث انتهت 24 بالمائة من الأسماك، و22 بالمائة من الطيور المستوطنة والمهاجرة واختفاء 20 بالمائة من بعض الثدييات.
أقوال نجوم الفن
أشادت الفنانة يسرا بفكرة المهرجان خاصة وأنها تعد الأولى من نوعها في المنطقة وقالت: السينما العربية تعاني نقصاً كبيراً تجاه الفيلم البيئي، وبالتالي يسعى المهرجان لخلق ثقافة جديدة لدى صناع الأفلام قبل الجمهور، خاصة وأن الأخير لا يقبل الرسالة التوعوية بشكل مباشر أو تكون موجه له، في حين إذا جاءت الرسالة التوعوية بالأخطار البيئية بشكل ضمني وغير مباشر فإن تأثيرها الإيجابي يكون أقوى، وهنا تقع مهمة صناع السينما في خلق مضمون بيئي مناسب لكل فئات المجتمع.
وعن فكرة المهرجان قال الفنان خالد النبوي إن فكرة المهرجان حدث مهم في صناعة السينما العربية، وقيمته التوعوية الكبيرة كونه يعنى بأهم القضايا، التي يعيشها الإنسان المعاصر وهي البيئة وتحدياتها، وأضاف قائلا: إن المشكلات البيئية ستظل موجودة في الأرض طالما هناك عدم تعاون من جانب القوى الكبرى المؤثرة في العالم، وسعيها لتغليب مصالحها، على الصالح العام للكوكب، ولعل أبلغ مثل على ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية ترفض إلى الآن التوقيع على معاهدة كيوتو للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة الملوثة للمناخ في الأرض والمؤثرة عليه بشكل سلبي.
وأوضح أن جهود الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات والجهات الدولية في هذا الصدد لن يكون لها تأثير إيجابي إذا لم يستشعر الجميع مقدار الخطر الذي يتهدد سلامة العيش على كوكب الأرض، والذي تعدى عمليات تلويث البيئة إلى انتشار الفقر في أغلب دول العالم وتركز الثروة في يد مجموعة قليلة من الدول، وأكد على أن أهمية الأفلام السينمائية في توعية الناس بالقضايا المختلفة، منها التحديات البيئية، وتعريفهم بأن البيئة ملك للجميع وينبغي عليهم الاشتراك في الحفاظ عليها، وضرورة عودة الجميع لاحترام الأرض وما تقدمه لنا من خيرات ينبغي المحافظة عليها من أجل الأجيال القادمة، التي ربما تدعو علينا في حال واجهوا أزمات وكوارث ناتجة عن سوء استخدامنا للبيئة ومواردها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية