اعلام عربي يشتت القراء بطوفان من التحليلات

حجم الخط
0

اعلام عربي يشتت القراء بطوفان من التحليلات

اعلام عربي يشتت القراء بطوفان من التحليلاتيلومني بعض الأصدقاء لأن كتاباتي المتواضعة تنحو أحياناً منحي بعيداً عن التحليل الأكاديمي والموضوعي الهادئ الرصين، لتميل في المقابل إلي الوعظ والإرشاد والخطابة، وربما التحريض أحياناً. وفي الوقت الذي لا أنكر فيه علي الإطلاق صحة ذلك الاتهام، فإنني أجد أن من المناسب أن أشير إلي شروعي بانتهاج ذلك النهج الوعظي في الكتابة، بعض الأحيان، عن سابق إصرار وترصد، وبمنتهي الوعي والتصميم.فيومياً، يتم تلقيم صفحات الجرائد والمجلات والمواقع الالكترونية العربية بآلاف المقالات التي تتنافس فيما بينها تنافساً محموماًَ لإبراز تفوقها التحليلي وقدرتها علي تفسير الأحداث التي تعصف بواقعنا العربي، وتتبع أسبابها وإبراز تداعياتها وملاحقة ارتباطاتها وكشف مجاهلها وخفاياها…الخ. والمتتبع لقدر معتبر من تلك المقالات، سيلاحظ دون شك، اختلافها، بل ربما تضاربها، وربما أيضاً تناقضها، حيال ما تخلص إليه من فهم وتحليل بشأن القضية عينها في أحيان كثيرة. الأمر الذي يترك المتلقي المسكين في حيرة حقيقية من أمره، فأين الحقيقة يا تري؟ وأين هو الرأي الصواب الذي يمكن الركون إلي صحته دون غيره؟ وكل المقالات تزعم صدق تحليلاتها وتماسكها واستنادها إلي حقائق وشواهد وبراهين دامغة، لا أحد يمتلك في واقع الأمر القدرة الفعلية علي الجزم بصحتها.نتساءل هنا جادين: ماذا علي ذلك المتلقي المسكين أن يفعل للخروج من دوامة الحيرة التي يقذف به اليها ذلك الركام المتنافر من المقالات؟ هل عليه مثلاً أن يكتفي كما ينصح البعض بقراءة المقالات التي يكتبها أصحـاب الأسماء الكبيرة والشهيرة فحسب؟! أي قارئ متابع يتمتع ببعض الدقة في الملاحظة، سيكتشف سذاجة مثل هذا التوجه الذي يتبعه كثير من الناس كما أعلم، فقد تعرض الوطن العربي لمئات الكوارث والمؤامرات السياسية المرعبة التي فات علي معظم أصحاب تلك الأسماء الكبيرة والشهيرة التوقف عندها أو التنبؤ بها عبر تحليلاتهم وتنظيراتهم، فضلاً عن التحذير منها! أم أن علي مثل ذلك القارئ الحائر أن يستنزف وقته وجهده وأعصابه في محاولة عبثية مستحيلة لتتبع كل ما كتب عن قضية ما من تحليلات طمعاً في الوصول إلي الكلمة الفصل بشأنها؟ أم أن عليه أن يريح نفسه ويقلع عن متابعة الصحف والمواقع الالكترونية بما فيها من مقالات وتحليلات توجع القلب، وينصرف في المقابل الي الغرق في ملاحقة منابر التسلية والإثارة والترفيه؟خالد سليمانرسالة علي البريد الالكتروني6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية