اطفال العراق يرتجفون كالعصافير

حجم الخط
0

اطفال العراق يرتجفون كالعصافير

اطفال العراق يرتجفون كالعصافير من هم هؤلاء.. هم زينة الحياة الدنيا.. ومن هم زينة الحياة الدنيا غير الأطفال، ومن هم الأكباد التي تسير علي الأرض غيرهم، الأم تحمله، والأب لا ينام شبعانا أو مرتاحاً قبل أن يكون أكباده كذلك.قد ينسي شعب قسوة عمل اذا احتوت قسوته مجموعة فيها تلون فئوي أو جنسي ولكن لا يمكن أن يقبل إن ركزت هذه القسوة ضد أطفالنا خاصة إذا كانوا هدفاً للارهابيين وللجيش المحتل علي حد سواء، تأكلهم القنابل المفخخة وهم سائرون الي مدارسهم وبعضهم متمسك بذيل فستان أمه أو جالساً علي مقاعد الدراسة…! بل إن بعضهم يموت في حضن الأم أو في فراشه أو حسب طريقة الارهابيين أو الاحتلال في تعامله مع شعب يريد ترويضه ليوافق علي بقاء جيشه.أنا أسأل وليتني أحصل علي جواب. الطفل العراقي مذعور يرتجف كالعصفور واقفاً تحت السماء وأتت عليه زخات مطر بالكاد يمشي، يتعلق بفستان أمه وهو مذعور، يحسّ أن الموت يرفرف حوله، وهو الملاك لا ذنب له، وليس هو من المقاومين، ولا هو معترض علي الاحتلال، ولا رأي له في ارهاب الارهابيين، في حين الطفل البريطاني يخرج كل يوم صباحاً الي المدرسة، إما مصحوبا بأمه أو جالسا في سيارة لكل واحد أو اثنين مربية، خاصة هؤلاء لا شغل لهم الا ادخال السرور ومداراة الاطفال ومعظم المربيات هن من الدول الشرقية، يأتون بعقود لخدمة العائلة، والاهتمام بالأطفال، والملاحظ أيضاً أن معظم المربيات هن من التركيات، ولهن سوق رائج لأنهن يتعاملن مع الطفل بشكل يمنع عنه العناد والضياع، هؤلاء الأطفال في لندن يسيرون في الشوارع وهم في أتم الصحة وأنظف لباس، يستقبلون نهار يومهم باطمئنان، فلا جند من الاحتلال ولا قنابل مفخخة، وهم زهور في ربيع دائم وهم شموس مشرقة رغم المطر والضباب، وهذا بالضبط عكس أطفالنا في العراق، أطفالنا هم البؤساء، أطفالنا مات منهم المليون في الحصار ومن بقي عاش معوقا ومشوها، وبقية البقية يعيشون في ذعر، هم بؤساء في الأكل، هم بؤساء في الملبسس، وهم دون الحد الأدني من الحياة الاعتيادية الأساسية، قلة مياه، أكل بالبطاقة، كهرباء متقطع، لا أمان حتي في سرائرهم الصغيرة، يقفزون الي أحضان الام، يلتصقون بها طلباً للامان وابعاداً للخوف والذعر، رغم ان الأم هي الأخري مظلومة مذعورة غير مطمئنة مثلهم وقد تكون أكثر، هذه حياة أناسنا في العراق وهي حياة عوائلنا.المستشار خالد عيسي طهرئيس جمعية محامين بلا حدود 6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية