اصوات من داخل فتح تطالب عباس واللجنة المركزية بالاستقالة وتحملهما مسؤولية الهزيمة

حجم الخط
0

اصوات من داخل فتح تطالب عباس واللجنة المركزية بالاستقالة وتحملهما مسؤولية الهزيمة

مطالب باعادة هيكلة الحركة.. والمشهراوي يعتبر انه لا يعيب فتح ان تصبح في المعارضة اصوات من داخل فتح تطالب عباس واللجنة المركزية بالاستقالة وتحملهما مسؤولية الهزيمةرام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض:بدأت اصوات داخل حركة فتح الجمعة بمطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس واعضاء اللجنة المركزية بالاستقالة من مناصبهم علي اساس انهم مسؤولون عن هزيمة الحركة امام حماس التي حصلت علي 76 مقعدا في المجلس التشريعي من اصل 132 مقعدا.وتظاهر فجر الجمعة المئات من انصار فتح والعديد من قياداتها امام المجلس التشريعي في غزة مطالبين عباس بالاستقاله والتنحي عن منصبه، معتبرين انه السبب الرئيسي فيما جري لحركة فتح في الانتخابات التشريعية.كما طالب المتظاهرون اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح بالاستقالة وتشكيل قيادة طوارئ للحركة تعيد الاعتبار لها.وشدد أنصار حركة فتح علي ضرورة عدم مشاركة الحركة في حكومة تشكلها حركة حماس اثناء توقفهم بالقرب من منزل الرئيس عباس بمدينة غزة والذي يبعد اكثر من كيلومتر ونصف الكيلومتر عن المجلس ، كما توقفوا بجانب عدد من مراكز الأمن الفلسطيني في غزة.وهتف المتظاهرون كلنا محمود عباس ولا حكومة مع حماس ، ورفعوا رايات فتح الصفراء وقام بعضهم باطلاق عيارات نارية في الهواء، كما قاموا في طريقهم بنزع رايات حماس الخضراء من الشوارع.ومن جهة اخري اصيب ظهر الجمعة ثلاثة فلسطينيين في منطقة (بني سهيلا) في قطاع غزة بعد ان وقع اشتباك بين مجموعة من المواطنين وعناصر من حماس علي خلفية نتائج انتخابات المجلس التشريعي.وكان خطيب صلاة الجمعة في المنطقة وصف الفائزين بالانتخابات التشريعية بأنهم عبارة عن اداة بايدي اليهود ولن يستطيعوا فعل الكثير للشعب الفلسطيني في ظل تلك المرحلة مما حدا بأحد عناصر حماس بتهديد الشيخ بتفجير بقنبلة قام علي اثرها اقارب الشيخ بالاعتداء بالضرب علي الناشط في الحركة بعد الصلاة مباشرة.وكان عباس اعلن في خطاب الليلة قبل الماضية أنه سيقوم فوراً بالمشاورات الضرورية للبدء في تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، وذلك بعد أن يتم ترسيم المجلس التشريعي الجديد.وقال عباس في كلمة وجهها إلي الشعب الفلسطيني عقب ظهور نتائج انتخابات المجلس التشريعي، إن للحكومة المقبلة مهمات وأعباء جسيمة وهناك اتفاقيات فلسطينية إسرائيلية بدءاً من اتفاق أوسلو مروراً بقرارات القمم العربية وانتهاء بقرارات أجمع عليها المجتمع الدولي.وأضاف أن الهدف الرئيسي للشعب والسلطة والحكومة، هو إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولابد للحكومة القادمة من العمل الدؤوب علي كسب ثقة الأسرة الدولية والرأي العام العالمي للتصدي للنشاط الاستيطاني بكافة أشكاله وجدار العزل العنصري، وإطلاق سراح أسرانا البواسل وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.ولفت عباس إلي أنه يتمسك بالحرص علي وحدة الشعب الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد، والعمل علي تفعيل دور المنظمة وتطويره في الداخل والخارج باعتبارها المرجعية السياسية العليا الحريصة علي البرنامج الوطني وإعلان الاستقلال الفلسطيني ومقررات المجالس الوطنية وجميع الاتفاقيات والوثائق التي تم التوقيع عليها والإلتزام بها.من جهته، قال سمير المشهراوي القيادي في حركة فتح ان الحركة ستستمر بأداء واجبها الوطني نحو تحقيق الحلم الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، مؤكدا أنها تحترم الإرادة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الفخر بمبدأ تداول السلطة.وتوجه المشهراوي للفتحاويين بكل الشكر والتقدير قائلا إن عليهم أن يشعروا بالاعتزاز والفخر ولا يعيب فتح أن تكون في المعارضة لأنها دفعت الثمن بسبب إدارة فاسدة وسيئة وحفنة من الفاسدين .وشدد المشهراوي علي انه من صالح فتح أن تبقي خارج الحكومة وان تعمل كمعارضة، ومطالبا اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح بالاستقالة. واضاف المشهراوي قائلا علي اللجنة المركزية لحركة فتح ان تستقيل فورا وان تشكل قيادة طوارئ للحركة تعيد الاعتبار لهذه الحركة، ورسالتنا الثانية مشروع فتح ليس مشروع حكم أو مشروع سلطة مشروعنا مشروع وطني لم يستكمل .وشارك المشهراوي في مسيرة للمئات من عناصر حركة فتح انطلقت في ساعة مبكرة من فجر امس وتقدمهم العشرات من المسلحين الذين أطلقوا النار وبغزارة في الهواء تعبيرا عن غضبهم لتقدم حركة حماس علي فتح في نتائج الانتخابات التشريعية. وردد المشاركون في المسيرة هتافات غاضبة ضد الرئيس عباس مطالبين باستقالته ورافضين المشاركة في حكومة إلي جانب حركة حماس، والقي المشهراوي كلمة عبر مكبرات الصوت أمام المشاركين في المسيرة طالبهم فيها بالصمود والثبات وعدم الظهور بشكل مرتبك.وقال المشهراوي رسالتنا من خلال هذه المسيرة ان حركة فتح لم تهزم، حركة فتح دفعت فاتورة لذنوب بعض الفاسدين، نحن نحترم شعبنا ونتائج الانتخابات أبناء فتح أرادوا ان يقولوا ان علي قيادة الحركة ان تتحمل المسؤولية .وأضاف القيادي في حركة فتح نحن لن نشارك في حكومة مع احد وسنكون معارضة وطنية حقيقية تقود شعبنا نحو أهدافه المنشودة .وشدد المشهراوي علي ان اسرائيل كانت معنية بتدمير فتح ولم تساعد القيادة الفلسطينية فلا أفراج عن الأسري ولا تسهيل للدفع بعملية السلام وهناك تواطؤ لتدمير الحركة بدأ منذ ان رفض أبو عمار التنازل عن القدس والثوابت فأصبحت القيادة الفلسطينية هدفا وحركة فتح هدفاً وأنا أقول اسرائيل لم تهنأ . هذا وتوقع قادة في حركة فتح أن تشعل الهزيمة الكبيرة التي باءت بها الحركة في الانتخابات التشريعية التي جرت الأربعاء ثورة تصحيحية داخل حركة فتح، وأن يكون لها تداعيات كبيرة علي أوضاعها الداخلية، من بينها التعجيل بعقد المؤتمر العام السادس لفتح من أجل اختيار قيادة جديدة.وحول تداعيات هذه الخسارة علي الوضع الداخلي لفتح، قال موسي أبو صبحة القيادي في حركة فتح بالضفة الغربية إن هذه النتائج إذا لم تصبح سببا في إحداث صحوة للحركة كي تبدأ ثورة تصحيح لأوضاعها الداخلية وصياغة هياكلها التنظيمية بالكامل فلن يكون هناك داع لوجود فتح .وأضاف نعم لا داعي لوجود حركة لا تتعظ بكل التطورات السلبية التي أدت لهذه النتائج، وأتمني أن تبدأ فتح بوضع برامج لها علاقة بإعادة هياكل الحركة، وبالمؤتمر العام للحركةالسادس الذي يجب أن يعقد سريعا وينتخب قيادة جديدة .وحمل أبو صبحة قيادة فتح ـ ممثلة باللجنة المركزية والمجلس الثوري ـ المسؤولية الكاملة عن هذه النتيجة، مطالبا إياهم بالاستقالة فورا.وقال هم انفصلوا في عملهم تماما عن القواعد التنظيمية وعن الواقع التنظيمي، فلا أي شيء يربط قواعد فتح بقيادتها، وعليهم فورا أن يستقيلوا، وأن يدعوا للمؤتمر العام؛ كي تختار الحركة قيادة جديدة، وأعتقد أنه سيكون هناك تطور إيجابي نحو وجود قيادة شابة أو قيادة جديدة تمزج الشيوخ بالشباب .من جهته قال عضو المجلس الثوري للحركة نبيل عمرو الذي فقد مقعده في المجلس التشريعي ان الفساد الذي استشري في السلطة ومؤسساتها هو الذي أفقده، وأفقد فتح تعاطفا شعبيا كان يمثل رصيدا مهما للحركة في المراحل السابقة. ويتفق مع عمرو في تشخيص سبب هزيمة فتح امام حماس عضو اللجنة المركزية لفتح صخر حبش الذي انتقد غياب المحاسبة في السلطة خلال السنوات الماضية، كما انتقد هو وقيادات فتحاوية أخري عدم عقد المؤتمر العام لفتح، ما يعني غياب المراجعة لمواقف الحركة وأدائها.من جانبه، عزا جمال الشوبكي النائب السابق، عضو المجلس الثوري لفتح، وزير الحكم المحلي السابق أسباب هزيمة حركته إلي رغبة الشعب الفلسطيني في التغيير.واكد الشوبكي أن فتح تفتقد إلي قيادة مركزية تضبط أمورها وتضع حدا لانقساماتها، وهو ما أدي لهذه الهزيمة، وقال حركة فتح بعد وفاة ـ الرئيس الفلسطيني ياسر ـ عرفات بقيت حركة بلا قيادة، وهناك مراكز متعددة للقيادة،لكن لا توجد قيادة تسيطر علي كل الحركة . كما رأي أن تضخيم قضايا الفساد التي تورطت بها فتح أدي لهذه الهزيمة، وبرر الفساد بوجود فتح في موقع السلطة لسنوات عدة . ولكن الفساد ليس وحيدا في تفسير تراجع فتح وهزيمتها في صناديق الاقتراع، فهناك من يري أن تردد الحركة وانقسامها السابق للانتخابات وتشكيل قوائم رسمية وأخري موازية قبل إعادة توحيد قائمة مرشحي فتح أدي إلي فقدان ثقة قطاعات كبيرة من الناخبين بوحدة القرار الفتحاوي، ما أدي إلي الابتعاد عن التصويت لمرشحي الحركة.وحول تداعيات هذه الهزيمة علي الوضع الداخلي لفتح، قال الشوبكي يجب أن تعقد الحركة سريعا مؤتمرها السادس، واختيار قيادة وبرنامج واقعي جديد لاستنهاض كادر الحركة . وأردف قائلا فتح حركة عملاقة لكنها تحتاج قيادة لاستنهاض نفسها، واستكمال مشروع الاستقلال . وبدوره، يري يحيي رباح عضو المجلس الثوري لفتح أن النتائج أشارت بشكل واضح إلي أن الجماهير الفلسطينية عاقبت حركة فتح علي ارتباكاتها وصراعاتها الداخلية، فوجهت إليها لطمة كبيرة . ورأي رباح أن اللجنة المركزية لفتح لا تتحمل وحدها مسؤولية هذه الهزيمة ، وأضاف أن إطارات كثيرة داخل فتح تتحمل المسؤولية عما جري، وهذا حديث طويل يحتاج لآليات كثيرة .وقال إن علي فتح والجميع أن يعملوا يدا بيد حتي لا تؤول هذه التداعيات لمشاكل خطيرة وتعبير صاخب غير ديمقراطي؛ من أجل حفظ أمن وسلامة المجتمع الفلسطيني، وألا يسمح لأي طرف أن يعبر عن سخطه بأشكال عنف . وتواجه حركة فتح واقعا جديدا يفرض عليها إعادة ترتيب بيتها الداخلي بعد أن خسرت معركة الانتخابات التشريعية أمام منافستها التقليدية حركة المقاومة الإسلامية حماس . وتجد فتح نفسها اليوم، في صفوف المعارضة كثاني قوة في البرلمان الفلسطيني، لتأخذ بذلك محل حماس التي تواجه بدورها تحديات تحمل أعباء السلطة وادارة الشؤون اليومية للفلسطينيين بعد ان فازت بأكثرية مقاعد المجلس التشريعي. ومهما تكن القراءات متباينة بين قيادات فتح، فإن حالة الحزن التي خيمت علي الحركة وشارعها، مرشحة للتحول إلي مواقف داخلية تشير التصريحات إلي أنها تصب في سياق التوجه إلي خطوات اجرائية تشمل عقد المؤتمر الحركي العام، أو عقد المجلس الثوري، والبدء في عملية المراجعة التي طال انتظارها في حركة انتقلت من مشروع الثورة المتحققة إلي مشروع الدولة غير المكتملة، ثم انتقلت من الحكم إلي المعارضة في انتخابات شكلت نتائجها صدمة كبيرة لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية