اشخاص امثال نتنياهو سيستغلون فوز حركة حماس بالانتخابات الفلسطينية لسحب اصوات ناخبين اسرائيليين
اشخاص امثال نتنياهو سيستغلون فوز حركة حماس بالانتخابات الفلسطينية لسحب اصوات ناخبين اسرائيليين اولا: الباحة القريبة من مداخل مستشفي هداسا عين كارم تخلت مؤخرا عن مدينة الخيام التي اقيمت فيها وتم تفكيكها.. وان مئات كاميرات التلفزة والاخبار وكذلك الميكروفونات التي كانت مقامة هناك تم انزالها عن الحاملات ووضعها في الحقائب وان رياحا باردة تعصف في جنبات هذا المستشفي المقام علي أعلي الجبل. وفي الطابق السابع من هذا المستشفي يرقد هناك رجل كان لغاية اسبوعين ونصف فقط ملك العالم والكل يدور من حوله، وفي محيطه يتلفظ بالاوامر وتتدفق من لسانه التعليمات. ومرة اخري تثبت حقيقة مدي قصر ذاكرة العالم والجمهور ومدي اختزال الوقت لدي الناس وخصوصا السياسيين لكي يتغلبوا علي المصاعب ويبادروا (فورا) بالدوران حول وضع السياسي الجديد الذي يقف علي المنـــصة.. ليس هذا بعيداً، فقط قبل ثلاثة اسابيع كان شارون، والآن، فان اولاده وعائلته سوف تعرف بسرعة من هم الذين كانوا بحق اصدقاء جيدين ومن هم الذين كانوا عبارة عن ضيوف عابرين لساعة من الزمن ثم انتهت زيارتهم. ثانيا: بعد ان نشفق علي كل العيون.. وبأمانة كبيرة وصدق، وبعد ان نصور جميع الثلاجات الفارغة، وايضا بصدق وامانة كبيرة، ودون مراوغة ولا تزييف للواقع، فان دولة اسرائيل لن تفكر ولن تشغل نفسها الا بموضوع واحد ووحيد هو القنبلة الذرية الايرانية ، فحتي الان (وبحق) لا شيء سواها سوف يقلق هذه الدولة.هذا الموضوع ليس من المواضيع التي يمكن للمواطن ـ الاسرائيلي ـ ان يفكر بها وهو في طريقه الي صندوق الاقتراع للانتخابات البرلمانية. فهذا هو الموضوع الواحد، وهكذا يجب الاعتقاد وبحق ان الموضوع الواحد (وربما الوحيد) الذي يجب ان يكون بذهن المواطن الناخب ماذا سيفعل وكيف سيعرف من سيكون رئيسا للحكومة ومع حكومته التي سيشكلها في الوقت الذي سيضطرون فيه للتفكير واتخاذ القرار بخصوص هذا الموضوع الخطير (القنبلة الايرانية) وحين يتبين تماما أنها تشكل الخطر الحقيقي لوجود دولة اسرائيل؟!، وان الفا من رجال الاطفاء السياسيين لن يتمكنوا من تمرير المواضيع الاخري ومنحها الوهج اللازم، لن يتمكنوا من تمريرها في ظل اشتعال نار هذا الموضوع الذي لن يستطيعوا اخماد لهيبه المشتعل، بوصفه الموضوع الواحد الوحيد الاكثر اهمية في اسرائيل.ثالثا: الان، وبعد أن قررت الكتل الثلاث الرئيسية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية القادمة، بعد ان تمكنت من ترتيب اسماء مرشحيها في القوائم الداخلية التي ستعرض للناخب الاسرائيلي، فانه يمكننا أن نبدأ بفحص من هي القائمة الافضل والاحسن ـ لنا ـ لكي تحكم هذه الدولة في السنوات القادمة. وعلي سبيل المثال، دعونا نأخذ الاسم المدرج في القوائم الثلاثة في الترتيب الرابع، لانه عادة ما يكون الاسم الرابع في القائمة هو المرشح لهذا الحزب ـ القائمة ـ ليكون وزيرا بارزا في الحكومة.المرشح رقم أربعة في قائمة الليكود هو جلعاد اردان وكما اذكر فانه محامٍ وكان عضوا في لجنة المالية.. حسنا، وماذا بعد؟ آه، حقا لقد كدت أنسي، فقد كان رئيسا لـ شبان الليكود. فماذا بعد؟، هل أنا لا اعرف، أم ان هذه هي فقط سيرته الذاتية التي لا تتعدي في احسن الاحوال ستة اسطر لا اكثر ولا اقل!.والمرشح رقم أربعة في قائمة حزب العمل هو البروفيسور أبيشاي بريفرمن وهو اقتصادي له اسم معروف، ومن رؤساء البنك الدولي المعروفين، ورئيس جامعة بار ايلان الذي تمكن من انشاء هذا الصرح الكبير، وهو رجل قرار.. مدير لامع.. تنفيذي عملي من الطراز الاول، صاحب رؤيا واضحة وتمكن كثيرا من تحقيق افكاره ونظرياته وجعلها أمرا واقعيا. أما المرشح رقم أربعة في قائمة حزب كديما ، فهو الجنرال ـ المعروف آفي ديختر رئيس جهاز المخابرات العامة ـ الشاباك ـ والذي تمكن خلال سنوات الانتفاضة من القفز بهذا الجهاز وتحقيق انجازات مؤثرة وبالغة بل والاكثر اهمية منذ تأسيس هذا الجهاز.. وهذا اقوله فقط لجمهور المترديين.رابعا: العامل الذي سيتمكن من تحديد وتوجيه نتائج الانتخابات القادمة ليس ـ ذلك ـ الذي يعيش الي جانب حدود دولة اسرائيل، بل إنه بالتحديد تنظيم حماس . لان تمكن هذا التنظيم من الفوز بالانتخابات التشريعية القادمة هذا الاسبوع، ووصوله الي مركز مهم في السياسة الفلسطينية ومراكز القرار سوف يقوي ويدعم الي حد كبير موقف ونظرية الساسة الاسرائيليين من اصحاب نظرية لقد قلنا لكم من قبل وفي طليعتهم وبمقدمتهم نتنياهو بزعامة الليكود الذي سيقف صارخا لقد قلت لكم . فالاشخاص الذين ستسقط صواريخ القسام في باحات بيوتهم لن يفكروا ـ كثيرا ـ بالسلام العادل كما نريد، بل سيفكرون ـ فقط ـ بالخطر القريب الداهم، وان هؤلاء سيركضون باتجاه صناديق الاقتراع ليعبروا عن خوفهم وعن تضامنهم مع الذين سيرفعون شعار لقد قلت لكم اكثر من مرة .. لقد قلنا لكم ان زعماء حماس سوف يقفون بالمواجهة وان هؤلاء لا يفكرون.. وما الي ذلك من اقوال مع ان هذه المطالب ستكون مبالغا بها. خامسا: فيما بعد انتهاء الانتخابات القادمة للانتخابات البرلمانية القادمة، فان ما لا يقل عن 40 ـ 45 مقعدا في هذه الكنيست القادمة قد تم توزيعها منذ الان، وسوف تتوزع ما بين هذه الاحزاب الثلاثة الكبيرة ـ بغض النظر عن النسبة التي سيحظي بها كل حزب. وعلي سبيل التقدير والتخمين فقط: فان الهوة والفروقات ما بين الاحزاب الثلاثة الكبيرة سوف تتقلص، وان الاحزاب (العمل والليكود وكديما) ستكون قريبة من بعضها البعض، وذلك بعد ان يتبرع حزب كديما من خزنته بما يعادل (8 ـ 10) مقاعد كانت الاستطلاعات السابقة قد تنبأت بها لصالحه، سوف يتبرع بها لغيره، بحيث يتمكن حزبا العمل والليكود من تجاوز خط الـ 20 مقعدا التي لم يستطيعا بلوغها في الاستطلاعات حتي الان، بحيث يتمكن كل من بيرتس ونتنياهو من الادعاء بأن هذا الفوز كان بقدرته وبفضل إسمه.. فقط .السؤال اليوم هو: لمن سيتوجه ايهود اولمرت اولا في ليلة نتائج الانتخابات ـ الي العمل ام الي الليكود؟ وفضلا عن ذلك فالله كبير، ففي دولة اسرائيل، وبعد ان بقي شهران فقط علي هذه الانتخابات، فانها دولة مجنونة وكل شيء ممكن.. ولا شيء مستحيلاً فيها.ايتان هابركاتب ومحلل(يديعوت احرونوت) 22/1/2006