اسلام اباد وكابول تتبادلان الاتهامات بشأن القاعدة وطالبان تحت انظار واشنطن
القوات الباكستانية تقصف متشددين بعد كمين لموكب مسؤولاسلام اباد وكابول تتبادلان الاتهامات بشأن القاعدة وطالبان تحت انظار واشنطناسلام اباد ـ داني كمب ورجاء أصغر: ان كان اسامة بن لادن يقرأ الصحف اليومية، فلا شك انه يفرح بالمشادة الجارية بين باكستان وافغانستان حليفي الولايات المتحدة في حربها علي الارهاب بشأن وجود عناصر طالبان والقاعدة علي حدودهما المشتركة.ووجه الرئيس الباكستاني برويز مشرف انتقادات لاذعة الي نظيره الافغاني حميد كرزاي بعيد مغادرة الرئيس الامريكي جورج بوش اسلام اباد الاحد. وقال مشرف في مقابلة اجرتها معه شبكة سي ان ان الامريكية ان كرزاي يتناسي ما يجري في بلاده ليلصق كل الشرور بباكستان.ووصف مشرف غير آبه للقواعد الدبلوماسية البديهية، بـ السخافة المعلومات التي نقلها كرزاي الي اسلام اباد خلال زيارته الاخيرة في منتصف شباط (فبراير) حول وجود مسؤولين من طالبان او القاعدة في باكستان.وقال الرئيس الباكستاني ان هذه اللائحة تتضمن معلومات تعود الي اشهر عدة وتخطاها الزمن ليؤكد عدم وجود اي عناصر مماثلة في بلاده مستشهدا في ذلك بوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية حتي السي اي ايه تعلم ذلك .ووجهت كابول الثلاثاء نداء جديدا الي باكستان من اجل ان تتصدي لوجود عناصر طالبان علي ارضها، في وقت سقط اكثر من مئة قتيل في صفوف الناشطين الاسلاميين في معارك منذ السبت في المنطقة القبلية الباكستانية.ورأي المحلل الباكستاني طلعت مسعود ان هذا يكشف بصورة خاصة عجز باكستان وافغانستان والولايات المتحدة علي احلال السلام في المنطقة حيث لجأ زعيم القاعدة اسامة بن لادن علي حد اعتقاد اجهزة الاستخبارات.ورأي هذا الجنرال الباكستاني المتقاعد ان هذه المشادة تشكل تهديدا مباشرا للحرب علي الارهاب .وتطغي الريبة علي العلاقات بين كابول واسلام اباد منذ اطاحة نظام طالبان في نهاية 2001 بعد ان حكم افغانستان بدعم من باكستان بصورة رئيسية.وان كانت الرئاسة الان بعهدة حميد كرزاي الذي ينتمي الي اثنية الباشتون، الا ان السلطة الافغانية غالبا ما سيطرت عليها اتنيات اخري قاتلت علي مدي خمس سنوات حركة طالبان الباشتونية بغالبيتها واقامت روابط وثيقة مع الهند، العدو التاريخي لباكستان.وتتبادل كابول واسلام اباد منذ نهاية 2001 الاتهامات بشأن وجود عناصر من طالبان والقاعدة علي طول الحدود بينهما، وهي حدود يصعب ضبطها ويعيش من جانبيها سكان من اثنية الباشتون الذين لم يتمكن اي شعب عبر التاريخ من المغول الي البريطانيين من السيطرة عليها.وقال رفعت حسين مدير المعهد الاقليمي للدراسات الاستراتيجية في كولومبو من الواضح ان هذا رد فعل كابول واسلام اباد تحت الضغوط المتواصلة التي تمارسها عليهما الولايات المتحدة مطالبة اياهما بالقيام بالمزيد ضد طالبان تعويضا عن فشلها في افغانستان .كما ان الاستياء الباكستاني ازداد بعد زيارة بوش الي الهند حيث ارسي توجها استراتيجيا جديدا قبل ان ينتقل الي باكستان حيث ذكر مشرف بأنه ما زال يتحتم القيام بالكثير في مكافحة الارهاب.ويندد مسؤولون باكستانيون طالبين عدم كشف هويتهم بسعي الهند وافغانستان لجعل باكستان بمثابة كبش محرقة في هذه المسألة ويتهمون بدورهم نيودلهي بالوقوف خلف الاضطرابات المستمرة منذ اكثر من سنة في اقليم بلوشستان (جنوب غرب باكستان) عند الحدود مع ايران وافغانستان.وعزت سمينة احمد مديرة معهد انترناشونال كرايزيس غروب في باكستان العنف في المنطقة بالدرجة الاولي الي انعدام الديمقراطية وقالت ان استخدام القوة العسكرية ضد شعب البلد نفسه لا يشكل في اي مكان من العالم ردا ناجعا .وعلي صعيد اخر قصفت القوات الباكستانية مخابيء يشتبه في انها لمتشددين اسلاميين بالقرب من الحدود الافغانية امس الاربعاء بعد نجاة مسؤول حكومي كبير من كمين نصب لموكبه.ويسلط العنف في منطقة شمال وزيرستان القبلية الضوء علي التحدي الذي يواجهه الرئيس برويز مشرف من متشددين باكستانيين متحالفين مع تنظيم القاعدة فيما تقوم باكستان بنصيبها في الحرب علي الارهاب.وقتل أكثر من 120 شخصا منذ ان هاجم متشددون يعتقد ان معظمهم من قبائل البشتون قوات ومباني حكومية يوم السبت ردا علي هجوم أول اذار (مارس) الذي قتل فيه 45 من زملائهم.وقال المسؤول الحكومي الكبير في شمال وزيرستان ظهير الاسلام لرويترز ان احد حراسه قتل في كمين في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء بينما كان مسافرا من بلدة ميرانشاه التي يفرض عليها حظر تجول الي مدينة بيشاور. وقال ظهير الاسلام ان اربعة من المسلحين المهاجمين قتلوا عندما رد حراسه علي الهجوم. (ا ف ب)