اسرائيل مستعدة لغض النظر عن جرائم حماس في السابق اذا غيرت سلوكها في المستقبل

حجم الخط
0

اسرائيل مستعدة لغض النظر عن جرائم حماس في السابق اذا غيرت سلوكها في المستقبل

دعوة بوتين يجب أن تُقاس حسب نتائجهااسرائيل مستعدة لغض النظر عن جرائم حماس في السابق اذا غيرت سلوكها في المستقبل رئيس روسيا فلاديمير بوتين أرسل دعوة علنية لقادة حماس لاجراء محادثات معهم في موسكو إثر فوز الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، الأمر الذي أثار، حسب المتوقع، ردود فعل غاضبة من قبل اسرائيل بسبب اضفاء الشرعية من خلال ذلك علي تنظيم ارهابي. فرنسا وتركيا سارعتا لتأييد بوتين، والادارة الامريكية ردت بحذر. وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس التي لم تُبدِ تحفظها من حقيقة الدعوة طالبت الروس باعلام حماس بالموقف الدولي الذي يطالبها بتغيير مواقفها وسلوكها تجاه اسرائيل.الموقف الاسرائيلي يستحث ذكريات منذ 15 عاما وأكثر عندما خاضت حكومة اسحق شامير معركة حاشدة ضد المطلب الدولي بالاعتراف بـ م.ت.ف واجراء مفاوضات سلمية معها. مؤيدو المفاوضات ادعوا في ذلك الحين أنه ليس من المهم مع من نتحدث وانما حول ماذا ، وطالبوا م.ت.ف بتغيير مواقفها والاعتراف باسرائيل والتنصل من الارهاب. الضغط علي م.ت.ف حتي تتغير أفضي الي اعتراف ياسر عرفات بتقسيم البلاد، الأمر الذي أتاح تواصل المحادثات التي أجرتها معه حكومة اسحق رابين واتفاقات اوسلو.الآن تقف اسرائيل أمام معضلة مشابهة. هي معنية بالحفاظ علي وقف اطلاق النار مع حماس الذي تم التوصل اليه قبل أكثر من سنة بوساطة رئيس السلطة محمود عباس والحكومة المصرية. وقف اطلاق النار أدي الي انخفاض ملموس في مستوي الارهاب وأتاح التنفيذ الهاديء لخطة فك الارتباط وأسهم في استئناف النمو الاقتصادي، لهذا السبب غضت اسرائيل بصرها وشجعت في الواقع اجراء الاتصالات الأخيرة بين حماس ومصر. قادة حماس توجهوا الي القاهرة في نفس اليوم الذي كانت فيه وزيرة الخارجية تسيبي لفني تزور مصر من دون أن تحتج علي ذلك. في نفس الوقت تخشي اسرائيل من نشوء وضع تحصل فيه حماس علي اعتراف وشرعية من دون أن تتراجع عن مواقفها المتطرفة.يبدو أن القاعدة القديمة المهم حول ماذا يتحدثون صحيحة لهذه الفترة ايضا. مضمون الرسالة التي ستُنقل لحماس أهم من اللقاء ذاته في واقع الأمر. بيان الرباعية الدولية الصادر في الثلاثين من كانون الثاني (يناير) اعترف بنتائج الانتخابات في السلطة الفلسطينية، ولم يستبعد الاتصالات مع حماس، إلا أنه حدد معايير للتفاوض مع الحكومة الفلسطينية المستقبلية: الالتزام بعدم ممارسة العنف، الاعتراف باسرائيل وقبول الاتفاقات القائمة بين الطرفين. القائم بأعمال رئيس الوزراء، ايهود اولمرت، طرح الموقف الأولي كانجاز دبلوماسي، رغم أن الرباعية الدولية لم تقبل موقف اسرائيل والولايات المتحدة المطالِب بادخال مطلب نزع سلاح الفصائل الارهابية في المناطق ضمن الشروط المطروحة.قبول الموقف الدولي أظهر أن اسرائيل مستعدة لغض النظر عن جرائم حماس في السابق اذا غيرت سلوكها في المستقبل كما كانت م.ت.ف قد فعلت. دعوة بوتين هي الاخري يجب أن تُقاس حسب نتائجها. اذا تصرف الروس كما وعدوا وفقا لبيان الرباعية وأثروا علي حماس حتي تتغير، كما فعلت مصر، يتوجب في هذه الحالة دعم المبادرة الروسية. أما اذا انتهت الخطوة بانجاز دعاوي لحماس من دون إحداث تغيير في مواقفها فانها ستضر بمساعي التهدئة والتسوية السياسية في المنطقة فقط.أسرة التحرير(هآرتس) 12/2/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية