اسرائيل لا تتهاون في ابتكار اعنف الاساليب لتعذيب الاسيرات الفلسطينيات
بمناسبة يوم المرأة العالمياسرائيل لا تتهاون في ابتكار اعنف الاساليب لتعذيب الاسيرات الفلسطينياترام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض: تتعرضن الاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الاسرائيلي لشتي انواع التعذيب علي يد السجانين، فيما لا تتهاون ادارة السجون عن ابتكار اعنف الاساليب لتعذيبهن واضطهادهن وقمعهن سواء بالضرب المبرح او الشبح او العزل الانفرادي المترافق دائما مع التهديد بالاغتصاب، وذلك الي جانب سياسة اجبارهن علي التعري بحجة تفتيشهن.واكدت مصادر حقوقية امس ان الاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال يتعرضن لابشع انواع المعاملة اليومية اضافة الي اوضاع معيشية سيئة جدا. ويقبع في سجون الاحتلال 117 اسيرة وفق ما أكدت وزارة الاسري والمحررين الفلسطينية التي اوضحت ان الاسيرات يمثلن ما نسبته 1.2% من إجمالي عدد الاسري البالغ أكثر من 9300 أسير رهن الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأوضحت الدائرة الإعلامية في الوزارة في تقرير لها بمناسبة يوم المرأة العالمي، الذي حل امس أن نساء العالم يحتفلن بهذه المناسبة، بينما نساء فلسطين لا زلن يعانين من ويلات الاحتلال الذي طال كل شيء حتي الحجر والشجر.وأكد التقرير، أن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ العام 1967 عشرة آلاف مواطنة، خمسمائة منهن اعتقلن خلال انتفاضة الاقصي، منهن 117 أسيرة مازلن يقبعن حتي هذا اليوم خلف القضبان الإسرائيلية يتجرعن مرارة السجن والحرمان.وفي الوقت الذي ينادي فيه العالم الذي يدعي الديمقراطية بحرية المرأة ومنحها كافة حقوقها، لا تزال الأسيرات الفلسطينيات خلف القضبان الإسرائيلية يعشن مرارة السجن، ويحرمن من أبسط الحقوق التي تتحدث عنها القوانين والمواثيق الدولية، حتي وصل الأمر الي معاقبتهن بعدم تقديم العلاج اللازم للمريضات منهن. وتشهد أوضاع الأسيرات تصعيداً خطيراً من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، حيث تقوم بحملة قمعية منظمة ضدهن، ولا تزال تمارس كافة وسائل التعذيب والإهانة بحقهن.واكدت المصادر الحقوقية أن إدارة السجون الاسرائيلية لا تتهاون في ابتكار اعنف أساليب التعذيب من أجل زيادة معاناة الأسيرات وتدمير الحالة النفسية لهن ليصبحن غير قادرات علي العطاء والبناء. وأوضحت المصادر أن إدارة السجون لا زالت تمارس سياسة التفتيش العاري بحق الأسيرات، وهو ما يشكل خرقاً واضحاً للاتفاقيات الدولية التي تنص علي حسن معاملة الاسري والأسيرات، كما تستخدم أسلوب العزل الانفرادي كعقاب دائم للأسيرات، بحجة مخالفة قوانين الاعتقال داخل السجن. ولا زالت إدارة السجون مستمرة في سياسة الإهمال الطبي المتعمد للعديد من الحالات المرضية التي تعاني منها الأسيرات، حيث اشتكت الأسيرات من مشاركة الأطباء في عيادة السجن من تعذيب الأسيرات والتضييق عليهن، وتهديدهن بعدم تقديم العلاج وإجراء العمليات الجراحية لهن. والأسيرات يعانين من عدم صرف الدواء اللازم للحالات المرضية الموجودة في السجن، حيث لا يصف الطبيب سوي حبة الأكامول، والذي يعتبر الدواء الناجح لكل داء خلف قضبان السجون، مع العلم بأن هناك أسيرات يعانين من أوجاع في العيون وديسكات في الظهر بسبب الجلوس في ظروف اعتقالية وحشية.وأضافت المصادر أن الأوضاع المعيشية للأسيرات سيئة للغاية ويعتقلن في زنازين لا تصلح للحياة البشرية من التهوية المتدنية بسبب عدم دخول الشمس الي غرف السجن الضيقة والمليئة بالرطوبة، وتسرب مياه المجاري الي الزنازين، وتبلل الملابس وانتشار الروائح الكريهة.وناشدت وزارة الاسري والمحررين في السلطة المؤسسات الإنسانية والمنظمات الحقوقية، والمعنية بقضايا المرأة، التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة، وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة علي الاسري والأسيرات، والذين تزداد أوضاعهم قساوة يوماً بعد يوم، والضغط علي إسرائيل من أجل تحسين شروط حياة الأسيرات الي حين الإفراج عنهن.وطالبت أعضاء المجلس التشريعي الجدد، بضرورة وضع قضية الاسري والأسيرات علي سلم أولوياتهم، والعمل بكل جد واتخاذ كل السبل، من أجل إطلاق سراح كافة الاسري من سجون الاحتلال. كما اصدر نادي الأسير الفلسطيني تقريرا مفصلا بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي ذكر فيه أن تجربة الحركة النسوية الأسيرة تكتسب صفة مميزة وان تشابكت في تجربتها مع مجمل التجربة الاجتماعية للأسري، فهي أكثر آلما ومعاناة وتحمل في خصوصيتها مدي النضج الوطني في المجتمع الفلسطيني حيث تشارك المرأة بدورها النضالي الي جانب الرجل في مقاومة الاحتلال.وبرغم قلة المصادر التي وثقت أعداد وأسماء الأسيرات فان المعلومات المتوفرة تشير الي انه دخل المعتقلات الإسرائيلية منذ بداية الاحتلال حتي الآن ما يقارب 5500 امرأة فلسطينية، وشملت عمليات الاعتقال الفتيات القاصرات وكبار السن ايضا وكثيراً ما كان بين المعتقلات أمهات قضين فترات طويلة في السجون مثل ماجدة السلايمة وزهرة قرعوش وربيحة ذياب وسميحة حمدان وغيرهن. وتعرضت الأسيرات للكثير من حملات التنكيل والتعذيب اثناء الاعتقال، وتفيد شهادات عديدة للاسيرات انهن تعرضن للضرب والضغط النفسي والتهديد بالاغتصاب . ومن الجدير بالذكر إن معاناة الاسيرة الفلسطينية تتعدي الوصف، فهي الام التي أنجبت أطفالها داخل السجن ليتربي الطفل مدة عامين بين القضبان وفي ظلام الغرف الموصدة كحالة الأسيرات اميمة الاغا وسميحة حمدان وماجدة السلايمة، وآخرهن الأسيرة ميرفت طـه، من القدس، والتي أنجبت طفلها وائل يوم 8/2/2003 داخل سجن الرملة للنساء. وخلال انتفاضة الاقصي الحالية تصاعدت عمليات اعتقال النساء الفلسطينيات بشكل لم يسبق له مثيل، فقد بلغت حالات اعتقال النساء ما يزيد عن 450 فتاة وامرأة فلسطينية، بقي محتجزاً منهن حالياً 117 اسيرة يقبعن في سجن تلموند للنساء. وتعرضت الأسيرات خلال الانتفاضة للتعذيب والتنكيل خلال استجوابهن في أقبية التحقيق ولعمليات قمع واعتداءات أكثر من مرّة داخل السجن، حيث فرضت عليهن إجراءات قمعية وتعسفية تمسّ بحقوقهن الإنسانية والمعيشية.واستخدمت حكومة الاحتلال اسلوب اعتقال الزوجات للضغط علي الاسري في التحقيق، مما يشكّل انتهاكاً خطيراً لمبادئ حقوق الإنسان ويتعارض مع كافة المواثيق الدولية، كما اعتقلت حكومة الاحتلال العديد من الفتيات الفلسطينيات القاصرات خلال انتفاضة الاقصي بقي محتجزاً منهن 8 قاصرات.