اسرائيل تُخاطر

حجم الخط
0

إن جذور الاضطرار الى استعمال أذرع سلاح الجو الاسرائيلي الطويلة لمنع نقل سلاح ايراني من سوريا الى حزب الله هي في قرار مجلس الامن الذي أنهى حرب لبنان الثانية في آب 2006. لم تستطع اسرائيل احراز أهدافها في الحرب وخرجت منها ويدها هي السفلى.
ولذلك تفضلت بانهائها دون حسم وبشعور بالهزيمة، واكتفت بالقرار الذي يحظر نقل سلاح كهذا من سوريا الى لبنان. لكن ضعف الحكومة برئاسة اهود اولمرت جعلها تحجم عن فرض حظر شحنات السلاح المرسلة. وسخر بشار الاسد وحسن نصر الله من اولمرت جهارا نهارا.
إن شحنات السلاح المرسلة التي تتجه الآن الى لبنان هي استمرار طبيعي لعدم تصميم الحكومة في 2006. واضطرت اسرائيل بسبب ذلك ان تحدد متأخرة كثيرا أي قوافل السلاح لن تصل الى غايتها.
إن يُسر سياسة قصيرة النفس وقصيرة الأجل أحدث وضعا يوجد معه اجماع وطني ودولي تقريبا على ان الجيش الاسرائيلي اضطر الى مهاجمة محور طهران حزب الله على ارض سورية سيادية كما نشرت الصحف الاجنبية، وأن يتخذ في واقع الامر في غير مصلحة له موقفا من الحرب الأهلية التي تجري قرب دمشق.
إن حكمة الهجوم الاسرائيلي وتسويغه لا يُشك فيهما. إن الحكومات الغربية تستعمل اسرائيل مثل مرتزقة لاضعاف بشار الاسد وهي مستعدة لذلك لأن تُسوغ عمل سلاح الجو وتدعمه.
لا تستطيع اسرائيل ان تكتفي بتسويغ الخطوة وبقدرة سلاح الجو الاسرائيلي على الأداء الممتاز. فعليها ان تأخذ في حسابها الآن عدة عناصر: فانه وإن لم يرد الاسد على الهجوم على سلاح ايراني في قواعد حزب الله على ارضه فهناك خطر تدهور الوضع الى مواجهة عسكرية عنيفة مباشرة مع طهران. وقد هدد مصدر مقرب من ايران أمس في بث في القناة الثانية بالرد على اسرائيل ودعاها الى تلقي الضربة والامتناع عن الرد لئلا تتدهور المنطقة الى حرب من غير ان تقصد الأطراف ذلك.
ومع ذلك يجب على ايران ان تفهم ان اسرائيل أعلنت مرات كثيرة جدا في السنوات الاخيرة ما هو الخط الاحمر الذي تراه ولم تثبت دائما عند سقف مطالبها.
ويجب على الحكومة هذه المرة ان تختار مقدار الطلب الأدنى وألا تنزل تحته. هذا ارتفاع لسقف خطر التدهور الى مواجهة عسكرية طويلة، لكن لا مناص.
إن اسرائيل غير معنية بالتدخل في الحرب الأهلية في سوريا وهي ليست ايضا طرفا في المعارك. والمتمردون ليسوا أخف على اسرائيل بالضرورة من عائلة الاسد. ويجب على الرئيس الاسد ان يقول للمندوب الايراني الذي سيأتي الى دمشق قريبا لتفحص الوضع، يجب على الاسد الذي يركع تحت عبء الحرب ان يقول إنهم اذا أرادوا ان يُسهلوا عليه البقاء في قصره فانه يُفضل أن يُخلصوه من العبء الذي ألقوه عليه وهو ان يكون مزودا للمنظمة الارهابية اللبنانية بالوسائل القتالية.

اسرائيل اليوم 6/5/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية