اسرائيل تواجه تهديدا حقيقيا من قبل حماس وايران ويجب عدم الاستخفاف بوجوده
عليها دفع استراتيجية عامة لمواجهة التهديدات ببرود أعصاب وواقعية دون استخدام القوةاسرائيل تواجه تهديدا حقيقيا من قبل حماس وايران ويجب عدم الاستخفاف بوجوده لا توجد شكوك عند شولميت ألوني. ففي رأيها يعلم كل أحمق أنه لا يوجد خطر وجودي علي اسرائيل.. (لكن) نتنياهو وأنصاره من اليمين.. يحتاجون الي تخويفنا ليستطيعوا الاستمرار في قضم اراضي الفلسطينيين . ألوني أشد قلقا من الجنرالات، الذين يُحذرون بالاقوال والأفعال من مستقبل مهدِد هآرتس 27/2 .في الحقيقة أن رئيس هيئة الاركان قبل نحو شهر أكد في مؤتمر هرتسليا ، أن اسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من قبل ايران، عندما ستحصل علي قدرة نووية عسكرية، ورئيس الشاباك ايضا يوفال ديسكن، في ظهوره قبل نحو اسبوعين أمام لجنة الخارجية والأمن، عبر عن تقديره أن دولة حماس هي تهديد استراتيجي لاسرائيل. بنيامين نتنياهو، من جهته، وقف ايضا علي الخطورة المضاعفة في العلاقة بين هذين التهديدين وآثارهما علي اسرائيل والمنطقة.لكن ألوني تُبطل التهديدات وكأنها غير موجودة . المشكلة، في رأيها، كامنة في سياستنا نحن، وتوجه نقدها الي نتنياهو والجنرالات المُنذرين، الذين تنسب اليهم شهوة الاراضي أو النفقات.لقد تعرّف المشكلة الحقيقية في صفوفنا منذ وقت رئيس هيئة اركان سابق: في تأبينه روعي روتبرغ، قبل خمسين سنة بالضبط، عندما قال موشيه ديان، انهم يدعون الله وراء الحدود أن يحل ضعفنا، لكي يستطيعوا تمزيقنا إربا إربا . ومن اجل ذلك دعا الي ألا نخاف مشاهد البؤس التي تصحب وتملأ حياة مئات آلاف العرب، الذين يسكنون حولنا ويترقبون لحظة تستطيع فيها أيديهم أن تُحرز دماءنا. لا ينبغي أن نصرف أعيننا لكي لا تضعف أيدينا. هذا قضاء جيلنا. وهذا خيار حياتنا ـ أن نكون مستعدين مسلحين وأقوياء وصارمين، وإلا سقط السيف من كفنا وقُطعت حياتنا ، هكذا كان الأمر في 1956 قبل احتلال 1967 .يتحدث ديان في مذكراته ايضا بعملية فلسطينية أنفذت في 1932 قبل احتلال 1948 . كان هذا القتل علامة طريق في العلاقات بيننا وبين الجيران العرب.. انتسب القتلة الي جمعية جبهة سرية متطرفة.. (سُميت بعد ذلك قسامية ، باسم عز الدين القسام) تحدث الجميع بالقسامية بإجلال: انهم مثاليون، ومتواضعون، ويُكثرون من الصلاة ويعملون بدافع ديني وقومي عميق .اليوم يُعبر قادة حماس وايران بطرق لا يوجد أصرح منها عن أن غايتهم القضاء علي اسرائيل كدولة. في رأس موقع كتائب عز الدين القسام ، الذراع العسكرية لحماس، تُعرض نجمة داود وهي تذوب مع نمو فطر نووي فيها. لكن شيئا لن يقنع اولئك الأفراد في اليسار الذين يفضلون إغماض عيونهم عن التهديدات الي درجة عيب اولئك الذين يُحذرون بسبب مسؤوليتهم. انهم لا يحاولون مواجهة الكراهية العظيمة لاسرائيل ولليهود، بل الصوت الذي يُحذر من الآثار الكارثية.اذا كان هناك خلل في صفوفنا، فانه بالتأكيد ليس عند من يري التهديدات عيانا. بنيامين نتنياهو، ورئيس هيئة الاركان ورئيس الشاباك مُحقون في قراءة الوضع. وكان موشيه ديان ايضا مُحقا عندما حذر من المستخفين. من الخطأ التلويح بقوة اسرائيل للاستخفاف بالتهديدات التي تبلغ الي مقالة بعيدة المدي فحواها أن كل أحمق يعلم أنه لا يوجد خطر وجودي علي اسرائيل ، كما قالت ألوني. عندما أصيب ديان نفسه بجنون العظمة، ولم ير في 1973 ما يوشك أن يحدث، دفعت اسرائيل ثمن استخفافه. وهذا ما قد يحدث الآن ايضا، اذا ما اخطأنا بسبب العجرفة أو الاستخفاف فهم خطورة التهديدات.إن قدر جيلنا لا يخالف قدر الثلاثينيات، والخمسينيات أو السبعينيات، وهذا هو البُعد المأساوي في خيار حياتنا ، بكلمات ديان. التحدي القائم الآن لدي باب حكومة اسرائيل هو صوغ ودفع استراتيجية ـ عامة لمواجهة التهديدات الحاضرة. وذلك ببرود أعصاب لا باستخفاف، وصدورا عن واقعية، لا بتحقيق كامل قوة اسرائيل. هذا هو التحدي، الاستراتيجي والوجودي في الآن نفسه، الذي يجب أن تُصرف اليه القوي.البروفيسور عوزي أرادرئيس معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسليا(يديعوت احرونوت) 28/2/2006