اسرائيل تفرض علي نفسها انكماشا قهريا في غير مصلحتها ببنائها اسوار الغيتو من حولها

حجم الخط
0

اسرائيل تفرض علي نفسها انكماشا قهريا في غير مصلحتها ببنائها اسوار الغيتو من حولها

التاريخ يدل علي أن الجدران الفاصلة لا تمنع دخول الأعداءاسرائيل تفرض علي نفسها انكماشا قهريا في غير مصلحتها ببنائها اسوار الغيتو من حولها منذ أن وقعت اسرائيل علي اتفاق السلام مع مصر ((1979، نفذت سلسلة من الانكماشات: فقد انسحبت من شبه جزيرة سيناء، وخرجت من جنوب لبنان، وأنفذت انسحابا أول من غزة وأريحا ((1994، وانسحبت من أكثر مناطق الضفة الغربية ((1995، وانسحبت من أكثر منطقة مدينة الخليل ((1998، واقترحت علي السوريين مرتين أن تنسحب من كل منطقة هضبة الجولان أو من أكثرها، وأنفذت انسحابا أحاديا (الانفصال) من غوش قطيف ومن شمالي الضفة، والآن، يقترح قادتها انسحابا آخر من أكثر ما بقي من مناطق الضفة الغربية، ومن الأحياء الشرقية للقدس.نبعت كل هذه الانسحابات من تصور عام، فحواه أن النزول عن منطقة في ارض اسرائيل هو وسيلة السلام. أي، اذا كنت تؤيد تسليم الارض، فانك تنتمي الي معسكر السلام ، واذا كنت تعارض تسليم الارض، فانك تعوق احتمالات السلام.إن جنون الانكماشات هذا ـ ولا يمكن أن نُعرّفه تعريفا آخر ـ هو تقدم خطوة اخري بفكرة جدار الأمن. يعلم كل ولد تعلم التاريخ أن الأسوار، والجدران، والحفائر والقنوات، لم تمنع قط عدوا من أن يغزو دولة تدافع عن نفسها بها. من سور الصين، مرورا بخط ماغينو، الي خط بارليف، انهارت هذه الوسائل الدفاعية وجلبت كارثة علي من تحصن وراءها. الآن، وقد امتلك الفلسطينيون صواريخ ويُحسنون مدي اصابتها، يصبح جدار الأمن وهما عزيزا. اذا لم يكن هذا كافيا، فان الحكومة قد ابتدأت تُقدم للسكان حول قطاع غزة غرفا أمنية، بعد الغرف الأمنية التي قد بُنيت في الجليل الأعلي، حيال هجمات حزب الله. بعد قليل ستكون هناك حاجة الي غرف أمنية ايضا في العفولة وفي قري الغور، لأنه قد تبين أن للفلسطينيين صواريخ في منطقة جنين.أوجد الساسة مصطلحا جديدا: تحديد حدود اسرائيل الدائمة، تحديدا أحاديا. انهم يعرضون الفكرة تعبيرا عن الشجاعة والتصميم، لكن الحقيقة هي أنها مأخوذة من عالم الأحلام. تُحدد الحدود الدائمة باتفاق بين طرفين، أو اذا لم يوجد كيان في الطرف الثاني بل صحراء خاوية، تستطيع الدولة أن تحد حدودها وأن تعلن عنها حدودا دائمة. الحديث عندنا عن جيران غير مستعدين للاعتراف بأي حد، ومع تولي حماس السلطة، فانهم غير مستعدين ايضا للاعتراف بحق اسرائيل في الوجود. أي منطق في انكماش آخر الي الوراء، وفي اخلاء مستوطنات يهودية واقتلاع سكانها من بيوتهم وتقريب العدو من قلب المناطق المأهولة في اسرائيل ومواقعها الاستراتيجية؟.لم يكن في تاريخ الانسانية حالة تشبه حالتنا، وهي أن دولة تجري علي نفسها تكتيك السجق المقطع، في عملية انتحار علي مراحل، وفي الوقت نفسه، يُسكّن قادتها الشعب بزعم أن لهم الجيش الأقوي في المنطقة .في يوم الانتخابات القريب، سيُعطي مواطنو اسرائيل فرصة لحسم هذا الجنون. اذا لم نستغلها، فلن يستطيع أحد منا أن يتهم الآخرين، عندما تنهار أسوار الغيتو الخيالية التي أقامتها القيادة الحالية، وواجهنا أخطارا لم نُجربها الي الآن.يوسي بن اهارونكاتب في الصحيفة(معاريف) 13/2/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية