اسرائيل تغير مسار الجدار لضم مستوطنة غير قانونية
ثلاثة آلاف من سكان قري الكهوف في المنطقة سيجدون انفسهم في الجيباسرائيل تغير مسار الجدار لضم مستوطنة غير قانونية سيُقام عدا جدار الفصل علي خط التماس جنوبي جبل الخليل، جدار أمني منخفض في الارض الفلسطينية. يتخوف الفلسطينيون أن ما يزيد علي 3 آلاف من سكان قري الكهوف في المنطقة سيجدون انفسهم في الجيب.المنطق الأمني الذي يقف وراء اقامة الجدار هو منع وصول مركبات فلسطينية للشارع الذي يسافر فيه المستوطنون وكذلك امكانية اغلاق المعابر الاربعة التي ستُقام في الجدار في زمن إنذار أو عملية تفجيرية. والي ذلك تم تغيير مسار جدار الفصل ليشتمل ايضا علي مستوطنة غير قانونية.في هذه الايام تجري اعمال بناء جدار الفصل في منطقة جنوبي جبل الخليل. انحرف المسار الأصلي عن الخط الاخضر قرابة 8 كيلومترات داخل الارض الفلسطينية وكان يفترض أن يحيط بجميع المستوطنات في المنطقة. في أعقاب قرار محكمة العدل العليا وقرار الحكومة في شباط (فبراير) 2005 تغير المسار، وهو الآن قريب جدا من الخط الاخضر. ولكن بقيت فيه ثلاثة جيوب ستحيط بالمستوطنات التي تجاور الخط الاخضر ـ أشكلوت، وسنسانا ومتسودوت يهودا (بيت يتير). الجيب الأخير سيحيط ايضا بالمستوطنة الطارئة غير القانونية التي تجاور متسودوت يهودا والتي تسمي حفات يعقوب أو حفات يتير .أُقيمت المستوطنة الطارئة في 1996 علي يدي يعقوب تاليا، علي مساحة 3600 دونم وهو يسكن المكان مع أبناء عائلته ويُربي الأغنام. في التقرير الذي ألفته المحامية تاليا ساسون عن المستوطنات غير القانونية غير المرخصة ورد أن اقامة حفات يعقوب لم تُرخِّص بها الحكومة أو وزير الدفاع. تُعد المزرعة في قائمة المستوطنات الطارئة غير المُرخَّص بها ، كتب الرائد أيال طولدانو من الادارة المدنية الي المحامية نيتع عومر، من منظمة المحافظون علي القانون – حاخامات من اجل حقوق الانسان التي تمثل السكان الفلسطينيين في المنطقة. ومع ذلك يوضح طولدانو أن الجدار خُطط له أن يحيط بنقاط سيطرة في المنطقة لاسباب أمنية وكان مخططا له بالشكل نفسه، حتي من غير مزرعة تاليا .يزعم تاليا نفسه أن مزرعته قانونية بـ 110 في المئة. لو لم أكن قانونيا، فكيف كان يمكن أن تقيم لي شركة الكهرباء عمود كهرباء؟ ، يقول. يندد تاليا بالجدار لسبب آخر ـ فهو يشق المزرعة قسمين ويجعل من الصعب الوصول الي مناطق رعيه. لهذا، يطلب أن يُحرف شمالا. سيضطر سكان قرية الكهوف جمبه المجاورة للمزرعة، أن يتنازلوا عن اراضي الرعي بسبب طول الجدار.إن أساس قلق الفلسطينيين في المنطقة هو الجدار الداخلي ـ وهو حائط اسمنتي يرتفع 82 سم ابتدأ جهاز الأمن يبنيه علي امتداد 25 كيلومترا بموازاة الشارع من مستوطنة كرميل الي مفترق شمعة. إن ما يزيد علي 3 آلاف من السكان الذين يسكنون في قري الكهوف الثماني عشرة في المنطقة سيجدون انفسهم في جيب مغلق بين جدار الأمن علي الخط الاخضر في الجنوب وبين الجدار الجديد من الشمال.الخوف الرئيس لمنظمات حقوق الانسان هو أن يفصل الجدار سكان القري عن بلدة يطا، التي يتعلقون بها في كل شيء. تمد يطا سكان القري بالتربية، والصحة، والتجارة ونقل حاويات المياه ـ لأن القري غير موصولة بشبكة الإمداد بالماء. الفلسطينيون الآن ايضا لا يُسمح لهم بالسفر في الشارع، ولكنهم كانوا الي الآن يستطيعون علي الأقل أن يجتازوه بسهولة نسبية. اليوم أصبح صعبا بل غير ممكن لمركبة فلسطينية أن تسافر من القري الي يطا، بسبب الحواجز والسواتر الترابية، والقنوات والصخور الكبيرة التي وضعها الجيش الاسرائيلي في الجوار. تمثل المحامية عومر اسماعيل عواد، الذي اضطر قبل اسبوعين الي حمل ابنته علي الجرافة، ليأخذها الي المستشفي في يطا. اذا ما أُقيم الجدار فان الجرافة ايضا لن تجدي نفعا.أمس تجول في المنطقة ضباط احتياط كبار يحتجون ايضا علي الجدوي الأمنية للجدار. لا يوجد لهذا أي معني أمني، بل انه سيسبب الضرر ، يقول العقيد احتياط شاؤول اريئيلي. الغاية الحقيقية هي الفصل بين السكان من اجل الاستيلاء بالتدريج علي المناطق وضمها الي اسرائيل في المستقبل. لا توجد أية حاجة الي سلب الاراضي ، قال اريئيلي.قدمت المحامية عومر والمحامية ليمور يهودا من جمعية حقوق الانسان مؤخرا آراءهما التي تتعلق بأوامر الاستيلاء علي الارض من اجل بناء الجدار الداخلي. في الاسبوع الماضي قدمت جمعية حقوق الانسان استئنافا الي محكمة العدل العليا في الموضوع وفي هذا الصباح تقدم منظمة حاخامات من اجل حقوق الانسان استئنافا آخر. ضُم الي الاستئناف الثاني ايضا إبداء رأي بيئي في الضرر الذي سيسببه الجدار للحيوان والنبات.في منظمة بتسيلم يرون الجدار الجديد، اعادة للمسار القديم لجدار الفصل من الباب الخلفي . إن قرار اقامة السور علي امتداد شارع 317، يُفرغ قرار تعديل مسار الجدار من مضمونه. وهكذا تريد اسرائيل أن تستمتع بجميع العوالم: فمن جهة تريد دفع مشروع الاستيطان وخطط ضم جنوبي جبل الخليل الي الأمام، ومن جهة ثانية أن تبدو كأنها تُحرك الجدار صدورا عن اهتمام بالسكان الفلسطينيين ، يقول رئيس قسم البحث في المنظمة، يحزقيل لاين. جاء عن وزارة الدفاع ردا علي ذلك: مسار الجدار في منطقة متسودوت يهودا أخذ في الحسبان حفات يتير كمكان أقيم برخصة، وفيه تجاوزات بناء. مسار الجدار في المنطقة غُيّر تغييرا جوهريا بسبب قرار الحكومة واقترب من الخط الاخضر لمضاءلة الإضرار بحقوق الفلسطينيين وذلك رغم تضاؤل الدفاع عن سكان دولة اسرائيل وبخاصة عن المستوطنات كرميل، ومعون، وشمعة، وسوسيا وتانا، التي خرجت عن مسار الجدار. يهدف جدار الحماية علي امتداد شارع 317 الي تحسين أمن المستوطنات الاسرائيلية التي بقيت شمالي الجدار والي حماية المسافرين في الشارع. الحديث عن جدار اسمنتي منخفض سيكون علي بعد 6 أمتار عن طرف الطريق وفيه فتحات لعبور السكان المحليين. لن تُقام علي الفتحات أبواب وهي ستُمكن من تحويل المارين الي نقاط معينة سيكون في الامكان فيها التفتيش بحسب إنذار أو في زمن حدث أمني .نير حسونكاتب في الصحيفة(هآرتس) 27/2/2006