اسرائيل تعتمد علي الولايات المتحدة والغرب في بناء سياساتها

حجم الخط
0

اسرائيل تعتمد علي الولايات المتحدة والغرب في بناء سياساتها

تواجه التحدي الايراني ـ السوري والانتخابات الفلسطينية ستفرض عليها معادلة جديدةاسرائيل تعتمد علي الولايات المتحدة والغرب في بناء سياساتهاهرتسيليا ـ من مارتن والكر: اسرائيل، الدولة التي تعرف ان الطريق الصعب هو الاعتماد علي قراراتها فقط وليس علي قرارات الاخرين، تجد نفسها في وضع غير مريح تعتمد فيه علي خيارات الاخرين. وبعد ان كانت دائما، في الشؤون السياسة والعسكرية تفضل اخذ المبادرات، يجب عليها الان انتظار افعال الاخرين لايجاد بيئة امنية جديدة يجب عليها العمل من خلالها. التوجيه الاول الجديد يأتي هذا الاسبوع مع الانتخابات الفلسطينية التي يبدو انها ستعطي حركة حماس نحو ثلث الاصوات، والاكثر احتمالا، دورا في حكومة السلطة الفلسطينية. آخر استطلاع للرأي لجامعة بير زيت يعطي حماس 30 في المئة من الاصوات وحركة فتح 35 في المئة.وعلي حماس ان تقرر قريبا ما اذا كانت ستجدد حملة الارهاب ضد اسرائيل او سلوك طريق السياسة والدبلوماسية وترك الارهاب لحركة الجهاد الاسلامي. الادارة الامريكية الملتزمة بايمانها بالديمقراطية العربية، تتجه لتري ان مسؤولية المشاركة في الحكومة يحتمل ان تغير حماس نحو الافضل. بالنتيجة، مارست الولايات المتحدة ضغوطا علي خليفة (الرئيس الفلسطيني ياسر) عرفات محمود عباس، وعلي الاسرائيليين، لترك الانتـخابات الفلســـطينية تجري كما هو مقرر وبالسماح بالحملات الانتخابية وبالتصويت في القدس الشرقية. ويعرف الاسرائيليون ان هذا لا يعمل لمصلحة فتح والسلطة الفلسطينية التي اساء قيادتها الرئيس عرفات، ولذلك هم متشككون. لكن عليهم الانتظار ليروا. ويعرف الاسرائيليون ايضا ان انتخاباتهم المقبلة في مارس (اذار) في ظروف غير مسبوقة مع حزب الطريق الثالث كاديما (الي الامام) الذي اطلقه ارييل شارون قبل اصابته بالجلطة التي اقعدته، ستتاثر بشكل عميق بنتائج الانتخابات الفلسطينية. الاستطلاعات الحالية تبين ان كاديما سيخرج كاكبر كتلة في الكنيست المقبل، لكن حملة ارهاب جديدة قد تغير ذلك، كما ان خيارات كاديما ازاء الشركاء المحتملين في الحكومة غير معروفة في هذه المرحلة. التهديد الامني الاكثر خطورة بالنسبة لاسرائيل هواحتمال حصـول النظام الحالي في ايران علي اسلحة نـــووية، لكن هــــذا ايضا في هذه اللحظة خارج نطاق سيطرة اسرائيل. وتستمر الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الترويكا الاوروبية: بريطانيا، وفرنسا والمانيا، مع امل ضئيل بان التهديدات باحالة ايران الي مجلس الامن الدولي والتهديدات بفرض عقوبات اقتصادية قد تؤدي الي تفادي ازمة مع ايران. هذا ايضا لن يعرف حتي الموعد المقرر لاجتماع حكام الوكـــالة الدولية للطاقة الذرية، الهيئة التي يجب ان تقرر مثل هذه الاحالة. ويرجح حصول تأخيرات اضافية في ما تبذل روسيا بعض الجهود الدبلوماسية، فيما توازن الصين بين حاجتها الي النفط الايراني وبين المسؤولية الدولية بحكم كونها قوة عظمي. أي اغراء لاسرائيل باستغلال الفرصة مرة اخري وتوجيه ضربة عسكرية لشل التهديد الايراني، يكبحه معرفة ان المنشآت النووية الايرانية منشورة علي مساحات واسعة ومدفونة عميقا.لا يمكن ضمان النجاح، والثمن الدبلوماسي والعسكري الذي يمكن ان تدفعه اسرائيل مقابل مثل هذه الضربة قد يكون اكبر من منافع تأخير قليل نسبيا ـ ربما سنتين او ثلاث سنوات في تطوير البرنامج النووي الايراني، هو افضل ما يمكن توقعه. هناك ايضا امر مجهول مهم لا تسيطر عليه اسرائيل. نظام الرئيس بشار الاسد في سورية يمر بازمة عميقة، وهو مزعزع بسبب التحقيق الذي تجريه الامم المتحدة ازاء مسؤوليته في اعمال قتل وتفجير في لبنان، وبانشقاقات داخلية. سوريا هي الدولة الوحيدة المجاورة لاسرائيل ـ الي جانب لبنان ـ التي لم تتوصل بعد الي اتفاق سلام مع اسرائيل، واحد الاحتمالات الممكنة للنظام هو محاولة الهرب من مازقه الراهن من خلال اعادة احياء محادثات السلام المتوقفة مع اسرائيل، وبالتالي السعي الي استعادة هضبة الجولان بالوسائل الدبلوماسية. هذا سيضع اسرائيل امام وضع اتخاذ قرار اخر صعب بمبادلة الاراضي الاستراتيجية بالسلام. هذا المزيج غير العادي من الغموض وعدم الاستقلالية يركز الانتباه علي اول بيان سياسي لرئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت الذي سيلقيه يوم غد الثلاثاء امام مؤتمر هرتسليا حول الامن. اولمرت مدخن السيجار والرئيس السابق لبلدية القدس والذي تدعم زوجته حركة السلام الان غير معروف الطباع. بالرغم من ان عليه تعزيز مواقفه كخليفة لشارون، فانه يتمتع بدعم قبيلة شارون. هو يبدو وكانه يعزز موقفه وموقف كاديما كنواة لاجماع وطني جديد.و يتمتع بدعم وزير الدفاع شاؤول موفاز، ووزيرة الخارجية الجديدة تسيبي ليفني ورموز اخري كبيرة تركت الليكود مع شارون، وبدعم الزعيم السابق لحزب العمل شمعون بيريس. وتلقي حملته الانتخابية دعم المستشار السياسي تال زيلبرشتاين الذي ادار سابقا حملة سلف شارون في رئاسة الحكومة ايهود باراك. خطاب اولمرت المقرر ليوم غد اعده موال اخر لشارون هو ايال اراد وقيل انه سيركز علي الانتخابات الفلسطينية ودور حركة حماس. ويواجه اولمرت خيارا دقيقا. اذا قال الكثير فانه لن يؤثر فقط علي الانتخابات الفلسطينية ولكنه سيؤثر ايضا علي فرص فوزه في مارس (اذار).اذا قال القليل سيبدو غير حاسم في وقت يتطلع فيه الاسرائيليون الي ضمان قيادة قوية بعد افول نجم شارون. بتعبيرات سياسية يعرف عن اولمرت جيدا انه اب خطة الانسحاب الاسرائيلي الاحادي: اولا من قطاع غزة ثم من معظم الضفة الغربية. اتبع شارون اخيرا نصيحة اولمرت واخذ قرار الانسحاب من غزة، لكن حالة الفوضي التي نتجت عنه اعادت بصعوبة احساس اسرائيل بالامن. واقتراح الانسحاب من الضفة الغربية حيث تتحدي حماس هيمــــنة فتح السياسية قد يعطي الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو الموضوع الانتخابي الذي يحتاجه تماما. سيغري اولمرت بالاداء الامن، وسيكرر عرضه علي محمود عباس بالعودة الي المفاوضات بعد نزع اسلحة المنظمات الارهابية، ولكن بعد الانتخابات، اذا كان يحتمل ان ينفذ عباس هذا الطلب. فمثل الاسرائيليين تماما يعتمد عباس ايضا علي المجهول الذي سينتج عن الانتخابات الفلسطينية. (يو بي اي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية