اسرائيل تشرع بحفريات في ساحة البراق ‘المبكى’ لاقامة مركز ديني يهودي بجوار الاقصى وسط تنديد فلسطيني

حجم الخط
0

رام الله ـ ‘القدس العربي’ شرعت جرافات الاحتلال الاسرائيلي الاربعاء بأعمال الحفر في ساحة البراق المعروفة اسرائيليا ‘بالمبكى’ لاقامة مركز ديني يهود بجوار المسجد الاقصى، واجراء توسعة في المكان لاستيعاب المزيد من الزوار اليهود، وذلك وسط تنديد فلسطيني محذرا من المخططات الاسرائيلية التي تنفذ على ارض الواقع لتهويد الحرم القدسي او تقاسمه مع المسلمين.
وحذر الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية من خطورة ما تقوم به سلطات الاحتلال من أعمال حفر في ساحة البراق، تمهيدا لبناء مركز ديني يعرف بـ’بيت شتراوس’.
وأضاف المفتي أن ساحة البراق هي جزء من أملاك المسلمين الوقفية التي سعت سلطات الاحتلال مرارا وتكرارا للاستيلاء عليها، وأن سلطات الاحتلال تهدف من وراء هذه البناء إلى تسهيل الوصول إلى الأنفاق الموجودة تحت المسجد الأقصى، مبيناً خطورة هذا الانتهاك الجسيم لحرمة المسجد كونه يقود إلى هدم المسجد بعد محاصرته بمعالم يهودية تطغى على إسلاميته.
وتابع المفتي ‘إن سلطات الاحتلال ماضية في تهويد المسجد الأقصى على مرأى العالم بأسره وسمعه، غير آبهة بالمجتمع الدولي ولا بقراراته’، مؤكداً على أن المسجد الأقصى المبارك بساحاته وأروقته وكل جزء فيه هو حق خالص للمسلمين وحدهم، ومدينة القدس ستبقى إسلامية الوجه، عربية الهوية، ولن يسلبها الاحتلال وجهها وهويتها مهما أوغل في الإجرام وتزييف الحقائق.
وناشد المفتي العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته وهيئاته التي تعنى بالسلام والإنسان والمقدسات العمل على ثني إسرائيل عما تخطط له من تهويد للأقصى، وطمس هوية مدينة القدس وتشريد أبنائها.
وطالب الشيخ حسين منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالتدخل الفوري والسريع لإنقاذ مدينة القدس، والوقوف في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية التي تغير معالم المدينة المقدسة.
ومن جهته قال ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن ‘المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة اليونيسكو تتجاهل اعتداءات الاحتلال في ساحة البُراق بالرغم من أن هذه الاعتداءات مستمرة منذ احتلال مدينة القدس عام 67’.
واضاف دلياني في بيان صحافي ان دولة الاحتلال فرضت سياسة تغيير المعالم التاريخية والحضارية عبر عمليات تخريب و تزييف واضحة، دون أن تلقى الردع اللازم من المنظمات الدولية المعنية بالحفاظ على التراث الحضاري حول العالم.
وشدد دلياني على أن عجز هذه المنظمات الدولية عن الوقوف أمام عملية التزوير التاريخي والتخريب المُتعمّد الذي تقوم به دولة الاحتلال في القدس عامة وفي محيط المسجد الأقصى خاصة، يُفقد هذه المنظمات شرعية الوجود و يُظهرها على حقيقتها العقيمة في الحفاظ على التراث الحضاري حول العالم، مطالبا بتفعيل دور المجتمع المدني في الدول العربية والاسلامية وخاصة تلك المعنية بالشأن الديني والثقافي والحضاري للنهوض في سبيل تعبئة الفراغ الذي يحدثه تجاهل المنظمات الدولية للاعتداءات الاحتلالية في القدس المحتلة عامة والحرم القدسي الشريف بشكل خاص.
ومن جهتها كشفت صحيفة ‘يديعوت أحرنوت’ الاسرائيلية الاربعاء، عن مخطط يستهدف توسيع منطقة حائط البراق بمئات الامتار لفض النزاع القائم بين اليهود المتطرفين ويهود الولايات المتحدة الامريكية حول اختلاط النساء مع الرجال في المكان.
ومن جهته قال الشيخ عزام الخطيب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة إن جرافة إسرائيلية قامت بأعمال حفر في ساحة البراق، تمهيداً لتنفيذ مخطط بناء مركز ديني يهودي في الساحة المعروف باسم ‘بيت شتراوس’.
وكان المحامي قيس ناصر قد كشف عن مخطط مبنى ‘شتراوس’ قبل عام ونصف، موضحا انه يتألف من 4 طوابق مساحته 900 متر مربع، منوي اقامته في الجهة الشمالية لحائط البراق وسيستخدم كمدخل رئيسي للانفاق الموجودة اسفل المسجد الاقصى.
ويضم المبنى مكتب للمسؤول عن حائط البراق بالإضافة إلى غرف لاستخدامات داخلية كغرف للملابس، وقسم آخر لاستخدامات الشرطة وستكون مطلة مباشرة على ساحة البراق.
وعلى ذلك الصعيد حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من بدء أعمال الحفر في ساحة البراق، مؤكدة أن ساحة البراق هي جزء لا يتجزأ من الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك، وهي للمسلمين وحدهم، وأي إجراء أو تعديل أو تهويد فيها باطل ولاغي.
ودعت الهيئة المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها لحماية مهبط الديانات من التدمير والتهويد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية