اسرائيل بقيادة كديما دخلت حقبة الجمهورية الثالثة التي ستقوم باغلاق الملفات المفتوحة الموروثة عن الجمهوريات السابقة

حجم الخط
0

اسرائيل بقيادة كديما دخلت حقبة الجمهورية الثالثة التي ستقوم باغلاق الملفات المفتوحة الموروثة عن الجمهوريات السابقة

مرض ارييل شارون سرّع من العمليةاسرائيل بقيادة كديما دخلت حقبة الجمهورية الثالثة التي ستقوم باغلاق الملفات المفتوحة الموروثة عن الجمهوريات السابقة في يوم الاستقلال القادم ستحتفل اسرائيل بمرور 58 عاما علي اقامتها، ولا حاجة لجهد كبير لملاحظة التناظر المثير: هذه الفترة تنقسم الي حُقبتين بالضبط، 29 سنة لحكم المباي ـ حزب العمل، و29 سنة من التعادل بين الليكود والعمل، تتأرجح بين المنافسة الشديدة أو التعاون من خلال حكومة الوحدة.الآن تدخل اسرائيل في عهد سياسي جديد يمكن تسميته بـ الجمهورية الثالثة .مرض ارييل شارون سرّع من العملية. لو كان سليما، يخوض المنافسة وفاز في الانتخابات كما كان متوقعا، لكان التغير أصغر من ذاك الذي تمر به اسرائيل خلال الاسابيع الثلاثة الأخيرة. تبدل الشخصيات والأجيال في قيادة الدولة تم بصورة غير ملحوظة وسلسة. القادة الأمنيون الذين اكتووا في العمل السري وساحات القتال، أخلوا أماكنهم للجيل الشاب من المدنيين ـ السياسيين الذين يقفون علي رأس الحزب الحاكم الجديد. النتيجة هي أن الانتخابات القادمة تبدو مثل استفتاء شعبي للمصادقة علي الانقلاب الذي حدث فعليا.من خلال الاطلالة التاريخية، يبدو أن تبدل الفترات في السياسة الاسرائيلية تأثر من الحروب بصورة أساسية. الجمهورية الاولي البن غوريونية ظهرت في حرب الاستقلال كوريثة للمستوطنات الانتدابية. أما الجمهورية الثانية البن غوريونية فقد وُلدت من صدمة حرب يوم الغفران وتمزقت خلال كل سنواتها بين اعادة المناطق أو احتلالها. الجمهورية الاولي تميزت بالمشاريع الوطنية الكبري والاقتصاد المركزي. أما الثانية ففي الهجرة من روسيا والثراء من الصناعات المتطورة والانفتاح علي العالم. الاولي وفرت ردودا وثقة بالطابع الرسمي ـ الوطني العام، أما الثانية فقد خلفت وراءها اسئلة مُحيرة بالأساس.انتفاضة الاقصي كوت وعي الاسرائيليين بالتقدير بأن الحلول المعتادة ـ احتلال المستوطنات أو التحالف مع م.ت.ف ـ انما يُعقد الصراع فقط. عذابات الحرب ضد الفلسطينيين تمخضت عن جمهورية اسرائيلية ثالثة نهضت علي أنقاض غوش قطيف.مؤسسها هو شارون الذي كان من بقايا حقبة بن غوريون والذي لعب دورا مركزيا في الانقلابين: هو الذي بادر الي اقامة الليكود التي أتاحت الانقلاب الاول، وبعد حقبة من الزمن قام بتفكيكه بنفسه. هناك شك أن تكون لدي أحد آخر غيره القوة والشجاعة السياسية للقيام بذلك، إلا أن شارون لم يحظَ برؤية نتائج أفعاله. الطابق السابع في مستشفي هداسا أصبح مقر اقامته الدائم.ماذا ستفعل الجمهورية الثالثة؟ التوقع الأساسي هو أن تحاول اغلاق الملفات المفتوحة التي ورثتها عن سابقاتها. وترسيم حدود اسرائيل من الشرق مع الفلسطينيين والسوريين، وأن تُسرّع في ضم اسرائيل كمجتمع طبيعي الي الأسرة الدولية، وأن تستوعب المستوطنين في داخلها بعد اخلائهم من الضفة الغربية من دون أن تزيد التوترات بين اليهود والعرب داخل الخط الاخضر ومن ثم اقامة حكم مستقر وأكثر فعالية وربما وضع دستور ومستقبل اقتصادي واجتماعي جذاب للشبان في مواجهة إغراءات العولمة.التحدي الذي يواجهه حزب كديما ليس بسيطا. عليه أن يُظهر مبادرته وأن يُفكر بصورة واسعة مثل المباي التاريخي. ولكن من دون إهانة الهيئات المركزية التي كانت في خدمة بن غوريون في السابق. ومع ذلك يجدر بحزب كديما أن يُمأسس نفسه اذا أراد البقاء.ايهود اولمرت وتسيبي لفني ورفاقهما سيضطرون الي اقناع الناس في الاشهر القادمة أنهما ملائمان لهذه المهمة الجسيمة. الجمهور حسب الاستطلاعات مستعد لمنحهما اعتمادا، ويفضل كديما علي العمل والليكود، الحزبان اللذان يُصران علي الابقاء علي النظام السياسي القديم. وعندئذ، في التاسع والعشرين من آذار (مارس) المقبل، سنشاهد الاختبار الحقيقي لتجسيد الآمال الكبيرة.الوف بنالمراسل السياسي للصحيفة(هآرتس) 26/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية