اسرائيل بقيادة الايديولوجيين مثل امريكا بوش تفتعل الحروب لتعزز الحرب في العراق وفلسطين وتُقوي الاصوليين

حجم الخط
0

اسرائيل بقيادة الايديولوجيين مثل امريكا بوش تفتعل الحروب لتعزز الحرب في العراق وفلسطين وتُقوي الاصوليين

اسرائيل بقيادة الايديولوجيين مثل امريكا بوش تفتعل الحروب لتعزز الحرب في العراق وفلسطين وتُقوي الاصوليين بعد تفجير المسجد في سامراء، ستندلع في العراق حرب الجميع ضد الجميع: السنة ضد الشيعة وبالعكس، أما الأكراد فلا يدسون أيديهم في حمام الدم. من اجل الحقيقة نقول إن هذه الحرب قد اندلعت قبل هذا الحدث، منذ ثلاث سنوات بالتحديد. اسم هذه الحرب التي أسقطت 100 ألف شخص ليس مهما، كما أن أحدا لم يعد يحصي عدد الضحايا. في الايام الأخيرة فقط يتردد بصورة متزايدة تعريف يتناسب مع الواقع ـ حرب أهلية . كانوا يخافون استخدام هذا الاسم حتي الآن حتي لا يفتحوا بوابة للشيطان، أما الآن فقد فتح الشيطان فمه وأخذ يلفظ حممه النارية.من توجد لديه عيون في رأسه أدرك منذ البداية أن هذا ما ستؤول اليه الامور. وهذه النهاية ستكون طويلة لأن الحرب في العراق هي حرب ضارية كما نعلم، ومن الصعب وضع نهاية للنهاية. الخاسرون الأساسيون هم الشعبان العراقي والامريكي اللذان ينزفان بلا توقف. إلا أن العالم كله يخسر عندما يكسب المتعصبون الأخرويون، والمخلص يمكن أن يكون محمد أو يسوع أو موسي. التجربة العراقية تغرس الأمل في القلب الاصولي الذي يضخ الدماء السوداء في عروق الانسانية، بأن هناك احتمالية لتخريب عالمنا القديم وبناء عالمهم الجديد السيء علي أنقاضه. جنة عدن بالنسبة لهم هي جهنم بالنسبة لنا في كل ما يترتب عليها من امور بغيضة، والأبواب أصبحت مشرعة لذلك في العراق.كل مياه الفرات ودجلة لن تُطفيء نار الحرب في العراق التي تتجرد من صورة لترتدي غيرها. من قام باشعال هذه الحرب هناك هو الذي يضرم فتيلها هنا. هم نفس الاشخاص بالضبط. صناديق الاقتراع التي انقلبت علي صانعها في العراق انقلبت عليه في الارض الفلسطينية: يعكفون علي ترسيخ نظام ديمقراطي جديد، فتسود الفوضي المطبقة، والشيعة الخمينيون من دون الخميني هناك وحماس هنا يخرجون من الصندوق.علي الدوام كنا نميل الي التعاطف مع الحمساويين الذين هم بدعة اسرائيلية مثل بدعة حزب الله. ابتدعناهم وعززناهم معتقدين أننا لن نضطر للتفاوض والتعاطي مع المتعصبين، بينما سيجبرنا وجود المعتدلين علي انهاء مغامرة حزيران (يونيو). ومن يريد الانسحاب الي الخط الاخضر والتنازل عن الاحتلال الذي هو الفرع الأكثر اشراقا وبروزا للمشروع الصهيوني. نحن لم ننسحب ولم نرسم حدودنا ايضا وواصلنا في نفس الوقت تفريغ قعر برميل الارهاب وكأن له قعرا. قطعنا رؤوس الثعبان وبذلك أضعفنا المتعاونين وعززنا قوة الشهداء فجاءنا انتصار اسماعيل هنية وصحبه. ليست اسرائيل من يخرق عهوده مع حلفائه التقليديين. لذلك قرر دوف فايسغلاس وثلته إدخال كل فلسطيني في نظام حِمية. بدلا من اعطاء حماس فرصة للتغير تدريجيا وطوعيا أو ترك الواقع القهري ليجبرها علي التغير مرغمة أو تحطيم رأسها، قررت حكومتنا العودة الي مد يد العون لحماس. من الآن لن تفشل حكومة حماس لأن حكومتنا هي التي ستفشلها، ومن تقوم اسرائيل وامريكا بوضع أقدامهما في طريقه ـ في العراق والمناطق ـ ينهض علي رجليه فورا. حتي صدام حسين انتصب علي رجليه بعد أن مدّ رئيس الشاباك الاسرائيلي في ثقبه حبلا من الحنين والأشواق.يقولون عن العالم اليوم انه قرية كبيرة واحدة، ولكل قرية مجنونها. مجانين القرية العالمية يديرون العالم ـ الايديولوجيون في واشنطن مع مجانيننا الممتازين الذين ترعرعوا في مزرعة شارون وينتقلون بالوراثة.أولم يقرأوا العهد القديم بالمرة (بالعبرية أو بالانجليزية) حيث يذكر في الفصل (أ) من كتاب الأسماء كيف ظهر ملك جديد في مصر لا يعرف يوسف، وكيف استغل أبناء اسرائيل وجعلهم يعملون في الاعمال الشاقة ونغص عليهم حياتهم؟ وماذا كانت النتيجة؟ وعندما يتعرض للمعاناة يتكاثر ويكبر . كان من المفترض أن يعرف الانجليكانيون الامريكيون تحديدا من حزام العهد شيئا عن كتاب التوراة وادراك معانيه.هل من المعقول شراء نصيحة جديدة من باعة النصائح القديمة المستعملة الحمقاء؟ هل هذا منطقي أو يتصف بالمسؤولية؟ أوليس من دفعوا امريكا نحو الساحة العراقية المتفجرة ومن شجعوها في حملة الحماقة ـ كل مستشاري الحماقة ـ هم الذين يقودوننا الآن في وادي الموت الاسرائيلي ـ الفلسطيني؟ كتيبة كاملة من حمقي القرية المحلية والعالمية، وعلي رأسهم القائد عقلة الاصبع. صحيح أن صاحب المزرعة نائم، إلا أن طاقمه متيقظ وهو لا يكل ولا يهدأ وانما يضحك ويتندر فقط، ومن الممكن حتي الموت من شدة الضحك. اذا تشاورت مع عاموس جلعاد فكأنك قد تشاورت مع الجميع ـ من موفاز حتي ديختر ويئير نفيه. هناك من يحظر اعطاءهم البنادق، وهناك من يحظر اعطاءهم الاغلبية كما كانوا قد حذرونا في أواخر آذار (مارس). وربما كانت هناك امكانية لانهاء الحديث بلهجة متفائلة: بعد قليل ستمر الانتخابات وأصحاب الاموال المقربين سيبدأون في الضغوط، فهم لا ينوون خسارة السوق الفلسطينية التي تُدر عليهم المليارات. من الممكن الاعتماد عليهم حتي يعيدوا الوزراء والمستشارين الي صوابهم وواقعهم: والمحامي فايسغلاس سيمثل رجال الاعمال كالمعتاد، وما لم يفعله العقل الصغير سيفعله المال الكثير. وبالرغم من ذلك كله، سيواصل دولاب الحظ في الكازينو دورانه.يوسي سريديساري ونائب سابق(هآرتس) 28/2/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية