استهداف المقامات الدينية عمل صهيوني امريكي بامتياز
استهداف المقامات الدينية عمل صهيوني امريكي بامتياز استهداف ضريح الامامين علي الهادي والحسن العسكري (ر) سابقة خطيرة في انتهاك الحرمات والمقدسات الدينية ومؤشر واضح للغة سائدة في العالم وهي النعت بالديانة الاسلامية والعبث بمقدساتها، وليست هذه الاعتداءات بعيدة عن الرسوم المسيئة للرسول الاكرم (ص) وتفجير الكنائس المسيحية قبل عدة اسابيع في العراق، انما هي سلسلة متواصلة لبث الفرقة بين الديانات والطوائف، ولم يعد خافيا ان الموساد الاسرائيلي يقيم تعاونا وثيقا مع اجهزة الاستخبارات الامريكية في العراق، ويرتكز هذا التعاون علي ابقاء العراق داخل دائرة الفوضي وعدم الاستقرار، خصوصا بعد ان تكبد المشروع الامريكي في العراق خسائر فادحة واضحي الفشل عنوانا ملازما له..لم يكن اليمين المتطرف في اوروبا بعيدا عن التطرف الصهيوني واليمين الامريكي بل شكل عامل احتياط لمشروع التطرف الصهيوني ـ الامريكي بوجه العرب والمسلمين، ويسعي هذا اليمين المنتشر في معظم دول اوروبا الي المساهمة الفاعلة بتفتيت التعايش الاسلامي المسيحي والتعايش الاسلامي ـ الاسلامي وبدا واضحا ان هدف نشر الرسوم المسيئة للرسول (ص) هو اقصاء الامتداد الاسلامي في اوروبا وتخويف الاوروبيين من هذا الامتداد، لابراز التجربة الصهيونية في اقامة دولة اسرائيل كتجربة مثالية وان فكرة تعايش الاديان والثقافات تجربة خاطئة، فشكل هذا الثلاثي المتطرف نقطة التقاء لاستهداف تعايش الاديان والعمل علي تحريض الاقليات الدينية علي اقامة اقاليم وكانتونات وفدراليات كي تحمي نفسها من الاكثرية الدينية، وبدأت ملامح هذا المشروع تظهر في السودان والعراق ولبنان وافغانستان والعديد من الدول تحت عناوين وشعارات متعددة ومن ابرزها مشروع الشرق الاوسط الكبير.ثمة انطباع سائد اليوم هو الصاق التهم بالجماعات الاسلامية المتطرفة بعد وقوع اي حادث يستهدف تجمع او مقام ديني، وهذا نوع من انواع تضليل الحقيقة، والعراق امثولة واضحة في ابراز هذا الانطباع، كلنا نذكر في صيف العام الماضي حادثة الجنود البريطانيين الذين تخفوا بزي عربي لتنفيذ مخطط يرمي الي استهداف مقام ديني في البصرة لاشعال فتنة طائفية هناك، وليس الامر بعيدا عن قوات الاحتلال الامريكي التي شنت منذ عامين هجوما عسكريا وحشيا علي عدد من محافظات العراق من الفلوجة والرمادي ومن الانبار الي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف جنوب العراق، وقد الحق هذا الهجوم العسكري تدميرا لاكثر من 45 مسجداً في محافظة الانبار، وتدميرا جزئيا لمقام الامام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة وعددا كبيرا من المساجد والمقامات المقدسة في النجف الاشرف، ابرزها مدافن الشهداء في مدينة النجف، ايضا حادثة جسر الائمة التي راح ضحيتها مئات الشهداء جراء عمل مندس قام به عملاء الاستخبارات الامريكية والموساد الاسرائيلي، هذا الاستهداف الامريكي للمقدسات الدينية لم يكن وليد الصدفة بل هو هدف رئيسي في احتلال العراق ظهرت بوادره في 10 نيسان (ابريل) 2003 بعد يوم علي احتلال بغداد عندما قامت الطائرات الامريكية بقصف مسجد الاعظمية وتدمير قبته المقدسة.عباس المعلم[email protected]