استمرار المخاوف رغم انهاء حظر التجول خلال النهار في بغداد
استمرار المخاوف رغم انهاء حظر التجول خلال النهار في بغدادبغداد ـ من مصعب الخير الله ومايكل جورجي : رفعت السلطات العراقية امس الاثنين حظرا للتجول في بغداد يهدف ايقاف اعمال العنف الطائفية التي فجرها نسف قبة مزار شيعي لكن هجوما بالمورتر قتل فيه أربعة أشخاص ابقي علي المخاوف من احتمال نشوب حرب اهلية. ومع عودة حركة المرور ونزول أصحاب المتاجر الي الشوارع لفتح متاجرهم بدا أن الحظر الذي استمر ثلاثة أيام وغيره من الاجراءات نجحت في احتواء اعمال العنف التي استمرت خمسة أيام والتي أقر السفير الامريكي الي العراق بأنها وضعت البلاد علي شفا حرب اهلية . ومع استمرار الخوف من الاعمال الطائفية المتبادلة لجأت عائلات من الطائفتين اما للهروب من منازلهم بسبب احساسهم بالخطر من جيرانهم أو التحصن داخل المنازل. وقالت وزارة الدفاع العراقية ان القوات الامنية قتلت 35 ارهابيا واحتجزت 487 منذ دمر مفجرون يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة المسجد الذهبي وهو مزار شيعي في سامراء يوم الاربعاء. وذكرت الوزارة أنها رفعت الحظر للسماح للناس بالعودة لاعمالهم. ولا يزال حظر التجول خلال الليل ساريا في أنحاء العراق. وقال اللواء عبد العزيز محمد المتحدث باسم الوزارة خلال مؤتمر صحافي ان فرض الحظر خلال النهار كان قرارا شجاعا ورفع هذا الحظر كان قرارا أكثر شجاعة مضيفا أن قوات الامن مارست ضبط النفس لتجنب اذكاء المشاعر.وذكرت الشرطة أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 13 في هجوم بالمورتر استهدف حي الشعلة في منطقة غرب بغداد التي يغلب علي سكانها السنة. واسفر هجوم بقذائف المورتر عن مقتل 15 شخصا الاحد. وحصدت موجة من أعمال العنف الطائفية اعقبت تفجير سامراء أرواح أكثر من 200 شخص معظمهم في بغداد حيث تختلط التجمعات العرقية والدينية في ضواح كثيرة. وقال السفير الامريكي للعراق زالماي خليل زاد الامور تتحسن…كان العراقيون علي شفا حرب اهلية نتيجة للهجوم علي المزار…القيادة العراقية اتحدت وارتقت الي مستوي الموقف وهذا امر جيد . وقال علي جبر وهو عراقي يملك متجرا صغيرا في ميدان التحرير بوسط بغداد نحن سعداء. يبدو أن الازمة التي أثارها الكفار المتعصبون قد مرت . وتضغط واشنطن علي القادة الشيعة لقبول انضمام شخصيات من الاقلية السنية الي حكومة وحدة وطنية منذ أن اقبل السنة للمرة الاولي علي المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي اجريت في كانون الاول (ديسمبر) الماضي برعاية الولايات المتحدة. وتأمل واشنطن في استقرار الاوضاع في العراق كي تتمكن من اعادة جنودها هناك والبالغ عددهم نحو 136 الف جندي الي موطنهم. واعلن التكتل السني الرئيس مقاطعته لمفاوضات تشكيل الحكومة الاسبوع الماضي احتجاجا علي أعمال العنف التي شملت مساجد سنية. وقال متحدث باسم جبهة التوافق العراقية انه أرسل للرئيس العراقي قائمة بأربعة وعشرين مطلبا تريد الجبهة تلبيتها قبل العودة الي المحادثات. ودفعت التوترات بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية القادة العراقيين للحديث بشكل أوضح من ذي قبل عن خطر نشوب حرب أهلية ستشكل أكبر تهديد لبقاء العراق كدولة متحدة منذ الغزو الامريكي في عام 2003. وعبر العراقيون المنهكون بعد عامين ونصف عام من القتال الذي حصد ارواح الاف الاشخاص ودمر الاقتصاد الذي يعتمد علي النفط عن سرورهم بالنزول الي أعمالهم مرة أخري. وقال رائد وهو صاحب متجر نشعر بالسرور. يبدو أن المشكلة انتهت لكنها كبدتنا خسائر مالية . وبدأ سائقو السيارات في الاصطفاف مرة أخري في طوابير قد تمتد لعدة كيلومترات للحصول علي الوقود. وعاد العاملون باليومية للانتظار ايضا في طوابير حتي يحصلوا علي عمل متحدين احتمال وقوع التفجيرات التي استهدفت مثل هذه الطوابير في الماضي. وبدا الارتياح علي وجه ابو مروان وهو يحتسي الشاي في أحد المطاعم. وقال بصراحة ظننت أن الحرب الاهلية اندلعت بعد رد الفعل الغاضب الذي رأيته عقب تفجير سامراء. خزنت الطعام وعبأت مقتنياتنا الثمينة استعدادا للعودة الي تكريت اذا تدهورت الاوضاع في بغداد . وربما خفت حدة الازمة لكن المشاعر الطائفية لا تزال ملتهبة. وروت عائلات من عدة مناطق في بغداد كيف اجبرهم مسلحون علي ترك منازلهم لانهم كانوا شيعة واضطروهم الي اللجوء لمراكز الشباب والمدارس في العاصمة. وكان بين هؤلاء 30 شخصا انتقلوا الي حي الشعلة من منطقة المشاهدة شمالي بغداد بعد أن سألهم مسلحون ان كانوا شيعة. وقال سالم الحلبوسي في أحد مراكز الشباب كنا 25 عائلة نعمل في مصنع للطوب. هددونا وقالوا..لديكم مهلة ساعتين وبعد ذلك سنذبح كل من نعثر عليه هو وعائلته . وأضاف عشت هناك منذ عام 1976. قبل ذلك كنا نادرا ما نسمع عن شيء مثل هذا. لم يكن هناك سنة أو شيعة. كنا واحدا . وقد تعقب الازمة الطائفية مشاهد درامية في قاعة المحكمة اليوم الثلاثاء اذا عاد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لمحاكمته التي هيمن عليها قبل أن يقرر مقاطعة الجلسات. وقال خليل الدليمي رئيس فريق الدفاع عن صدام ان الزعيم السابق انهي اضرابا عن الطعام استمر 11 يوما لاسباب صحية . والتـــــقي الدليمي مع صدام لسبع ساعات في بغداد الاحد. وذكر الدليمي أن فريق الدفاع قد ينهي مقاطعته لجلسات الاستماع. واضرب صدام عن الطعام احتجاجا علي سير محاكمته التي شابتها ايضا استقالة كبير القضاة ومقتل اثنين من فريق الدفاع. (رويترز)