استمرار التراشق الكلامي بين ليبيا وايطاليا عقب تصريح القذافي وردود اليساندرا موسوليني

استمرار التراشق الكلامي بين ليبيا وايطاليا عقب تصريح القذافي وردود اليساندرا موسوليني

سفير طرابلس في روما: الشعب الليبي ينتظر خطوة مهمة من ايطاليااستمرار التراشق الكلامي بين ليبيا وايطاليا عقب تصريح القذافي وردود اليساندرا موسولينيروما ـ طرابلس ـ يو بي أي ـ اف ب: اعلنت السفارة الليبية في روما في بيان الاثنين ان الشعب الليبي لا يزال ينتظر خطوة مهمة وليس فقط رمزية من ايطاليا للتعويض عن مخلفات الاستعمار الايطالي خلال القرن العشرين.وياتي هذا الموقف بعد ثلاثة ايام من التهديدات شبه المباشرة التي وجهها الزعيم الليبي معمر القذافـــي الي روما.فبعد اسبوعين من هجوم متظاهرين غاضبين علي القنصلية الايطالية في بنغازي (شرق ليبيا)، دعا القذافي ايطاليا الي دفع تعويضات عن الفترة الاستعمارية (1911 ـ 1943) كي لا تنفجر ثورة اخري ضد مصالحها وشركاتها ومواطنيها .وتصطدم العلاقات بين ايطاليا وليبيا بمشروع شق طريق بقيمة ستة مليارات يورو، والذي وعد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني بتمويله خلال زيارة الي طرابلس في العام 2004.وجاء في بيان السفارة الاثنين ان الخطوة الايطالية التي ينتظرها الشعب الليبي من شأنها التمهيد لتحسين العلاقات بين البلدين.واضافت السفارة من دون اعطاء مزيد من التوضيحات، ان علي هذه الخطوة ان تكون كبيرة ومهمة وليس فقط رمزية، لتطوي صفحة الماضي في سبيل مستقبل من الصداقة والتعاون بين البلدين .وعبرت السفارة عن رضاها ازاء التصريحات المتوازنة التي ادلي بها وزير الخارجية الايطالي جان فرانكو فيني في الآونة الاخيرة حول العلاقات الثنائية .ونددت في المقابل بكلام اليساندرا حفيدة الديكتاتور الايطالي بينيتو موسوليني التي تتزعم حزب البديل الاجتماعي اليميني المتطرف.وكانت موسوليني قالت انه لولا الاحتلال الايطالي لليبيا في عهد جدها، لكان الليبيون لا يزالون يركبون الجمال .ومساء الاثنين، اعتبر فيني ان التصريحات الليبية تعيد الامور الي نصابها من خلال الاقرار بان الحكومة (…) حافظت علي موقف متوازن .واضاف ان ايطاليا مستعدة لاقامة علاقة صداقة مع طرابلس شرط ان تسدد ليبيا ديونها تجاه شركات وآلاف الايطاليين الذين طردوا من البلاد في العام 1970.في غضون ذلك، ردت صحيفة ليبية حكومية امس الثلاثاء علي اليساندرا موسوليني، وذلك في معرض ردها علي دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي ايطاليا لتعويض بلاده عن سنوات استعمارها.وحملت صحيفة الشمس الحكومية في افتتاحيتها علي زعيم الفاشية الايطالي بينيتو موسيليني ووصفته بأنه شتيمة تاريخية معروفة ومشهورة .وكانت الصحيفة ترد علي تصريح حفيدة موسوليني اليساندرا التي قالت ـ ردا علي دعوة القذافي ايطاليا الي تعويض بلاده عن سنوات الاستعمار ـ انه لولا الاحتلال الايطالي لليبيا لكان الليبيون لا يزالون يركبون الجمال ، داعية الليبيين الي تعويض ايطاليا عن استعمارها لبلادهم علي ما أسمته بـ الاستعمار الايجابي الذي صدر الديمقراطية والطرقات والمنازل والمدارس .وتأتي الحملات التصعيدية بين ليبيا وايطاليا في اعقاب مطالبة القذافي ايطاليا بتعويضات عن سنوات استعمارها لليبيا خلال خطابه الذي القاه في الثاني من اذار (مارس) الجاري بمناسبة الاحتفالات بـ عيد سلطة الشعب .وحمل القذافي في خطابه ايطاليا مسؤولية الحوادث التي شهدتها مدينة بنغازي الشهر الماضي وادت الي مقتل 11 شخصا واصابة أكثر من 50 أخر بجروح، في أعقاب التظاهرات التي حاولت احراق مقر القنصلية الايطالية في المدينة احتجاجا علي اعلان وزير الاصلاح الاداري عزمه علي توزيع قمصان بالمجان تحمل الرسوم المسيئة للنبي محمد التي نشرتها صحيفة دنماركية.وتحمل ليبيا ايطاليا مسؤولية مقتل أكثر من 700 الف من مواطنيها خلال فترة استعمار الاخيرة لاراضيها الي جانب مسؤوليتها عن نفي الآلاف في جزر نائية وفقدان الآلاف من الليبيين اطرافهم نتيجة الالغام التي زرعها الجيش الايطالي في الاراضي الليبية.وقالت صحيفة الشمس ان موسوليني مثل زعيم النازية هتلر اللذين اصبحا مكروهين وجريمة في حق البشرية ، مضيفة أن من لا يتطهر منهما فهو خطر علي الحضارة البشرية .واعتبرت ان الايطاليين يخجلون حتي من ذكر موسيليني بأعتباره دعاية سيئة لبلادهم ، وقالت لو امكن الطليان شطب المرحلة الفاشية من تاريخهم لفعلوا .كما اعتبرت الصحيفة الليبية أن المعيار للتوازن النفسي أن من يكره موسليني ويلعنه فهو انسان طبيعي اما من يستسيغه فهو مريض نفسي يحتاج الي علاج وحجر صحي .وكانت ليبيا وايطاليا قد توصلتا عام 1998 الي اتفاق اعتذرت بموجبه ايطاليا عن فترة استعمارها للاراضي الليبية وتعهدت بدفع تعويضات عن تلك الحقبة الاستعمارية الا انها لم تقم بذلك حتي هذا اليوم.وجدد مؤتمر الشعب العام الليبي (البرلمان) الاحد تكليف وزارة الخارجية بالمتابعة القضائية والمطالبة بالاعتذار والتعويض العادل من جراء ما لحق بالشعب الليبي من أضرار معنوية وبشرية ومادية من الاستعمار الايطالي الاستيطاني البغيض .