ازراج عمر.. شعر دفء واسئلة وغربة وتنوع ضمن وحدة

حجم الخط
0

ازراج عمر.. شعر دفء واسئلة وغربة وتنوع ضمن وحدة

ازراج عمر.. شعر دفء واسئلة وغربة وتنوع ضمن وحدة بيروت ـ من جورج جحا: في مجموعة الطريق الي اثمليكش وقصائد اخري للشاعر الجزائري البربري ازراج عمر دفء شعري واسئلة قلقة مقلقة وغربة لا تفارق معظم قصائده. ويميز شعر ازراج المقيم في لندن نهج يقوم علي تعدد اسلوبي ضمن ما يفترض ان يشكل وحدة فنية اي القصيدة. فضمن القصيدة الواحدة نواجه تعددا في الاساليب وان يكن نمط تعدد الاوزان والقوافي هو السمة الغالبة. يتكرر في القصيدة الواحدة انتقال الشاعر من نمط تعبيري الي اخر. يسير القاريء معه في قصيدة متعددة الاوزن والقوافي فينقله بشكل مفاجيء الي اجواء قصيدة النثر. وعلي رغم ما يذكر احيانا بشعراء اخرين وهو امر من طبيعة التراكم والتواصل الثقافيين فان رؤي الشاعر وتصوراته تعود اليه والي قامته الشعرية وان ارتدت احيانا بعض ما يدخل في زي معين او يذكر بقامة اخري. جاءت مجموعة ازراج عمر في 301 صفحات متوسطة القطع ضمت 43 قصيدة وصدرت عن دار بيسان للنشر في بيروت. درس في بريطانيا حيث يعمل علي رسالة الدكتوراه. وقد صدرت له سابقا ثلاث مجموعات شعرية وثلاثة كتب في الثقافة والادب وهو يعمل في الصحافة في بريطانيا. هناك ما يلفت النظر بل ما يثير شيئا من الاستغراب عنده.. وهو مثلا انه ومن خلال مسيرة قصيدة ما لهذا الشاعر البعيد الاغوار القادر علي صوغ الموحي الذي تحتشد فيه وان بهدؤ نتج عن ترويض للذات.. تيارات من الافكار ومشاعر الحنين والحزن وصور الزمن الذي يتغير ويغيّر -وكل هذا الذي يدل علي تأصل التجارب وعلي ثقافة ادبية وفكرية- يطالعنا بعض نشاز لا ينسجم مع القدرة الواضحة. يتمثل هذا احيانا في خروج علي ما يفترض من متطلبات الايقاع التي لا يمكن ان تبرر بسعي الي تجديد. في القصيدة الاولي التي حملت عنوان هايستينجز يعتمد الشاعر نمطا اصبح مالوفا الان هو تعدد غير مقولب في الاوزان والقوافي كل سطرين او اكثر. هو نمط لا يستعبد مشاعره او يفرض عليه التزاما اجباريا بتكرار لا يريده بل يترك له حرية الانتقال الي وزن وقافية مختلفين كليا في السطرين الاخيرين. يقول ما الذي جرني فجأة نحو هذا المكان ما الذي جعل القلب سحابا وبيتي خلاء.. في الظلام تسللت خلف الزمان. استدار اليّ يسوق الالم فالتجأت الي ثوب الوليّ . يتابع قوله مستحضرا من عالم ولّي صورا حبيبة ورموزا مشبعة بالمعاني والذكريات وفي غفلة المجرات راح جبيني يقاسم سرب الطيور سماء الحنين الي وجه والدتي وهو يسأل عني المزار وملح العشاء . الا انه حين يتابع قوله مكملا السطر التالي بقافية تنسجم مع العشاء نجد انفسنا امام نشاز او خلل موسيقي علي الاقل.. ليس له ما يبرره الا ان يكون نتيجة خطأ طباعي متكرر. يقول من ذا الذي ذبّح يوسف في العيد وعلولة في وقت الغداء ولماذا في الريح تناثر حزن الاهله وصدي الاصدقاء ولماذا لم يبق لي سوي سرج حصاني يسلّني ضباب المساء وقربة جدي يهبّ عليها البكاء . ويستمر الامر بصورة مشابهة فيقول بما يشبه حنين محمود درويش الي عالمه الافل -وبصور وايحاء وانسياب موسيقي- الا انه لا يلبث ان يجعل البيت الاخير مكبحا قاسيا لكل ذلك وقد يكون تعمد هذا الامر ليشكل نهاية ساحقة. جبيني كتاب وقلبي رسول وخصلة سارا بكاء الحقول رأيت بقلبي. وفي ساحة الغرباء تعلمت لمس تجاعيد يومي وغيمي وكيف اراقص حدس الجرار وفي العتبات سحر النساء وجاءت جبال الطفولة سهوا وفي كفها الخيل تهمي خببا وشرر . ومثل ذلك يأتي في مكان اخر من القصيدة اذ يقول ورحنا معا نرتدي الماء حينا وحينا ظلالا وامالت الينا التماثيل غيما وتاهت في كهوف المدي ولما غزانا جراد الشيب نمنا في عراء الصدي . (رويترز)0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية