ارتفاع عدد سكان اسبانيا بفضل الهجرة والمغاربة الجالية الاكبر بنصف مليون شخص

حجم الخط
0

ارتفاع عدد سكان اسبانيا بفضل الهجرة والمغاربة الجالية الاكبر بنصف مليون شخص

ارتفاع عدد سكان اسبانيا بفضل الهجرة والمغاربة الجالية الاكبر بنصف مليون شخصمدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي: تحولت اسبانيا في وقت وجيز الي أكبر الدول التي تحتضن جاليات مهاجرة تصل الي قرابة 9% من مجموع السكان.ويتصدر المغاربة لائحة الأجانب بما يفوق نصف مليون، وهي هجرة لا تخلو من مشاكل إدارية ولكنها تشكل متنفسا لحكومة الرباط للتقليل من البطالة والأعباء الاجتماعية. وكشف تقرير رسمي صدر الأسبوع الجاري عن المعهد الوطني للإحصاء أن عدد السكان في اسبانيا مع بداية الشهر الجاري وصل الي 44 مليون ومئة ألف نسمة، من ضمنهم ثلاثة ملايين و700 ألف أجنبي. وتؤكد هذه الأرقام أن نسبة المهاجرين ارتفعت من سنة 2005 الي 2006 بقرابة 700 ألف شخص. وينسب الخبراء هذا الارتفاع الكبير للمهاجرين الذي لم يسجل في أي دولة أوروبية الي مسلسل تسوية أوضاع المهاجرين السريين ما بين شباط/فبراير وايار/مايو الماضيين الذي كانت قد أقدمت عليه حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو.في ذات الوقت يكشف التقرير الأخير أن اسبانيا التي كانت الي غاية أواخر السبعينات وبداية الثمانينات تصدّر اليد العاملة الي أوروبا والولايات المتحدة، أصبحت من اولي الدول التي تستقطب اعدادا كبيرة من المهاجرين رفقة الولايات المتحدة، مع الأخذ بعين الاعتبار فارق مساحة البلاد وعدد السكان. فنسبة المهاجرين سنة 1998 لم تكن تتجاوز 2%، وأصبحت في الوقت الراهن تشكل 5%. ولكن هذا المعدل يختلف من اقليم الي آخر، ففي جزر الباليار يصل عدد الأجانب الي 15% وفي مدريد الي 13% في حين لا تتجاوز نسبة المهاجرين في اقليمي أستورياس وغاليسيا 3%. ويتصدر المغاربة الجاليات المهاجرة في اسبانيا، ويقدر عددهم في الوقت الراهن بنصف مليون و11 ألف و294 شخصا. وتأتي في المركز الثاني الجالية الاكوادورية بقرابة 498 ألف. ويُعتبر الجزائريون الجالية العربية الثانية في اسبانيا بنحو أربعين ألفا في أحسن الأحوال.ويتمركز المغاربة في بعض الأقاليم دون الأخري، فحضورهم قوي في اقليم كاتالونيا (شرق) الذي يستوعب نسبة كبيرة من اليد المهاجرة بسبب الخدمات والتقدم الصناعي، ثم في مدريد للعمل في مجال الخدمات، وأخيرا في الأندلس (جنوب) واقليمي مورسيا وفالنسيا للعمل في الحقول الزراعية.بالمقابل، تبقي الجالية المغربية الأكثر عرضة للتهميش مقارنة مع باقي الجاليات الأوروبية ومن أمريكا اللاتينية، فهي الجالية التي تستفيد بصورة أقل من الحصول علي الجنسية، ذلك أن المكسيكي أو الأرجنتيني بمجرد قضاء سنتين في اسبانيا يحصل علي الجنسية مباشرة بينما علي المغربي انتظار عشر سنوات، ويضاف لها الحيف الاداري الممارسات العنصرية التي يتعرض لها المغاربة.ويحاول المغاربة في اسبانيا تنظيم أنفسهم في جمعيات سواء اقليمية أو وطنية إسوة بباقي الجاليات المغربية في دول الاتحاد الأوروبي. إلا أن هذا الهدف لم يتحقق بشكل كبير باستثناء وجود جمعيات قوية في المدن الكبري، وغياب تنظيم قوي يجعل الكثير من القضايا التي يعاني منها المغاربة مثل موقع الاسلام والجنسية المزدوجة والاندماج السياسي والاجتماعي تتعثر.ورغم كل هذا، يؤكد الخبراء أن اسبانيا تحولت الي مساعد علي الاستقرار السياسي والاجتماعي في المغرب من خلال استقبال 450 ألف مغربي خلال العشرين سنة الأخيرة (قرابة ستين ألف الباقية ولدوا في اسبانيا ويعتبرون من الجيل الثاني)، وهذا يعني أن المغرب لم يعد يتحمل أعباءهم الاجتماعية من عمل وتطبيب وتدريس. ويُعتقد أن قرابة مليون مغربي غادروا بلادهم خلال الـ15 سنة الأخيرة أساسا نحو الاتحاد الأوروبي وبالأخص اسبانيا وإيطاليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية