احمدي نجاد يعارض مطالب مبالغا فيها بشأن برنامج بلاده النووي
سفيرا امريكا وبريطانيا يختلفان حول دور الامم المتحدة بشأن طهرانطهران تتهم واشنطن وتهادن روسيا وتلتقي اوروبا.. وفيينا تشهد اليوم اجتماع الفرصة الاخيرةاحمدي نجاد يعارض مطالب مبالغا فيها بشأن برنامج بلاده النوويموسكو ـ باريس ـ كوالالمبور ـ فيينا ـ بكين ـ ا ف ب ـ رويترز ـ يو بي اي: اتهمت ايران امس الخميس الولايات المتحدة بنسف الاقتراح الروسي حول الملف النووي الايراني، في الوقت الذي اعلن فيه عقد اجتماع فرصة اخيرة الجمعة في فيينا بين المفاوضين الايرانيين والترويكا الاوروبية.فغداة اللقاء الروسي الايراني في موسكو الذي لم يؤد الي نتائج ملموسة، حمل كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني الولايات المتحدة المسؤولية.ويتهم الامريكيون ايران بالسعي الي امتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني ويسعون الي فرض عقوبات عليها.ويعقد مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين المقبل في فيينا اجتماعا بالغ الاهمية علي هذا الصعيد، اذ قد يؤدي الي احالة الملف النووي علي مجلس الامن الدولي وخصوصا ان المفاوضات مع الجانب الروسي تتعثر.وقال لاريجاني في مؤتمر صحافي اعتقد ان الامريكيين يخلقون عوائق لعرقلة الاقتراح الروسي، ان اصرار الامريكيين علي احالة الملف النووي الايراني علي مجلس الامن الدولي يعني نسف الاقتراح الروسي .واضاف انها العصا التي يضعها الامريكيون في عجلة الاقتراح الروسي .وينص هذا الاقتراح علي تخصيب اليورانيوم المخصص للمفاعلات الايرانية في روسيا، وذلك لتبديد مخاوف الغربيين من ان تستخدم ايران تكنولوجيا التخصيب لتصنيع القنبلة النووية.وبدا ان لاريجاني يهادن الجانب الروسي عبر تفادي تحميله مسؤولية مباشرة في الاشتراط علي طهران تعليق تخصيب اليورانيوم علي اراضيها.لكن هذه المسألة تشكل العائق الرئيسي امام تقدم المفاوضات مع موسكو، علما ان موقف الاخيرة في هذا الاطار يتطابق مع الموقف الغربي.والمفارقة ان روسيا تخوض مفاوضات موازية مع طهران حول بيع صواريخ جو ــ ارض من طراز اس ـ 300 ، يمكن ان تستخدم لحماية المواقع النووية الايرانية.واعتبر الخبير في شؤون الحظر النووي في مركز كارنيجي في موسكو فلاديمير ايفسيف ان موضوع هذه الصواريخ يفوق في اهميته قضية المؤسسة المشتركة لتخصيب اليورانيوم.وقال ايفسيف ردا علي سؤال لوكالة فرانس برس انه حين تحدث لاريجاني امس عن رزمة اقتراحات ايرانية ستدرسها روسيا حاليا، كان يشير خصوصا الي المؤسسة المشتركة ورغبة طهران في ان تسعي روسيا الي ابقاء الملف الايراني في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اكثر من اشارته الي صواريخ اس ـ 300 .ونفي لاريجاني امس تحديد موعد للقاء جديد بين الجانبين الروسي والايراني، وكان قال الاربعاء اثر المفاوضات اتفقنا علي ان تستشير روسيا شركاءها ثم نلتقي لاحقا . لكنه اكد ان ايران ستجري مفاوضات مع الترويكا الاوروبية قبل اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين المقبل، من دون ان يحدد مكان المفاوضات وموعدها.وفي فيينا، اعلنت مصادر دبلوماسية ان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا سيلتقون الجمعة في العاصمة النمسوية كبير المفاوضين الايرانيين لاجراء مشاورات اخيرة.ويبدو واضحا ان الولايات المتحدة لم تعد تراهن علي تحقيق اختراق في المفاوضات، في ضوء تمسك ايران بعدم تعليق تخصيب اليورانيوم.وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ادم ايرلي الاربعاء بعدما حاولنا معالجة المشكلة عبر التفاوض وعرض جيد ومنطقي من جانب روسيا، ينبغي ان نلجأ الي مجلس الامن الدولي .ومن جهته اعتبر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو انه لا يزال بالامكان تجنب فرض عقوبات دولية علي ايران علي خلفية اتهامها بالسعي الي التزود بالسلاح النووي.وقال سترو في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية نعم بالامكان تجنبها. حتي الان ما سيحصل هو قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنقل الملف الي مجلس الامن .واضاف سترو في مقابلته ان مجلس الامن سيكتفي في الوقت الحاضر بتذكير ايران بواجباتها .وتابع الوزير البريطاني ان نقل الملف الي نيويورك يعني انه اصبح اكثر صعوبة. وحذر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس الخميس في ماليزيا من انه سيعترض علي اي مطالب مبالغ فيها من الدول العظمي وذلك قبل ايام قليلة من اجتماع حاسم للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامج طهران النووي.وقال الرئيس الايراني نعارض اي مطلب مبالغ فيه تفرضه علينا هذه القوي في اشارة الي دول عظمي لم يسمها.واوضح احمدي نجاد في كلمة القاها امام رجال اعمال في كوالالمبور نحترم كرامة كل انسان وكل جنس وكل دين. يجب معاملة الناس علي اساس العدل، ولا ينبغي الاستهزاء بأحد .واضاف علينا الوقوف امام هذا السيل المهيمن دون اي اشارة الي النزاع القائم بينه وبين الغرب بشأن برنامج بلاده النووي.واشاد الرئيس الايراني بـ صحوة الدول النامية ضد الاكثر غني واعتبر انه حتي داخل اوروبا تنظم المقاومة صفوفها متهما الدول الغنية بالرغبة في السيطرة علي كل موارد العالم والحصول علي النفط بسعر رخيص .وقال هذا يعني عدم السماح بظهور اي قوي اخري .وقد استقبل الرئيس الايراني كرئيس دولة عظمي في ماليزيا البلد المسلم الذي يمكن ان يقوم بدور في الازمة الدولية المتعلقة بالملف النووي الايراني.ويرافق الرئيس الايراني، الذي وصل مساء الاربعاء الي ماليزيا في زيارة تستغرق ثلاثة ايام، وزير خارجيته منوشهر متكي الذي يقوم حاليا بجولة عالمية لمحاولة جمع التأييد للبرنامج النووي الايراني قبل اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السادس من اذار (مارس) في فيينا لبحث هذا الملف.ورحبت الصين امس الخميس بالمحادثات النووية بين ايران والدول الاوروبية وحثت ايران علي التعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطالبتها بتعليق انشطة تخصيب اليورانيوم قبل ايام من اجتماع مهم للوكالة.وقال التلفزيون الصيني الذي تديره الدولة ان رئيس الوزراء وين جيا باو أبلغ المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل ان بلاده تؤيد استئناف الاتصالات بين ايران وثلاثي الوساطة الاوروبي المانيا وبريطانيا وفرنسا بشأن برنامج طهران النووي.وقال وين في مكالمة هاتفية مع ميركيل نأمل في ان تحافظ الاطراف المعنية علي ضبط النفس والهدوء والموقف البناء . واضاف الصين تؤيد الثلاثي الاوروبي والحوار الروسي والمفاوضات مع ايران .الي ذلك قال جون بولتون سفير الولايات المتحدة لدي الامم المتحدة انه ينبغي لمجلس الامن الدولي ان يعمل علي ضمان ألا تطور ايران اسلحة نووية عندما تحيل الوكالة الدولية للطاقة الذرية المسألة الي المجلس الاسبوع القادم كما هو متوقع.لكن السفير البريطاني ايمري جونز باري بدا انه يتخذ خطا أقل تشددا بأن قال انه يري أن دور المجلس هو دعم مطالب الوكالة التي تريد من ايران ان تبرهن علي أنها لا تسعي الي تطوير اسلحة نووية.وتحدث سفيرا البلدين الحليفين اللذين يعملان في شراكة وثيقة بشأن المسألة الايرانية قبل أيام من اجتماع مجلس محافظي الوكالة في السادس من اذار (مارس) والذي من المتوقع ان يرفع فيه أحدث تقرير له عن برنامج ايران النووي الي مجلس الامن.وقال التقرير الذي اعده محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي مقرها فيينا ان الوكالة ما زالت غير قادرة علي تأكيد أن طهران لا تواصل انشطة نووية سرية وتريد منها تعاونا شاملا وأدلة قوية.وبدا أن الخلاف بين السفيرين ينصب علي سلطة مجلس الامن لفرض عقوبات علي اعضاء الامم المتحدة وهو ما لا يمكن ان تفعله الوكالة. وتصر ايران حتي الان علي الاحتفاظ بالقدرة علي تخصيب اليورانيوم في أراضيها وهددت بانهاء كافة اشكال التعاون مع المجتمع الدولي والانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي اذا فرضت عقوبات عليها.