احداث لها تتمة لعبد الكريم المدرس: قصة غرفة التجارة العربية البريطانية
احداث لها تتمة لعبد الكريم المدرس: قصة غرفة التجارة العربية البريطانيةلندن ـ القدس العربي : صدر عن منشورات منتدي الحوار العربي الاوروبي في لندن كتاب بعنوان احداث لها تتمة لعبد الكريم المدرس يروي فيه قصة غرفة التجارة العربية ـ البريطانية، حيث لعب المؤلف دورا بارزا في انشائها واستمرارها. وفي هذا الخصوص يصف الناشر دور المدرس في قيام الغرفة قائلا انه الاجدر من غيره في تسجيلها. فقد كتب عليه ان يكون حجر الزاوية، والبادئ في تأسيسها وتحمل اعبائها ومكابدة التوفيق بين الآراء والنزعات والاختلافات التي تجاذبتها وهي وليدة وكادت تؤدي الي وأدها .وقد وضع المدرس الذي يعتبر من ابرز الشخصيات العربية التي عرفتها الساحة البريطانية في العقود الثلاثة الماضية مقدمة لكتابه نورد هنا منها:يوم غادرت مكتبي للمرة الاخيرة في مبني غرفة التجارة العربية ـ البريطانية في 31 كانون الاول (ديسمبر) سنة 2003، في ظروف متروكة للزمان، تركت خلفي جزءا من عمري وحفنة من سنوات العمل المتواصل المضني، بحلوها بحلوها ومرها، وانتصاراتها وخيباتها، وانجازاتها واخفاقاتها. تبدت لي متوهجة عندما بدأت مراجعة محفوظاتي واوراقي الخاصة المبعثرة ومفكراتي ومجموعات الصحف وقصاصاتها المنثورة هنا وهناك، تؤرخ للانجازات والنشاطات.. فيها ما يشبع ويشفي، كما فيها ما ينتقد ويهاجم ويعترض ويتعرض ويسوق التهم لي ولـ الغرفة.. وتلك اصبحت من الامور الكلاسيكية ومن صميم تراث التعاطي العربي، تلصق بكل من يحاول الخروج علي سلطة ومنطق وشرائع سائدة ويصيب نجاحا في عمل عام فيه مصلحة الأمة.لقد صرفت اكثر من ثلاثين سنة في تأسيس، وتنظيم، وادارة، وخدمة غرفة التجارة العربية ـ البريطانية واجهت خلالها.. العقبات، والعوائق، والصعاب، والعواصف الهوجاء.. وعالم عربي مصطخب ثائر يعج بالاضطراب يشتهي رجالا صُبُراً علي الاختلافات.. ومسؤولون يأخذون القول عنتا فلا يأتلفون علي كلمة سواء، يتناحرون، ويتفرقون، تتنازعهم المصالح، ولا تجمعهم ارادة سياسية واحدة لتقوم منهم وبينهم منظمة قوية تستطيع ان تقدم الكثير في طريق التوحد الاقتصادي، وما يتبعه من سوق عربية مشتركة وهي البداية فقط.. في وقت نشهد اجتماع الاوروبيين علي ارادة سياسية واحدة اسهمت في قيام الاتحاد الاوروبي وتوسعه، وما يدور فيه اليوم من خلاف حول الدستور هو من عافية النقاش والاختلاف والديمقراطية.في خضم ذلك كله، قامت غرفة التجارة العربية ـ البريطانية لتضع العلاقات العربية ـ البريطانية علي الطريق الصحيح.ولتلك الغرفة قصة.. كتبت مجتزأة عبر مقابلات صحافية من هنا وهناك، وتحقيقات تبني علي المناسبات، بعضها يخالف الواقع او لا يتفق مع ما جري وكان.. ولا تزال الكثرة الكبري من المتتبعين تجهل تاريخ الغرفة جهلا مطبقا. وقد كتب عليّ ان اكون حجر الزاوية والبادئ في تحمل اعبائها ومكابدة التوفيق بين الآراء، والنزعات، والاختلافات التي تجاذبتها وهي بعد وليدة وكادت ان تؤدي الي وأدها وهي تحبو وتنمو.وما اقدمه هنا، هو محاولة مخلصة في قراءة حوادث وظروف ومواقف فعلت في ايصال الغرفة الي ما وصلت اليه.وما كتبت كتبته لانه الحقيقة بجميع ألوانها وفي جميع ظروفها من دون وجل او مجاملة، ولم ألقِ قولا بلا دليل وشواهد، وما ابديت رأيا من دون الثقة فيه، ولم ألق لرأي بالا ما صدر عن الذين وجدتهم خلال تواصلي الطويل معهم انهم لا يقولون الا ما له قيمة من الآراء. وقد اكون اغفلت، او نسيت في معرض الكلام حادثة، او اشخاصا لهم دورهم فيها، فالذاكرة خوانة، وقد يغفل القلم في حومة العمل التسجيل للحفظ.وما بذلته هو عجالة قصيرة واجمالا موجزا، فـ الغرفة تاريخ حافل بالحوادث، والظروف، والتقلبات، والانجازات.وقد غربلت الاوراق، وراجعت الملاحظات التي كنت أدونها، وغضضت الطرف عن غير المجدي وازحته من ذهني، واهملت الكثير.. الكثير وتركته للزمان. فتفاعلت كلها في فكري، وهي تشترك اليوم في اعداد مادة هذا الكتاب الذي اردته غير متحيز الا لأمر رأيته حقيقة. ان هذا الذي اقدمه الان ليس تاريخا، وانما هي محاول لتسجيل حقيقة قيام الغرفة وهو ليس بالقول الفصل.. له ما يتبعه ويكمله.هذا الكتاب ادعه للزمن، كما كتب مرة عبد العزيز سيد الاهل، الزمن هو منخل الآراء ، وفي اهتزازاته بين يدي التاريخ يستقر في الخلد كل رأي قوي بديع، من يحث يرمي بكل رأي ضعيف مشين، ويموت صيت الادعياء في غير ضجة ولا احزان. .. فأما الزبد فيذهب جفاء، واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال ـ صدق الله العظيم (سورة الرعد آية 17).0