ابو جهاد والرنتيسي يذكران الفلسطينيين من قبريهما بسياسة الاغتيالات الاسرائيلية وسط دعوة لملاحقة القتلة قضائيا امام المحافل الدولية

حجم الخط
2

رام الله ـ ‘القدس العربي’: استذكر الفلسطينيون الثلاثاء سياسة الاغتيالات الاسرائيلية التي طالت العديد من قادتهم حيث حلت الثلاثاء الذكرى الـ 25 لاغتيال خليل الوزير ابو جهاد في تونس على يد فرقة كوماندوز اسرائيلية فيما تحل اليوم الاربعاء الذكرى التاسعة لاغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في قطاع غزة قبل 9 سنوات بصواريخ طائرات الاحتلال.
وجاءت ذكرى اغتيال ابو جهاد احد المؤسسين لحركة فتح الثلاثاء في الوقت الذي تعهدت فيه الحركة بمواصلة مشوار التحرر الوطني واستمرار نهج المقاومة حيث قالت في بيان صحافي: أن حركتنا وشعبنا العظيم وبعد ربع قرن على جريمة إرهاب الدولة الذي مارسته دولة الاحتلال (إسرائيل) باغتيال القائد أبو جهاد، تثبت للعالم اليوم، أن النضال التحرري الوطني عند شعبنا مدرسة مفتوحة، ما زالت تخرج قادة وكوادر ومناضلين يمضون بمقاومتهم الشعبية.
ومن جهتها قالت وزارة الإعلام الفلسطينية أن دماء الشهيد القائد خليل الوزير(أبو جهاد)، الذي اغتاله الاحتلال فوق أرض تونس الشقيقة، في السادس عشر من نيسان 1988 بدم بارد، والشهداء القادة، تقدم دليلاً دامغاً على الإرهاب الذي يمارسه الاحتلال بملاحقة رموز النضال والمقاومة التي شرعتها كل المواثيق الدولية في دول العالم.
واضافت: إن الطريقة المثلى لإحياء سنوية الشهيد الوزير، تتمثل بمقاضاة القتلة على الجريمة السياسية التي لا تسقط بالتقادم، في كل المحافل الدولية وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية.
ويعود تاريخ اغتيال أبو جهاد على يد عناصر من الموساد الإسرائيلي في بيته بتونس الى تاريخ 16/4/1988 حيث قاد عملية الاغتيال وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ايهود باراك.
وكانت قد وصلت فجر السادس عشر من نيسان فرقة ‘الكوماندوز’ الاسرائيلية بالزوارق المطاطية إلى شاطئ تونس وانتقلت وفق ترتيبات معدّه سابقاً إلى ضاحية سيدي بوسعيد، حيث يقيم أبو جهاد في دائرة متوسطة هادئة وهناك انتظرت عودته في منتصف الليل، وقد انقسمت إلى مجموعات اختبأ بعضها بين الأشجار للحماية والمراقبة وبعد ساعة من وصول أبو جهاد تقدم الإسرائيليون في مجموعات صغيرة نحو المنزل ومحيطه فتم تفجير أبواب المدخل في مقدمة المنزل دون ضجة لاستعمالهم مواد متفجرة حديثة غير معروفة من قبل، واغتيال الحارس والدخول لداخل المنازل واطلاق النار على ابو جهاد في غرفة نومه بساعات الفجر.
ودفن أبو جهاد في العشرين من نيسان 1988 في دمشق، في مسيرة حاشدة غصّت بها شوارع المدينة، بينما لم يمنع حظر التجول الذي فرضه الاحتلال جماهير الأرض الفلسطينية المحتلة من تنظيم المسيرات الرمزية وفاء للشهيد الذي اغتيل وهو يتابع ملف انتفاضة الحجارة التي انطلقت عام 1987. ويذكر أن أبو جهاد ولد عام 1935 في مدينة الرملة، وغادرها إلى غزة إثر حرب 1948 مع أفراد عائلته، ودرس في جامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من عام، وبعدها توجه إلى الكويت وظل بها حتى عام 1963، وهناك تعرف على ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح.
في عام 1963 غادر الكويت إلى الجزائر حيث سمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح وتولى مسؤولية ذلك المكتب، كما حصل خلال هذه المدة على إذن من السلطات بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين في الجزائر.
هذا ولا بد من الذكر بان ابو جهاد سقط برصاص الكوماندوز الاسرائيلي الذي استطاع الوصول لمنزله على الاراضي التونسية في نطاق سياسة الاغتيالات الاسرائيلية المتبعة ضد الفلسطينيين والتي طالت كذلك الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قبل 9 اعوام وهو على ارض قطاع غزة.
هذا وتصادف الأربعاء السابع عشر من نيسان الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد الرنتيسي احد القادة المؤسسين لحركة حماس مع اثنين من مرافقيه عام 2004 بعد أن قصفت طائرات ‘الأباتشي’ الإسرائيلية سيارته في قطاع غزة.
وأنهى الرنتيسي دراسته الثانوية عام 1965م وتوجَّه إلى جمهورية مصر العربية، وتحديدا منطقة الإسكندرية، ليلتحق بجامعتها ويدرس الطب؛ حيث أنهى دراسته الجامعية بتفوق وتخرج عام 1971 وعاد إلى قطاع غزة ليعمل في ‘مستشفى ناصر’ المستشفى الرئيسي في خان يونس.
وشغل الرنتيسي عدة مواقع منها عضوية هيئة إدارية منتخبة في المجمع الإسلامي، وعضو الهيئة الإدارية المنتخبة لعدة دوراتٍ في ‘الجمعية الطبية العربية، وكان عضوا في الهلال الأحمر الفلسطيني، كما عمل محاضرًا في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة 1986 بعد إقصائه تعسفيًّا من قِبل الاحتلال عن عمله في المستشفى عام 1984.
وانتسب الرنتيسي إلى جماعة الإخوان المسلمين ليصبح أحد قادتها في قطاع غزة ويكون أحد مؤسِّسي حركة حماس في غزة عام 1987.
واعتقل عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، كما اعتقل في 5/1/1988 مرة أخرى لمدة 21 يوما ثم اعتقل مرة ثالثة في 4/2/1988 حيث ظل محتجزا في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال، وأطلق سراحه في4/9/1990، كما اعتقل مرة أخرى في 14/12/1990 وظل رهن الاعتقال الإداري مدة عام.
وأبعد الرنتيسي عام 1992 مع 400 شخص من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، حيث برز كناطق رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة بمنطقة مرج الزهور لإرغام إسرائيل على إعادتهم.
واعتقلته السلطات الإسرائيلية فور عودته من مرج الزهور وأصدرت محكمة الاحتلال حكمًا عليه بالسجن حيث ظل محتجزا حتى أواسط عام 1997 .
واستشهد الرنتيسي بعد تعرضه لغارة جوية بينما كان في سيارة وسط مدينة غزة في 17-4-2004، إضافة إلى استشهاد اثنين من مرافقيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شادي:

    انا لله وانا اليه راجعون هيهات امثالهم الان

  2. يقول الدكتور حسن ابوشنار/ فلسطين/:

    على شذاذ الآفاق الصهاينة العنصريين الجدد ان يعرفوا جيداً ان دماء ابناء شعبنا الفلسطيني ستلاحقهم وتطاردهم في الحل والترحال وحتى مماتهم.
    وعلى شعبنا الفلسطيني ان يرفع قضايا الأجرام الصهيوني إلى المحاكم الدولية المتخصصة لينال كل من خطط ونفذ هذه الجرائم والاغتيالات بحق أبناء شعبنا جزائهم على ما اقترفت أيدهم الملطخة بدم الفلسطيني.
    وعلى القيادات الإرهابية الصهيونية ان يعرفوا جيداً ان الدم الفلسطيني ليس رخيصاً ولن تتساقط جرائم المحتل الصهيوني بالتقادم.

إشترك في قائمتنا البريدية