ابوطير.. وفرض الشريعة وتغطية ايادي النساء!
د. جمال المجايدةابوطير.. وفرض الشريعة وتغطية ايادي النساء! اتمني ان يكون كل ما نقلته صحيفة هارتس الاسرائيلية علي لسان الشيخ محمد ابو طير القيادي في حركة حماس وعضو المجلس التشريعي المنتخب عن دائرة القدس مؤخرا والتي قال فيها ان الحركة ستعتمد الشريعة الاسلامية مصدرا للتشريع غير صحيحة، واتمني ان تكون اتهــامات اسرائيلية باطلة!فالشعب الفلسطيني الذي اختار حماس لكي تحكمه، لا يريد العودة الي نظام الايات والملالي في طهران او نظام طالبان المنهار في افغانستان، ففي فلسطين شعب متعدد المذاهب والاديان يدين بكل الاديان السماوية، بالاسلام والمسيحية واليهودية عبر التاريخ لان فلسطين هي مهبط الرسالات السماوية الثلاث، فلماذا الاصرار علي التشريع الاسلامي اذن؟ان اخطر ما جاء في تصريحات الكادر الفتحاوي السابق ابو طير، ان حركة حماس ستجبر النساء علي تغطية اياديهن ولبس الملابس المحتشمة حسب خلال سيرهن في الشوارع والاماكن العامة. وهذه بصراحة سوف تقلب موازين الحكم من سياسي الي حكم ديني، قد يعيد الشعب الفلسطيني الي العصور الوسطي، لان الاهتمام سوف يتركز في مثل هذه الحالة علي احقية المرأة في كشف يديها ام تغطيتها؟ وسوف تدور الكرة الارضية مرة اخري بقضية الشعب الفلسطيني لتقذف بها بعيدا في مجاهل الاهمال المتعمد، بحجة ان الحكم متطرف، لان كل الدول المانحة لا تريد ان يتحول النظام السياسي الفلسطيني فجأة الي نظام طالباني يحكمه طلاب الشريعة الاسلامية فقط.اذا كانت النية تتجه الي مثل تلك الممارسات فاننا نناشد قيادة حماس السياسية ان ترفض كل هذه الممارسات والافكار سلفا لكي لا تغرق في التفاصيل الصغيرة مثل كشف الوجه عورة وعدم تغطية الايدي عورة.. الخ، ونسيان القضايا المركزية مثل الارض والدولة والقدس واللاجئين وحق العودة والاسري والمعتقلين والتعويضات من الاحتلال؟الشعب الفلسطيني شعب متدين بالفطرة والنساء فيه منذ فجر الاسلام يرتدين الملايات السوداء، حتي النساء المسيحيات يرتدين تلك الملايات كجزء من الالتزام بالحشمة والكل يعرف تلك الحقيقة، والحجاب جزء اصيل من عقيدة الشعب المسلم في فلسطين لذا لا تجعلوه ينفر من هكذا ممارسات، فلسطين بصراحة تحت المجهر وليست بحاجة الي ايام سوداء اخري وقضيتها مقدسة ومتفجرة في ان واحد، كما ان شعبها يعي امور دينه ودنياه بدون ان يفرض عليه احد نقاب الوجه او اغطية الاكف.الكل سيقف مع ابو طير ويصفق له في حال نجح المجلس التشريعي والحكومة القادمة في محاربة الفساد والسرقة للمال العام ووقف التسيب في العمل الحكومي ومقاضاة الحرامية الكبار الذين سرقوا مليارات عهد الراحل ياسر عرفات، وملاحقة الحرامية الصغار الذين سرقوا اكثر من 700 مليون دولار حسب قول النائب العام الفلسطيني السيد المغني.لكن تركيز الحديث فقط حول تعديل نظام التعليم السائد حاليا في الاراضي الفلسطينية وتركيزه علي المواضيع الاسلامية في المنهاج الجديد غير كاف ومنقوص لان الشعب بحاجة الي من يعيد له امنه الاقتصادي والاجتماعي وماله الذي نهب علي مرأي ومسمع الجميع. وحين يقول ابوطير ان حماس ستحث الفلسطينيين علي اتباع التقاليـــد والشعائر الاسلامية اكثر فهو لم يأت بجديد بل يريد ان يمارس سلطة في غير محلها، فالشعب متدين بما يجب ومحافظ وملتزم، ربما ابو طير جاء متاخرا عن الوقت قليلا لانه كان طائرا في اسراب فتح لفترة طويلة من الزمن ويريد ان يقول بعد فوزه انه الان عاد الي الارض!ہ صحافي من فلسطين يقيم في الامارات[email protected] 8