ابتزاز امريكي لحركة حماس

حجم الخط
0

ابتزاز امريكي لحركة حماس

ابتزاز امريكي لحركة حماس اعلان الولايات المتحدة الامريكية عن عزمها اعادة النظر في كل جوانب مساعداتها الي الفلسطينيين بعد الانتصار الانتخابي الأخير لحماس خطوة علي درجة كبيرة من الخطورة ربما تؤدي الي نتائج عكسية تماماً.فالادارة الامريكية توجه اهانة الي الشعب الفلسطيني واختياره الديمقراطي، وتمارس عملية ابتزاز واضحة ومكشوفة لحركة حماس التي حققت فوزاً كاسحاً في الانتخابات الأخيرة.وقف المساعدات المالية سيضيف سبباً اضافياً لتأكيد الشكوك الفلسطينية والعربية بنوايا واشنطن الحقيقية تجاه الاصلاحات الديمقراطية في الوطن العربي التي تدعي انها تطالب بها، وتعمل من أجل تحقيقها.فمن الواضح، ومن خلال هذا التهديد بقطع لقمة العيش عن ثلاثة ملايين ونصف المليون فلسطيني عقاباً لهم علي خيارهم الديمقراطي، ان الادارة الامريكية تريد ديموقراطية وفق المقاسات الامريكية والاسرائيلية، واي ممارسة ديمقراطية نزيهة تشذ عن هذه القاعدة تواجه بالرفض الكامل.الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع اظهر حساً ديموقراطيا مسؤولا بانضباطه ومشاركته في انتخابات هي الأهم في تاريخه، عكست توجهاً تعدديا، ومنافسة شريفة، وتقبلا رفيعا لاحكام صناديق الاقتراع. ومثل هذا الاداء الرائع الذي لم تشبه حادثة عنف واحدة، او اتهام ولو سطحي بالتزوير، كان يجب ان يحظي بالاشادة والتقدير من قبل الادارة الامريكية زعيمة العالم الحر، ولكن ما حدث هو عكس ذلك تماماً.ومثل هذا الموقف الامريكي الذي يستخدم المساعدات المالية كورقة ضغط وابتزاز لحرف الديمقراطية الفلسطينية عن مسارها الصحيح، يؤكد ان واشنطن تفضل التعامل مع الحكومات الفاسدة التي تعمل كل ما هو نقيض لرغبات شعبها وتطلعاته.ادارة الرئيس بوش تريد ان تستمر السلطة الفلسطينية الفاسدة التي عاقبها الشعب الفلسطيني بقسوة، واطاح بها عبر صناديق الاقتراع، ومن خلال وضع العراقيل امام الحكومة الفلسطينية الجديدة، وقبل ان تتشكل وبعد يومين فقط من ظهور نتائج الانتخابات.الشعب الفلسطيني يجب ان يرفض هذا الاسلوب الابتزازي الامريكي، ويلتف حول حكومته الجديدة التي انتخبها في انتخابات نزيهة، كما ان حركة حماس مطالبة بالتمسك بالبرنامج الانتخابي الذي خاضت علي اساسه الانتخابات وانتصرت فيها، وعليها رفض الخضوع لأي ضغوط امريكية.واشنطن ترتكب خطأ فادحاً باللجوء الي مثل هذه الاساليب الابتزازية لانها تؤدي الي تصعيد موجات التطرف في الوسط الفلسطيني، وانعدام الثقة فيها كوسيط شبه محايد، وتزيد من موجة الكراهية ضدها في العالمين العربي والاسلامي.وقف المساعدات عن الفلسطينيين، وبهذه الطريقة الاستفزازية، لن يشجع توجهات الاعتدال التي اظهرتها حركة حماس في الأشهر الأخيرة من خلال التراجع عن مقاطعتها للانتخابات ودخول العملية السياسية، والالتزام بالتهدئة ووقف العمليات الاستشهادية ووقف اطلاق صواريخ القسام علي المستوطنات الاسرائيلية، بل انها ستصب في مصلحة الاجنحة المتطرفة داخلها التي تطالب بانهاء الهدنة والعودة الي العمليات العسكرية.الشعب الفلسطيني كان موجوداً في الارض المحتلة قبل مجيء السلطة، واستطاع البقاء دون الحاجة الي المساعدات المالية الامريكية والاوروبية، بل ان مستوي معيشته قبل السلطة كان أفضل من مستواه في ظلها.وقف المساعدات المالية عن الفلسطينيين سيدفع بعض فصائلهم الي السعي الي مصادر اخري، قد تكون ايران احداها، وهذا لن يخدم استقرار المنطقة، وعملية السلام التي تدعي واشنطن الحرص عليها.9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية