إسرائيل شقّت شبكة شوارع تمنع إمكانية تنفيذ انسحاب من القدس

حجم الخط
2

منظر عام لمدينة القدس

تل أبيب- (يو بي اي): شقّت إسرائيل خلال السنوات الماضية شبكة شوارع تربط بين المستوطنات في شمال وجنوب القدس الشرقية وبين وسط المدينة والشوارع الرئيسية الموصلة إلى تل أبيب بهدف منع أية إمكانية لتنفيذ الانسحاب من القدس المحتلة في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

وذكرت صحيفة (هآرتس) الجمعة إن شبكة الشوارع هذه تمر داخل الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية مثل بيت حنينا في شمال المدينة وبيت صفافا في جنوبها، من أجل ربط المستوطنات في ضواحي المدينة بوسطها في القدس الغربية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو افتتح يوم الأحد الماضي الشارع الجديد، واسمه الشارع رقم 20، ومفترق طرق جديد يحمل اسم والده، بنتسيون نتنياهو، الذي يمر من وسط بيت حنينا ويربط بين مستوطنتي (بسغات زئيف) و(نافيه يعقوب) وبين الشارع الرئيسي رقم 443 المؤدي من القدس إلى تل أبيب.

وأعلن نتنياهو في مراسم افتتاح الشارع “أننا نعمل بشكل متواصل ومنهجي من أجل ربط القدس مع نفسها”.

ونقلت صحيفة (هآرتس) الجمعة عن العقيد شاؤل أريئيلي العضو في “مجلس السلام والأمن” الذي يضم ضباط جيش كبار في الاحتياط، قوله إن “جميع خطط السلام في العقود الأخيرة، مبادرة جنيف وكامب ديفيد وأنابوليس، تضمنت تسليم الأحياء الفلسطينية إلى سيطرة الدولة الفلسطينية”.

وأردف أريئيلي أن “هذا التقسيم (للمدينة) استند إلى المبدأ الذي وضعه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بأن الأحياء اليهودية (أي المستوطنات) ستبقى تحت سيطرة إسرائيل والأحياء الفلسطينية ستكون تحت سيطرة الدولة الفلسطينية، لكن شق هذه الشوارع يحول تطبيق هذا المبدأ إلى مستحيل”.

وأضاف أن “شق الشارع رقم 20 يخرق سياسة اتبعتها إسرائيل منذ سنوات طويلة، ورغم أنها سياسة غير معلنة، وتتمثل بالحفاظ على إمكانية تقسيم المدينة في المستقبل” وأنه “حتى اليوم، كان يتم تطوير المستوطنات الإسرائيلية في شرقي القدس من خلال الحفاظ على الفصل بينها وبين الأحياء الفلسطينية والحفاظ على التواصل الجغرافي بين الأحياء الفلسطينية بشكل منفصل عن التواصل الجغرافي للمستوطنات”.

وأضاف أريئيلي أن سياسة بلدية القدس منذ احتلال شرقي المدينة كانت منع تداخل الأحياء الفلسطينية والمستوطنات ببعضها لكن “تم انتهاك هذا المبدأ بواسطة شبكة الشوارع الإسرائيلية التي تضع صعوبات أمام تنفيذ الفصل بين هذه الأحياء والمستوطنات”.

وقالت الصحيفة إنه في الشهور المقبلة سيتم شق شارع جديد، يحمل الرقم 21، وسيربط مستوطنة (رمات شلومو) بشمال القدس الشرقية مع شارع رقم 20، وهذا الشارع سيمر أيضا في بيت حنينا.

كذلك رأى المحامي داني زايدمان الخبير في شؤون القدس إن شبكة الشوارع هذه “هدفها دمج الكتل الاستيطانية بشكل واضح في شبكة الشوارع القطرية الإسرائيلية وبذلك يتم إدخال شرقي القدس والكتل الاستيطانية ضمن حدود إسرائيل بشكل فعلي”.

وأضاف زايدمان أن “معنى الشارع رقم 20 هي أن الشخص الذي يخرج من وسط تل أبيب سيصل إلى (مستوطنة) معاليه أدوميم بسرعة أكبر من وصوله إلى الحي الذي أسكنه في القدس الغربية”، علما أن مستوطنة (معاليه أدوميم) تقع بين القدس الشرقية ومدينة أريحا.

وأكدت المهندسة شيري كرونيش من جمعية (بيمكوم) الحقوقية على أنه على الرغم من أن الفلسطينيين في القدس سيستفيدون من هذه الشوارع إلا أنه واضح أنه لم يتم شقها لمصلحة الفلسطينيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن سكان الحي الفلسطيني لا يستفيدون من الشارع رقم 4 الذي أقيم على أراضيهم لكي يوصل ما بين وسط القدس ومستوطنة “غيلو” والكتلة الاستيطانية “غوش عتصيون” في منطقة بيت لحم.

وقال زايدمان إن إسرائيل “تبذل جهدا استراتيجيا، يشمل بنار الجدار العازل وشبكة الشوارع وتوسيع المستوطنات، بهدف رسم حدود من جانب واحد بينها وبين فلسطين، وهذه الحدود لا يمكنها أن تتلاءم مع حل الدولتين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبدالله - قطر:

    بينما يسابق الجانب العربى الاسلامى الزمن للضغط على اسرائيل (حيث ) اخترع البعض قضية اعطاء الاولية لهذا البلد العربى وذاك لاخافة اسرائيل بكثرة الدول المسيطرة على الوضع فالقدس الشريف (تتملص وتتهرب اسرائيل ) من كل الضعوط العربية والاسلامية وهاهى تستكمل سيطرتها على مدينة القدس بكل طمأنينة وراحة بال فى وضع تعرف فية ان امريكا تتدخل فى شؤون العرب والمسلمين فيما يسمى بالتغيرات الخارجية وان التغيرات لن تتم الابموافقة البيت الابيض (وهكذا ضمنت اسرائيل بعد نجاح الصهيونى العالمى برلند هنرى ليفى ) فى احداث التغيرات بالقوة ان تتلاعب فالقدس لتعلن نيتها دون خوف تكملة مخططاتها وهذة المرة استراتيجيا ببناء الجدار العازل وشبكة الشوارع وتوسيع المستوطنات بينما يتنظر الجانب العربى بالقرب من طاولات المفاوضات هاتفا شالوم حبيبى متى نجلس لنتفاوض حول قيام دولة فلسطين وهل ابقت اسرائيل شيئا للتفاوض علية حتى 20% من ارض فلسطين تستكثرها اسرائيل وتتخوف من اعطائها للشعب الفلسطينى 0

  2. يقول Hassan:

    استحواذ الصهاينة على فلسطين وعلى القدس بالذات يعني أنه لا وجود للعرب
    في هذا العالم كما أنه لا وجود للمسلمين. ويوم تتوفر تلك الفئة من البشر فإن
    الصهاينة سوف يرحلون من تلقاء أنفسهم ويتركون فلسطين. ومن يقل غير
    ذلك فعليه بالحجة وبالبرهان.

إشترك في قائمتنا البريدية