إسرائيل توجه رسالة سرية للأسد عبر طرف ثالث وتؤكد له أن الهجوم لم يستهدف سيادة سورية بل الأسلحة الإيرانية التي كانت في طريقها إلى حزب الله

حجم الخط
7

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ لليوم الثالث على التوالي يُواصل الإعلام العبري في دولة الاحتلال، على مختلف مشاربه، نشر التحليلات عن الرد السوري المتوقع على الهجوم الإسرائيلي على دمشق، وفي تناوله للهجوم الإسرائيلي الثاني على سورية، خلال أقل من 48 ساعة، شدد الإعلام العبري على أن المسؤولين الإسرائيليين لا يدلون بأية تصريحات لوسائل الإعلام الإسرائيلية، وإنما يتم اقتباس مسؤولين إسرائيليين من قبل وسائل إعلام دولية، ولوحظ من التحليلات في جميع الصحف الصادرة أمس أن المحللين باشروا بمحاولات لإطفاء الحريق الذي قد يشتعل، والتحذير بأن سورية لن تبتبلع الإهانة مرة أخرى، ومن شأن ذلك أنْ يجر المنطقة إلى حرب إقليمية طاحنة.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ في عددها الصادر أمس الاثنين، النقاب عن أن الحكومة الإسرائيلية وجهت رسالة إلى الرئيس السوري، د. بشار الأسد، بواسطة طرف ثالث، لم تكشف النقاب عنه من أجل تهدئة التوتر في الشمال وعدم انزلاق الأمور إلى حرب إقليمية، وقال محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة، يوسي يهوشواع، إن إسرائيل تقوم بالقرص على حبل رفيع جدًا، ومن غير المستبعد بتاتًا أن يتمزق الحبل، وبالتالي اقترح على صناع القرار في تل أبيب، عدم تجربة صبر الرئيس السوري أكثر من ذلك، لأن الأمور وصلت إلى حد بعيد، ومن غير المستبعد أنْ تقوم سورية بالرد على الدولة العبرية، على حد تعبيره.
أما المحلل المخضرم، إيتان هابر، الذي تبوأ في السابق منصب مدير ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، اسحق رابين، فقال إنه من غير المستبعد أن يكون الرئيس الأسد قد فقد صبره، في الوقت الذي كان يعتقد فيه أقطاب دولة الاحتلال، بأنه سيسكت هذه المرة أيضا ولن يرد على الهجوم الإسرائيلي، وساق قائلاً إنه يتحتم على حكومة نتنياهو وعلى الوزراء في المجلس السياسي والأمني المُصغر أن يفهموا بأن الاعتداء على دولة سيادية، والتغاضي عن ذلك سيقود المنطقة إلى الأسوأ، وكتب المحلل للشؤون الأمنية، أليكس فيشمان، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنية في الدولة العبرية أن القيادة السورية وصلت إلى الحد الأقصى من ضبط النفس، ولم يستبعد البتة بأنْ تقوم سورية بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية عن طريق حرب شاملة مع الدولة اليهودية، أو أن تبلع وحليفاتها الإهانة التي تلقوها من سلاح الجو الإسرائيلي، ولكن من الناحية الثالثة قال المحلل الإسرائيلي إن محور الشر المؤلف من إيران وسورية وحزب الله من شأنه أن يرد على الهجوم الإسرائيلي عن طريق رفع منسوب العمليات الفدائية ضد أهداف إسرائيلية في جميع أصقاع العالم، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ من الحدود الشمالية، أي اللبنانية والسورية، محذرًا أنهم لن يقبلوا بأي حال من الأحوال أن يعيشوا تحت الحصار، كما هو الحال في غزة، على حد تعبيره.
أما صحيفة ‘هآرتس’ فتطرقت الاثنين إلى الخطوط الحمراء بالنسبة لإسرائيل، متسائلة عن الخط الأحمر بالنسبة للرئيس السوري د. بشار الأسد، وبحسب الصحيفة، فإن نقل أسلحة معينة توصف بأنها مخلة بالتوازن هي خط أحمر بالنسبة لإسرائيل، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء ووزير الأمن الحالي والسابق ووزراء آخرين وضباط كبار حذروا من أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تم نقل أسلحة مخلة بالتوازن إلى حزب الله.
وضمن هذه الأسلحة المخلة بالتوازن جرى تصنيف الأسلحة الكيماوية وصواريخ مضادة للطائرات متطورة، وصواريخ بر ـ بحر، وصورايخ أخرى أرض ـ أرض بعيدة المدى وذات دقة عالية، يصنف بينها صاروخ (الفاتح 110)، والتي صل مداها إلى 600 كم وأنها دقيقة للغاية، وزادت الصحيفة العبرية قائلةً إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مصير مخازن السلاح في سورية بسبب تقدم قوات المعارضة، كما تخشى من ألا يكون بإمكانها نقل أسلحة إلى حزب لله لفترة طويلة عبر محور طهران ـ دمشق ـ بيروت، ولذلك فإن إيران تحاول إرسال هذه الصواريخ، في حين تحاول إسرائيل منعها، على حد تعبيرها.
وزادت ‘هآرتس’ قائلة إن وقوف الاستخبارات الإسرائيلية على إرسالية السلاح الأخيرة وفر لإسرائيل فرصة لتنفيذ الهجوم.
بموازاة ذلك، رأت الصحيفة أن السؤال المثير للقلق هو أين يمُر الخط الأحمر بالنسبة للرئيس الأسد، مشيرة في هذه العجالة إلى الهجوم على المفاعل النووي في دير الزور في أيلول (سبتمبر) 2007، وموضحةً أن الرئيس السوري فضل تجاهل الأمر، والادعاء لاحقًا أن إسرائيل قصفت منشأة زراعية ليست ذات أهمية.
وأضافت أنه في كانون الثاني (يناير) من العام الحالي قصفت إسرائيل قافلة أسلحة تحمل صواريخ مضادة للطائرة من طراز (SA17) لافتةً إلى أن دمشق اتهمت تل أبيب بأنها قصفت حيا مدنيًا عاديا.
وتابعت الصحيفة أن الهجوم الإسرائيلي قبل الأخير، فجر الجمعة، قد تجاهلته سورية، في حين أن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي اتهم إسرائيل بالهجوم الأخير وقال إن كافة الخيارات مفتوحة.
كما أوضحت الصحيفة أن ذلك لا يعني أن النظام السوري معني بالرد على الهجوم، لافتةً إلى أنه خلافًا لتصريحات سورية سابقة، التي وصفت الهجوم بأنه إعلان حرب إسرائيلي، فإن وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، تجنب إطلاق تعهدات. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية رفيعة في تل أبيب قولها إن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن الرئيس الأسد ليس معنيًا بالانجرار إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل خشية أن تشكل تلك ضربة قاصمة تؤدي إلى هزيمته في حربه ضد المعارضة.
وتابعت الصحيفة أن إسرائيل تأمل أن يتحلى النظام السوري بضبط النفس وأن يدرك أن الهدف هو إرسالية السلاح لحزب
وأضافت أنه بسبب استهداف أسلحة إيرانية معدة لحزب الله فمن الممكن أن يحصل إطلاق صواريخ كاتيوشا في الشمال بدون أن يعلن أحد مسؤوليته عن ذلك. وبحسب الصحيفة فإن الدولة العبرية تتصرف بشكل عام بحذر في كل ما يتعلق بالجبهة السورية، لكن مع ذلك، لفتت إلى أن المشكلة تكمن في المرة القادمة، مع تلقي معلومات استخبارية عن نقل وسائل أسلحة إلى لبنان بسبب مخاوف إيران وحزب الله على مصير الأسلحة المتطورة في سورية، مشددةً على أنه مع زيادة الهجمات الإسرائيلية فإن الضغط سيزداد على الرئيس السوري للرد كي لا يتم تفسير ضبط النفس المتواصل على أنه ضعف.
أما المحلل هابر في ‘يديعوت أحرونوت’ فقال علينا ان نسأل أنفسنا باستقامة: في ترسانة حزب الله يوجد مئات الصواريخ من طراز فاتح 110، التي قصفها الطيران الإسرائيلي، وبالتالي: هل المخاطرة بجر المنطقة إلى حرب لإقليمية لا يتغلب على الإنجاز العسكري؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الغفار سويريجي:

    تعاطي النظام السوري مع الهجوم الصهيوني الأخير هو تعاطي يتسم بالحكمة والصبر. الانسان العادي في هكذا حالة سيتصرف بتهور ويبادر الى الرد دون تفكير وصبر. رد سوريا الأسد سيكون قويا ومحكما. في إطار اتفاق الدفاع المشترك الذي وقعته الجمهورية العربية السورية والجمهورية الاسلامية الايرانية وسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حفظه الله ورعاه.

    1. يقول مالك وماله:

      هذا كلام صحيح

  2. يقول عابر سبيل:

    لا احد يستطيع الرد على الغارة الاسرائيلية لا اهل النظام ولا حلفاءة كفانا ممانعة ومقاومة تحت مسميات فارغة من مضمونها
    اين البراميل المتفجرة والصواريخ الفتاكة التي يلقون بها على شعوبهم انهم امام الصهاينة فقط جبناء وامام شعوبهم من اجل كراسيهم اقوياء

  3. يقول ياسر الوجيه:

    كيف نطالب الرئيس السوري بالرد والمعارضةالمسلحة تنخر في جسده وتطعنة في خلفه ومن خلفهم المنبطحون العرب واذاكان هناك رد فلتكن شامله ويبدا بروؤس الافاعي وهم اصحاب امارات ومشايخ الخليج ثم اسرائيل ولتكن حرب مدمرة شاملة وعلينا وعلى اعدائنا القريبون والبعيدون

    1. يقول Nizam Abazid:

      أحد أسباب الثورة يا صديقي هو لأنه لم يرد هو أو أبوه من قبل على الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة على السيادة السورية! فماذا فعل عندما حلقًو بالطيران فوق غرفة نومه قبل الثورة؟ وعندما قصفوا ديرالزور ووووو..! هذه عصابة وليس بنظام!

  4. يقول عبد المومن ، من المغرب:

    تصحيح :

    جاء في هذا المقال “يُواصل الإعلام العبري في دولة الاحتلال، على مختلف مشاربه، نشر التحليلات”.

    و الصواب هو أن الإعلام الصهيوني يواصل كعادته في التضليل الإعلامي.
    ويساهم في المعركة بالحرب الإعلامية.

  5. يقول خليل ابورزق:

    واضح ان الضربة موجهة الى ايران و حزب الله و قد سبق لاسرائيل ارتكاب سلسلة اغتيالات للعلماء الايرانيين ولا نسمع الا ان ايران سترد فورا و تدمر ووو

إشترك في قائمتنا البريدية