إسرائيل تستمر في خروقاتها للاتفاق… والجيش اللبناني يواصل انتشاره جنوباً

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت ـ «القدس العربي»: على الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، إلا أن الخروقات التي يلجأ إليها جيش الاحتلال الإسرائيلي المنتشر على شريط حدودي تجعل هدنة الـ 60 يوماً هشّة ولاسيما مع توالي بيانات الإنذار الصادرة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي لسكان جنوب لبنان عن تعليمات تمنع التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني، ومع إصدار رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو تعليمات لجيشه بالاستعداد لحرب واسعة النطاق في لبنان في حال حدوث انتهاك، مضيفاً في خلال مشاورات أمنية «لم أقل إن ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيراً».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين في المؤسسة الأمنية في إسرائيل تقديرهم باحتمال عودة القتال في لبنان بنسبة 50٪».
وقال ضابط إسرائيلي: «كلما كانت قواعد اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذها أكثر وضوحاً ستصمد بعد ذلك». وقد استمر خرق وقف إطلاق النار في اليوم الثالث على سريانه، وسقطت قذيفة مدفعية على بلدة الخيام تزامناً مع توغل 4 دبابات في الحي الغربي للبلدة، وقصف دبابة ميركافا منزلاً في خراج بلدة برج الملوك محلة تل نحاس. وقام الجيش الإسرائيلي بعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة من حين إلى آخر. واستهدف قصف مدفعي أطراف بلدتي مركبا وطلوسة في قضاء مرجعيون وبني حيان، وعمد جيش الاحتلال إلى جرف للبيوت والاراضي في بلدة مركبا. وتم رصد جرافات تقوم بعملية تجريف واقتلاع لأشجار الزيتون قرب منطقة العبارة قبالة الجدار في بلدة كفركلا إضافة إلى جرف ملعبها.

إطلاق النار على المواطنين

إلى ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على المواطنين في الخيام خلال تشييعهم لأحد أبناء البلدة. وقامت قوة إسرائيلية بإطلاق النار من أسلحة رشاشة في اتجاه بلدة عيترون. وتم قطع طريق كفرشوبا عند حاجز الجيش اللبناني. كذلك، عاشت قرى قضاءي صور وبنت جبيل حالاً من الحذر والترقب، حيث يمنع الجيش الإسرائيلي الأهالي من الدخول إلى قراهم عبر إطلاق النار والقصف من المسيرات ومن المدفعية. كما منع التجول لجميع سكان جنوب الليطاني من الساعة الخامسة مساء وحتى السابعة صباحاً.

صحيفة عبرية عن مسؤولين إسرائيليين: احتمال عودة القتال 50٪

وحلّق الطيران الحربي والمسيّر في سماء القطاعين الغربي والاوسط أغلب الاحيان. فيما عملت فرق الدفاع المدني والاسعاف الصحي والهيئة الصحية الإسلامية على انتشال جثث عدد من الضحايا من تحت الانقاض في عدد من الاحياء في القرى الامامية.
وادعى الجيش الإسرائيلي، الجمعة، استهداف منصة صواريخ متنقلة لـ«حزب الله» جنوبي لبنان، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.
وأضاف الجيش في بيان: «قبل قليل تم رصد نشاط وتحرك لمنصة صاروخية متنقلة تابعة لحزب الله في جنوب لبنان (لم يحدد المنطقة)».

«إرادة صلبة»

وفي وقت استمر توجه العائدين جنوباً، فقد جالت عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائبة عناية عز الدين في مدينة صور على الاحياء والمباني التي طالها العدوان الإسرائيلي على مدى 66 يوماً. ولفتت إلى «أن مدينة صور باتت في حال لم نعتد عليها جراء الدمار ولكن الرؤوس مرفوعة والإرادة صلبة لا تنكسر، وكلنا لدينا تصميم لإعادة إعمار ما تهدّم». وأشارت إلى «أن عودتنا جاءت بفضل الشهداء وتضحيات المقاومين وصمودهم وجهادهم الذين كسروا من أراد كسر إرادتنا».
وللمتسائلين عن اختيار الرئيس نبيه بري التفاوض قالت عز الدين: «الرئيس بري يعرف سر هذه الأرض وناسها وخَبِر عزيمتهم وإرادتهم وتصميمهم. لذلك هو الأفضل للقيام بمهمة التفاوض والمقاومة السياسية» موجهة الشكر للرئيس بري «على جهوده ومساعيه وثباته، وللحكومة على رأسها الرئيس نجيب ميقاتي، وللأهالي الصامدين والنازحين وللذين احتضنوهم على أمل التكاتف والتكافل من أجل بناء غد أفضل».

جعجع: لم نرَ «وحدة ساحات»

تزامناً، برز موقف متشدد من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حيال سلاح «حزب الله» حيث فنّد بعد اجتماع استثنائي لتكتل «الجمهورية القوية» والهيئة التنفيذية في حزب «القوات» بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص «على نزع سلاح الجماعات المسلحة».
وقال: «نحن في الأساس، لا نعتبر سلاح «حزب الله» شرعياً والقرار الذي وافق عليه الحزب بنفسه لوقف إطلاق النار يشكل أكبر دليل على عدم شرعية هذا السلاح» مضيفاً «جماعة «حزب الله» عليهم ان يكونوا صادقين مع أنفسهم وعليهم الاجتماع مع قيادة الجيش ووضع خطة لتفكيك بنيتهم العسكرية شمال الليطاني. فقد انتهت مرحلة الكذب و«التفنيص» مع الحرب ولا إمكانية للعودة الى الوضعية التي كنا عليها قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر في لبنان».

جعجع يدعو لوضع خطة لتفكيك بنية «حزب الله» العسكرية شمال الليطاني

وفيما أبدى جعجع «تعاطفه الكامل مع العائلات التي فقدت أحد أفرادها ومع الجرحى وكل من فقد منزلاً أو رزقه وكل من اضطر لترك منزله» رأى «أن نتيجة حرب الإسناد كانت دمار غزة كلياً ودمار لبنان… ما فدنا غزة بشي وضربنا لبنان». وقال: «لم نر وحدة الساحات و«طلعت نظرية خنفشارية» لا وجود لها على أرض الواقع» منتقداً «قرار «حزب الله» بفتح حرب إسناد» وسأل «من أين يملك الحق في ذلك؟ لقد «اغتصب» كل اللبنانيين بفتح هذه الحرب، وأخذ لبنان إلى الحرب في وقت كانت فيه غالبية اللبنانيين ضدها». وأوضح أنه «منذ عام وحتى أيلول/سبتمبر زار لبنان عدد من وزراء الخارجية والمبعوثين لإقناع «حزب الله» بوقف إطلاق النار لكنه تمسك بموقفه وأصر على الاستمرار بما يقوم به».
ورأى جعجع «أن «حزب الله» إرتكب جريمة كبيرة، في حق اللبنانيين وفي حق سكان البقاع والجنوب والضاحية، وكنا في غنى عن استشهاد أكثر من 4000 وعن تهجير من تهجّر وتدمير ما تدمر ورغم كل هذه الكوارث لا يزال نواب الحزب يتحدثون عن «انتصار» بمنطق عجيب غريب لا يمت إلى الواقع بصلة» مجدداً التضامن مع القضية الفلسطينية من خلال قوله «ما حدا في يزايد عحدا» لأنها قضية جدية و«يا ريت لبنان قادر على حلها».

عودة الطيران القطري

وعلى الصعيد الدبلوماسي، عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري مع المندوب الخاص لوزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وغرب آسيا محمد رضا شيباني عرض لتطورات الأوضاع العامة وآخر المستجدات في لبنان والمنطقة.
كما استقبل وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب القائم بالأعمال التركي الجديد السفير مراد لوتيم وعرض معه للمستجدات المتعلقة بوقف إطلاق النار وسبل تعزيز الاستقرار، كما تم النظر في إمكانية أن تستأنف الخطوط الجوية التركية تسيير رحلاتها إلى بيروت، حيث وعده خيراً في القريب العاجل.
كذلك، التقى بوحبيب سفير دولة قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الذي أبلغه عن ترحيب قطر بوقف إطلاق النار، وأطلعه على نية بلاده بمؤازرة لبنان في عملية إعادة الإعمار خلال هذه الفترة الحرجة والدقيقة من تاريخه.
وقد شكر بوحبيب دولة قطر لوقوفها إلى جانب الشعب اللبناني، مثنياً «على المساعدات القطرية التي بلغت أكثر من 2240 طناً من المساعدات الانسانية والطبية وخلافه، حملتها 20 طائرة مساعدات قطرية وفقاً للائحة الاحتياجات اللبنانية المستلمة من السلطات اللبنانية المختصة». كما أبدى بوحبيب «امتنانه لكل ما تقدمه قطر من رعاية ومساعدة في عميلة استشفاء حالات حرجة ومكلفة لأطفال لبنانيين يحتاجون إلى عناية طبية خاصة».
ورحّب بقرار شركة الطيران القطرية باستئناف رحلاتها إلى لبنان ابتداء من 9 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية