أي جيش عراقي يحتفلون بذكري تأسيسه؟
عبد الرحمن مجيد الربيعي لا يحضرني اي وصف يروي الغليل لأصف ما قام به زلماي زادة الحاكم بأمره في العراق مصحوبا. فمن سماه وزير الدفاع ونائبه الذي مثل رئيس الوزراء المعين عندما توجهوا نحو النصب البهي الذي يعني الكثير عند الشرفاء العراقيين لما له من قيمة رمزية كبيرة في الوجدان وأعني به نصب الجندي المجهول الذي سهر علي انجازه احد اكبر النحاتين العراقيين هو المرحوم خالد الرحال، وزيادة للعلم ان الرئيس العراقي صدام حسين هو الذي اشرف علي كل مراحل اعداده والاطلاع علي التصاميم التي اعدت له حتي استقر الرأي علي النصب الماثل للعيان لكل من يحتفظ بذكري وبامتنان للجيش العراقي وشهدائه المعلومين منهم والمجهولين.ونظرا لقرب هذا النصب القارة الكبير الذي يليق بذكري من يمثلهم من القصور الرئاسية وبعض الوزارات فانه وبعد احتلال العراق قد اصبح من مشمولات ما سمي بالمنطقة الخضراء وهي تعيسة قفراء لا يتحرك فيها الا العملاء واشباه الرجال ومن يسمون حكاما او ما شابه.لقد ذهب زلماي زاد ومعه وزير الدفاع ونائبه ومعهم صولاغ اياه ليضعوا باقات الزهور علي ضريح الجندي المجهول!! هل لكم ان تتصوروا هذا؟ وان تلاحظوا كمية التزوير في عمل مخاتل كهذا؟لعل زلماي زاد ـ رغم ان احتفاله لم يتم اذ سرعان ما سقطت قنابل الهاون علي مكان الاحتفال ارسلها رجال المقاومة ليقولوا لهم نحن هنا، وراءكم وراءكم، وكفوا عن تزوير التاريخ واللعب بالمسميات ـ اقول لعل زلماي زاد توهم ان البسطاء من الناس سينطلي عليهم هذا التصرف، او انه يقوم بتصديره الي وسائل الاعلام الامريكية تحديدا عله به يعزز رصيد رئيسه الذي لا يفلح معه تعزيز ابدا.ان الجندي المجهول الذي دنسوا نصبه بعملهم هذا لا يمثل الجنود الذين جيء بهم ليستعرضوا امام الحاكم بأمره الامريكي بل هو يمثل الجندي العراقي الحقيقي الذي سقط دفاعا عن الوطن في اي مرحلة من مراحل الدولة الوطنية العراقية الحديثة والتي تأسس الجيش في سنة تأسيسها عام 1921 ومرت علي تأسيسه 85 سنة، ولا علاقة للجندي المجهول المرموز له بهذا النصب بالجندي الذي يتوهمه زلماي ومن معه، ان هذا الجندي الذي ذهب اليه كل زوار العراق من كبار المسؤولين والرؤساء ليضعوا باقات الورد تكريما له واكبارا لتضحيته من أجل ان تبقي للوطن رفعته ومهابته وكرامته هو الفارس الحقيقي في الذاكرة والرمز الذي لا يمكن سرقته او تزويره.ان الجيش العراقي الذي احتفل به زلماي كما اوهم البعض لا وجود له. فادارة الاحتلال قد حلت الجيش العراقي، هكذا بتصرف احمق وارسلت ضباطه وجنوده الي المجهول، والجيش العراقي الحقيقي هو الذي تم اسر قادته ووضعهم في سجون الاحتلال ووزارة الداخلية.الجيش العراقي الحقيقي هو الذي يتم اغتيال قادته الابطال الذين ذادوا عنه طيلة ثمانية اعوام في حرب مفروضة لا غاية لها الا ارضاء المطمح التاريخي في الاستحواذ علي البلد بما حوي من إرث، وإلحاق الاماكن المقدسة فيه بالحلم الصفوي حتي يكتمل. ذاك الجيش الذي له من العمر خمسة وثمانون عاما حتي وان حله بريمر وجاء بمجموعة من الميليشيات الطائفية والعرقية والبسوها ثياب جيش هو اقرب للمرتزقة منه الي الانتماء الوطني. ذاك الجيش هو الذي يمثل العراق، يمثل تاريخ العراق وميراث العراق وكرامة العراق، ذاك الجيش بابنائه ذوي النخوة والشهامة والرجولة هو الذي حمي العراق وابقاه واقفاً. وكان دائماً مع الشعب وليس ضده. كان مع اقدس القضايا العربية فحارب في جبهة فلسطين عام 1948 وبرز منه قادة عظام امثال عبد الكريم قاسم وعمر علي وغيرهما. وحارب في الجبهتين السورية والمصرية في عام 1973.ذاك الجيش كان جيشا عربيا اصيلا هو الذي يستأهل الاحتفال.اما المرتزقة الغرباء حتي في ملابسهم فهم طارئون، وهم زائلون، لابقاء لهم الا ببقاء الاحتلال ونفوذ بعض الطائفيين والعنصريين العميان الذين وظفهم الاحتلال لتدمير البلد.ان الجيش العراقي الحقيقي هو الذي يقود المقاومة اليوم ضد الاحتلال ومرتزقته من العراقيين بالاسم. وان كان احتفالنا به مؤجلاً فهذا لا يعني الاحتفال بهؤلاء المرتزقة والقتلة حتي وان اطلقوا عليهم زورا اسم الجيش العراقي.تحية اكبار لجيش العراق العربي بعيد ميلاده الخامس والثمانين.ہ روائي من العراق يقيم في تونس8