أين موفاز حين ترتكب يوميا الاعمال الفظيعة ضد الفلسطينيين في الخليل؟

حجم الخط
0

أين موفاز حين ترتكب يوميا الاعمال الفظيعة ضد الفلسطينيين في الخليل؟

يتنقل عبر القنوات الفضائية ليشرح بأنه لا يجوز الصمت علي اعمال الاخلال بالقانونأين موفاز حين ترتكب يوميا الاعمال الفظيعة ضد الفلسطينيين في الخليل؟ منذ تلك الايام الوردية والسطوع الذي حظيت به مريم لبيد في الاعلام الاسرائيلي، لم يولد منذ ذلك الحين، من يملك هذا اللسان العذب الذي لا تمل اجهزة الراديو والتلفزيون عن إسماعنا إياه لـ اوريت ستروك المتحدثة باسم الاستيطان اليهودي في مدينة الخليل .دون تلعثم، ودون تردد، وبصوت جاد لا يعرف المواربة، فان السيدة ستروك تواصل بياناتها واعلاناتها العنصرية وكأنها تتحدث عن قائمة مشتريات تعتزم تناولها من السوق. هكذا بكل بساطة. الزعران (اليهود) في الخليل، والذين ينظرون الي الفلسطينيين كأنهم مجرد شيء يستحق أن تبصق عليه، هم في نظر ستروك مجرد شبان مترددين، مليئين بالنشاط والحيوية يجب أن نتفهم تصرفاتهم ونشاطهم الذي يتناسب مع أعمارهم (جيل البلوغ). فأعمالهم ليست هي التي تقلق السيدة ستروك، ولا تري فيها خطرا، ولا تنظر اليهم علي أنهم مجموعة ممن فقدت الدولة سيطرتها عليهم ولم تعد قادرة علي لجم نشاطهم. فهم عبارة عن اولاد جيدين، وما يقومون به هو ما قام به كل واحد كان بعمرهم . الصوت، والنغمة والطريقة التي تُقال بها هذه الكلمات هي الشيء الأهم من الكلمات التي تُقال، فهي حين تتحدث عن ذلك تكون وكأنها مرشدة تربوية تشرح وتفسر تصرف الاولاد، الطلاب، في المدرسة وما يرتكبونه من أفعال. إن استمرار ظهور السيدة ستروك في وسائل الاعلام يوقف شعر الرأس، لا سيما وأنها تشرح وتبرر وتُحبب إلينا الأفعال السيئة التي تُرتكب في مدينة الخليل منذ عدة سنين.السيدة ستروك ورفاقها ليسوا إلا نماذج واضحة ومميزة لسنوات الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية، وهي مثلها مثل نوعام أرنون وايتمار بن غبير، يمثلون هذه النوعية، فهي لا ترفع صوتها ولا تشجب تلك الاقوال وعبارات الشتم والاهانة التي اعتاد عليها الفتيان ، كما تزعم، والتي لكثرة ما يتفوهون بها أصبحت سهلة وتُوجه ضد جنود الجيش الاسرائيلي دون أن تحاول ستروك وأمثالها وقفها بلسانها الرطب. ولا أعرف لماذا لا تفهم بأن هؤلاء (جنود وضباط الجيش) يقفون هناك لحمايتهم، لأنهم لو غادروا المدينة وتركوها كما يطلب منهم فتيان المستوطنين، فان الصورة ستكون واضحة مجرد عشرات من اليهود المستوطنين المحاطين بعشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين سكان الخليل . ونري حينها ماذا ستفعل هي وغيرها هناك.لماذا كان هذا الاجراء يستحق الكثير الكثير من الوقت حتي يتم اتخاذه في الخليل؟ ألم يكن بامكان الدولة (الجيش) أن تتصدي لهذه الزعرنة واعمال الاعتداء التي يقومون بها ضد المواطنين الفلسطينيين منذ سنوات؟ لماذا ارتكبت الاعمال الفظيعة في سوق الجملة في الخليل وفي الطرق والأحياء القريبة منها والتي كانت تُرتكب بوجود وتحت سمع وأبصار جنود الجيش الاسرائيلي؟ للأسف نقول نعم، بغطاء من الجيش الاسرائيلي ، فهناك بضع مئات من المستوطنين الأبطال يرتكبون الاعمال الفظيعة هناك، لا لشيء إلا لأن قوات كبيرة من الشرطة والجيش الاسرائيليين تحافظ عليهم وتحرسهم. فماذا يساوون دون هذه الحماية؟.يبدو أن أوريت ستروك، المتحدثة باسم جماعتها من المستوطنين، فهمت بسرعة قواعد اللعبة، فهم قد يرتكبون مجزرة ضد العرب في المدينة، وبعد ذلك تتعرض الصحافة الاسرائيلية لهذا الحدث علي نحو هامشي وفي صفحاتها الأخيرة. والمستوي السياسي سيرد علي ذلك بقوله إن ما حدث ليس جيدا . ولكنه مع ذلك سيُلمح لقوات الجيش والشرطة أن تُبقي عيونها مغمضة وأن تسمح للامور بأن تسير كما هي، المهم أنهم يريدون أن يبقي موضوع الخليل فوق رؤوسهم، دون تحريك.لقد حدّثني أحد الجنود الذين خدموا في الخليل قبل نحو سنة ونصف، وهو ابن لاحدي العائلات الصديقة، عن الازمة التي يعيشها جنود الجيش هناك. فقد كان قلبه يدفعه نحو رفض تنفيذ الأوامر اذا طلبت منه قيادته مواصلة العمل الأمني الجاري في هذه المدينة. فبعد أن خدم، هو وبعض قادته بصورة جيدة وأبلوا بلاء حسنا خلال خدمتهم، تمكنوا، لهذا السبب أو غيره، من نيل إعجاب القادة مما دفع بهم (قادته) الي عدم اعادته للخدمة من جديد في الخليل.وأضاف هذا الجندي يقول: إن جميع المحاولات التي بذلها من اجل الوصول الي قيادة الجيش العليا وتقديم تقرير حقيقي عما يدور ويحدث في الخليل يوميا، قد وجدت طريقا مسدودا . الكل يعلم ، هكذا حاول قادته اقناعه لكي يطمئن، وأنت ايضا، لن تزيد معرفتهم ولن تقدم لهم الجديد . بل إن بعضهم أضاف قائلا له بل انهم، (أي القادة الكبار)، يشعرون بأن أيديهم مكبلة ومقيدة من قبل الذين يفترض بهم أن يصدروا لهم الأوامر، أي المستوي السياسي .من هنا نفهم بأنه ليس القادة الميدانيون فقط هم الذين يعرفون حقيقة ما يجري في الخليل، وأنهم ليسوا الوحيدين الذين يرون الوجه الحقيقي للاشياء، بل إن السيدة ستروك ونوعام ارنون وغيره من المسؤولين من بين المستوطنين، يعرفون حقيقة ما يحدث في المدينة. وايضا شاؤول موفاز، الذي يتنقل في هذه الايام من قناة فضائية الي اخري ويشرح ويؤكد بأنه لا يمكن الاستمرار في ذلك ولا يجوز الصمت أكثر علي ما يحدث وأنه يجب وضع حد لهذه الزعرنة واعمال الاخلال بالنظام والقانون. فهذا السيد المسؤول، أين كان طول الوقت، مع أنه يعرف ولديه التقارير الكافية؟ أين كنت حتي الآن يا سيدي وزير الدفاع حين تمكنت مجموعة من المتطرفين من فرض سيطرتها وهيمنتها وجدول أولوياتها علي دولة بأكملها؟ وأين كنت حين استطاعت هذه الفئة أن تفعل كل ما يحلو لها من أفعال ضد العرب؟ فواجبك ووظيفتك يُمليان عليك العمل بجد ضد هؤلاء، في حين أنك تجاهلت ذلك، بل وسمحت لهذا التطرف بالاستمرار ومواصلة اعماله، وفرضت علي عشرات الفلسطينيين العيش تحت ظل هذا الارهاب اليهودي ولم تحافظ علي ملليمتر واحد من سلطة النظام والقانون.الآن، مع أن هذا جاء متأخرا جدا، وبعد أن تمكنت السيدة ستروك وجماعتها والفتيان من الشبان والشابات من المتطرفين بأعمار 15 عاما أن يرتكبوا من الافعال السيئة الشيء الكثير ضد العرب وأن يتسببوا بالضرر الكبير لسمعة الدولة، وبعد أن أصبحنا جميعا موسومين بسِمة البشاعة وتحمل الذنب نتيجة ما يفعله هؤلاء ضد العرب في الخليل والممارسات الفظيعة ضد شعب آخر ـ الآن أصبحت الدولة بحاجة الي آلاف الجنود من اجل طرد واخلاء بضع مئات من المستوطنين الذين لا يعرفون إلا إلها واحدا يؤمنون به، هو إله العنف وزعرنة القوة.ياعيل باز ـ ملمادكاتبة يسارية(معاريف) 19/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية