أين رحابة الصدر؟
أين رحابة الصدر؟ لقد ارتأت صحيفتكم الغراء وتماشياً مع سياسة وضعتموها مبدأ لعملكم أن تكون فيها صفحة منبر للقراء يعبرون فيها عن مواقفهم وليس فقط عن آرائهم ومن البديهي أن يكون أي مقال يرسل للجريدة ليس مما يخدش الحياء العام أو يسيء لأشخاص كونهم أشخاصا مهما كانت جنسيتهم أو قوميتهم أو معتقداتهم مع جواز الاختلاف معهم ونقض مواقفهم. ولما كانت جريدتكم معبرة أكثر من غيرها عن حرية الرأي أو كيفما اعتقدت كان لزاماً عليها أن تكون لديها رحابة صدر لتتسع لكل المواقف والآراء طالما هذه الآراء معبرة عن رأي صاحبها حتي ولو اختلفت عن أراء ومواقف هيئة التحرير وعلي رأسها رئيس التحرير، ولا يمكن أن يكون للإنتقائية الهوائية في ذلك أي دور وهنا أنا لا أتهم أحدا بالمزاجية أو الهوائية، ولكني أنظر لخطورة سياسة الكبت والتي قد تمارس عن غير قصد أو عن قصد وما يمكن أن تسببه من ردود أفعال. سيدي رئيس التحرير: علي فترات متباعدة قمت بإرسال خمس مقالات لجريدتكم كلها معبرة عن مواقف ومبادئ كانت قبل أكثر من خمسة عشر عاماً نبراساً لكل عربي ومسلم ولكنها وللأسف الشديد اصبحت في هذا الزمن أفكاراً مجنونة أو مدانة وخشيتي كل خشيتي أن تكون أصبحت محرمة علي النشر حتي في جريدتكم.طـه يونس ـ أبو يونسهولندا6