أول فعاليات معرض القاهرة للكتاب: رجل طائر علي جناح ضيف الشرف !

حجم الخط
0

أول فعاليات معرض القاهرة للكتاب: رجل طائر علي جناح ضيف الشرف !

أول فعاليات معرض القاهرة للكتاب: رجل طائر علي جناح ضيف الشرف !القاهرة ـ القدس العربي ـ من محمود قرني: تتواصل فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين. وقد بدأ النشاط الثقافي للمعرض صباح السبت الحادي والعشرين من كانون الثاني (يناير) الجاري وهي الفعاليات التي تم تمديدها من الثالث علي الثامن من شباط (فبراير) القادم، بعد أن تعذر استمرار أعمال المعرض بسبب الفعاليات شبه اليومية لكأس الأمم الإفريقية التي يقام شطر منها علي ارض ستاد القاهرة المجاور لمعرض الكتاب، وكانت جهات الأمن قد قررت في وقت سابق قصر مواعيد العمل بالمعرض أيام المباريات من العاشرة صباحا حتي الثالثة عصرا تجنبا لأية تكتلات جماهيرية قد تنشأ عن تلاحم الجماهير الغفيرة في استاد القاهرة ومعرض الكتاب.ومع بداية النشاط الثقافي للمعرض لم يتغير إيقاع الحضور شبه الخافت لرواده، ربما لأسباب استمرار امتحانات نصف العام بالإضافة إلي المسابقة الكروية الكبري لكأس أمم إفريقيا، أيضا بدت مظاهر العشوائية وغياب النظافة علي الكثير من أنحاء المعرض وطرقاته وتكدست مخلفات الورق والأطعمة في شوارعه دون عناية تذكر بالمظهر العام، في الوقت الذي ارتفع فيه سعر تذكرة الدخول بنسبة مئة بالمئة أي من خمسين قرشا إلي جنيه وهو مبلغ كبير بالنسبة لأسرة تتكون من سبعة أو ثمانية أفراد، حيث تتعامل الكثير من الأسر مع المعرض باعتباره نزهة مفضلة لأنها زهيدة الكلفة.ومن ناحية أخري أُجبر الدكتور ناصر الأنصاري رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب علي إزالة الأسوار التي أقامها أمام دور النشر لا سيما المصرية ومنها والتي كانت تحجب رؤية جمهور الحضور، وقد برر الأنصاري ذلك بأن السور يداري خلفه عشوائيات كثيرة وكان يقصد دور النشر المصرية، وهو الأمر الذي دفع اتحاد الناشرين المصريين إلي عقد اجتماع عاجل لإجبار الأنصاري علي إزالة السور ومطالبته بتقديم اعتذار عن تصريحاته كما هدد الاتحاد انه في حالة عدم الاستجابة لمطالبه سيقوم بالانسحاب وإقامة معرض مواز، وقد طلب وزير الثقافة الاجتماع إلي الاتحاد برئاسة الناشر ورجل الأعمال إبراهيم المعلم الذي أعلن اتحاد الناشرين العرب وعقب الاجتماع أنه تمت إزالة السور غير أن الدكتور ناصر الأنصاري لم يقدم اعتذاره المأمول، وقد صرح المهندس إبراهيم المعلم بأن اتحاد الناشرين في انتظار هذا الاعتذار.وفي حين أعلنت الهيئة عن التعاقد مع إحدي الشركات لإدارة المعرض لم يبد أي تغيير من أي نوع علي شكل إدارته، بل حدث ما هو أسوأ من حيث التجهيزات حيث تعطلت عدة مخيمات عن العمل وتم إلغاء الندوات فيها طيلة يوم السبت بسبب عدم وجود كهرباء بهذه المخيمات وعدم وجود مكبرات صوت وبدت المخيمات مظلمة كأنها مقابر مصطنعة.وقد قالت الكاتبة سهير المصادفة التي تشرف علي مخيم الرواية أنها ستتقدم بمذكرة رسمية ضد قطاع الشؤون الهندسية بالهيئة لإخلاء مسؤوليتها عن هذه الأزمة.الرجل الطائر وضيف الشرفأما أطرف ما شهده معرض الكتاب صبيحة يوم السبت فهو مفاجأة الرواد بوجود رجل معلق في الهواء وعلي بعد حوالي اربعة أمتار من الأرض أمام مدخل سراي ألمانيا 2ضيف شرف المعرض.الرجل ألماني المخبر والمظهر، نحيف نسبيا، يرتدي بزة رمادية، يقف وقد وضع يده اليمني في خصره بينما تستند يده اليسري علي الحائط وقد التفت ساقاه علي بعضهما البعض وكأنه في وقفة استرخاء طويلة، وقد التف عدد غفير من الجمهور حول الرجل الذي لا تهتز منه شعرة بينما ارتفاعه عن الأرض يتجاوز الثلاثة أمتار كان الرجل يتبادل الضحكات مع الجمهور ويرد علي الموبايل دون اكتراث، بينما عيون الجمهور تدور حوله باحثة عن شيء يتعلق به من أعلي أو شيء غير مرئي يرفعه علي الأرض، لكن شيئا من ذلك لم يكن موجودا فقط كان يستند بيد طبيعية علي الحائط.بعد مرور حوالي ساعتين عاد الجمهور ليجد قضيبا من الحديد وكف اعزل ملصق علي الحائط لكن الرجل كان قد غادر مكانه، وكانت الحيلة الألمانية التي قصدت إلي جذب انتباه الجمهور قد انطلت علي الكثيرين الذين غادروا بينما الحقيقة فسرها القضيب الحديدي والكف حيث تم إدخال يد الرجل داخله وتم ربطها معا مع ربط جسده بعدد من الخيوط السميكة متصلة بهذا القضيب.دفعني الأمر لاستشراف جناح الضيف الألماني الذي جاء مخيبا للآمال في المساحة المخصصة له وفي سوء التنظيم ودور النشر الملتصقة بالمساحة الصغيرة التي حازها الألمان، كان ثمة ندوة حول الاستشراق لا يتمكن الحضور من الاستماع علي شيء فيها بسبب ضجيج الباعة والرواد الذين لا يفصلهم سوي حاجز رمزي من الحبال عن الندوة ومن يتابعونها ويتحدثون فيها، ويبدو أن مصر بضيافتها أساءت للثقافة الألمانية التي تستحق أكبر من ذلك بكثير، في الوقت الذي كانت تقصد فيه أن ترد الجميل علي الاستضافة الألمانية لمعرض فرانكفورت للثقافة العربية في العام قبل الماضي.وكان قد تم افتتاح الجناح الألماني بالمعرض بحضور الدكتورة هدي وصفي رئيس مركز الهناجر ورئيس تحرير مجلة فصول والسيد محمد غنيم وكيل وزارة الثقافة علي جانب مارثن كوبلر السفير الألماني بالقاهرة ويوتا ليمباخ رئيسة معهد غوتة ومدير معرض فرانكفورت يورجن بووس ومدير الإذاعة الألمانية إيرك بترمان.وقد أشارت رئيسة معهد غوتة إلي أن التبادل الثقافي لمعاهد غوتة في جميع أنحاء العالم يعد أهم وسيلة لدينا لكسب الاحترام والثقة المتبادلة بين الثقافات المختلفة، من خلال ترسيم بنية قوية في البلد المضيف، وأضافت أن المعهد يتوجه إلي جعل المعلومات حرة التداول لأن الأماني تبقي إقامة تبادل منفتح للخبرات والمعارف ووجهات النظر، حيث أن الحوار يمهد الطريق لتعايش سلمي وآمن بين شعوب الحضارات المختلفة وأن الإتاحة الحرة للمعلومات هي المقدمة لإثمار هذا الحوار.و أضافت ليمباخ أن القراءة بالنسبة للروح بمثابة الرياضة بالنسبة للجسد، ولهذا فإن الكتب تسهم بطريقتها الخاصة في نجاح التفاهم والتواصل الفكري والثقافي وفي العام قبل الماضي كان العالم العربي هو ضيف شرف معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وقد اكتسبت المنافسات بعين العالم العربي والعالم الغربي أهمية خاصة لا سيما أن تبادل الأفكار والمعلومات كان يتم في نطاق محدود لفترة طويلة.إننا مطالبون علي نحو خاص، وفي وقت تسيطر عليه أشكال متعددة من التوتر بين مختلف الحضارات، أن نجري بيننا تبادلا وتعاطيا ثقافيا وأن نلتقي معا لقاء يتميز بالصراحة والوضوح والتسامح وفي معرض للكتاب لا يقتصر الأمر علي ما هو أكثر من الأدب والنتاج الفكري. إن المعرض فرصة لنقل المعلومات والتجارب والتدرب علي إحلال الذات محل الآخر علي المستوي الثقافي.في الوقت نفسه صحب الدكتور ناصر الأنصاري السفير الأمريكي بالقاهرة فرانسيس ريتشاردوني في افتتاح الجناح الأمريكي المشارك في المعرض الذي ضم عددا هائلا من العناوين الإنكليزية إضافة إلي ركن مترجم إلي اللغة العربية خاصة مطبوعات الجامعة الأمريكية كدليل علي التبادل الثقافي والعلمي.وكانت الجامعة الأمريكية بالقاهرة قد أعدت برنامجا لحفلات التوقيع للمؤلفين الذين صدرت أعمالهم مترجمة للإنكليزية من الجامعة ومعظم هذه المطبوعات ينتمي إلي الرواية ويأتي بين هؤلاء إدوار الخراط، جمال الغيطاني، إبراهيم عبد المجيد، زاهي حواس، سلوي بكر، سمية رمضان، محمد البساطي، مريد البرغوثي، ميرال الطحاوي وهالة البدري.علي جانب آخر يشهد الجناح الفرنسي بالمعرض نشاطا مكثفا يدور حول مشاكل وهموم صناعة الكتاب وفكر الإصلاح وإشكالياته، وسوف يستضيف الجناح الفرنسي عددا من الكتاب والمفكرين والمترجمين منهم مصطفي خياطي أمين مكتبة الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية بالمركز الثقافي الفرنسي والمترجم جمال شحيد الذي سوف يتحدث عن فكر الإصلاح في العالم العربي، وسوف يقدم الجناح الفرنسي عددا من الندوات في هذا الإطار منها: الانتخابات والديمقراطية في مصر، من بونابرت إلي بوش، إشكالية الإصلاحات المفروضة علي الشرق الأوسط من الخارج. وفي أول أيام انطلاق النشاط الثقافي في الجناح الفرنسي تحدث آلان روسيون عن كتاب الشراكة الأورومتوسطية وكتاب الانتخابات والديمقراطية في مصر لسارة بن النفيس، والمناهج الفرنسية لتعليم اللغة العربية لفريدريك إبيتر وكتاب المجتمعات الريفية في العهد العثماني لمحمد عفيفي. كذلك تحدثت دنيا أبو رشيد مدير قسم الترجمة بالمركز الثقافي الفرنسي عن آخر إصدارات القسم الذي تتولي إدارته، أيضا تحدثت جون إيف مواسيرون عن معهد أبحاث التنمية وهو مؤسسة عامة حكومية فرنسية تهتم بالتنمية مثل كثير من المراكز البحثية في فرنسا وهو مركز يعمل بالشركة مع بعض دول الجنوب من بينها مصر ويصل عدد فروعه في العالم إلي نحو ثلاثين مركزا تمثيليا لا سيما في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وتركز إدارته منذ بضعة أعوام علي منطقة البحر المتوسط حيث الاهتمام بالتنمية وهو موجود في مصر منذ نحو عشرين عاما ويشمل المكافحة البيولوجية والعمران.ورغم إلغاء عدد من الفعاليات في اليوم الأول كما حدث في مخيم عكاظ الشعراء ومخيم الرواية إلا أن عددا من الفعاليات قد انعقدت في مواعيدها رغم قلة جمهور الحضور.ففي ندوات المحور الرئيسي وتحت عنوان التفرع الثقافي في ظل العولمة شهدت قاعة 6 أكتوبر ندوة موسعة أدارها الدكتور مصطفي الفقي وتحدث فيها الكاتب الإسباني جوتزالو فرنانديز والفرنسي دينيس بريال وطارق حجي والدكتور عبد الوهاب المسيري من مصر.أما سراي 15 فقد شهدت ندوة عن ثورة الاتصالات وأثارها علي ثقافة الشباب وادارها الدكتور محمد حافظ دياب وتحدث فيها سهير وسطاوي والدكتور نبيل علي أما المقهي الثقافي فقد أقام ندوة تحت عنوان هابرماس ومدرسته فرانفكورت تحدث فيها خليل كلفت، سعد هجرس، عصام عبد الله، وأدارتها الدكتورة وفاء إبراهيم، هذا بالإضافة إلي سيل من الندوات والموائد المستديرة التي ندر عدد الحضور فيها.وتتكرر في كل عام مشكلة الشعر حسبما يشير البرنامج الذي تقدمه الهيئة حيث اقتصرت الدعوات المصرية علي اربعة شعراء عرب لا يمثلون الخارطة الفاعلة فيها، وقد اقتصر الحضور المصري للشعراء الكبار علي عدد من الأسماء دون أدني معايير فقدتم استبعاد محمد عفيفي مطر مثلا ووضع فاروق شوشة بديلا له، وقد تم تخصيص أمسية منفصلة لكل شاعر، بينما أقامت الهيئة في ركن قصي من المعرض مخيما يطلقون عليه عكاظ الشعراء وهو يقدم يوميا يربو علي الخمسين اسما تحت زعم إتاحة الفرصة للجميع من كافة الأقاليم، ولم يكن غريبا في هذا الإطار أن تعلن إدارة المعرض، بسذاجة غير معهودة، وبفخر لا يحسدها عليه أحد، أنها ستقدم خلال المعرض ألف شاعر!!0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية