أهي الدنمارك ام صحوة نائم؟
أهي الدنمارك ام صحوة نائم؟ تتناول وسائل الإعلام والفضائيات رد فعل العالم الإسلامي علي ما نشر في إحدي الصحف الدانمركية من رسوم كاريكاتورية تسيء إلي شخص الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ـ مع أنها لم تعطِ الأمر حقه حين حدوثه في أيلول 2005م! لا أدري لمصلحة من كان ذلك التعتيم؟وأين دور الحكومات والأنظمة؟ أم هي من أمر بالتعتيم؟!!ـ ولكن كل ما يحدث هو ردة فعل منطقية ضد فعل غير منطقي، وطبيعية ضد فعل غير طبيعي، ومبررة ضد فعل غير مبرر، وقد كان من الممكن تجاوز الموضوع لو أن الحكومة الدانمركية اعتذرت عن هذا الفعل، ولو لم تقم فرنسا وألمانيا والنرويج وأسبانيا علي انتهاج نهج الصحف الدانمركية بنشر تلك الرسومات، الأمر الذي اعتبره المسلمون تحدياً سافراً لشعورهم الديني، ومما زاد الطين بله وصَب الزيت علي النار أن حكومة الدانمرك وحكومات بعض الدول الغربية بررت هذه الأفعال اللاأخلاقية بأنها حرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي، وعلي رأي المثل (وهي حجة ما بتقلي عجة).ولكن ما يضع الإنسان في حيرة هو لماذا تحرك الشارع الإسلامي الآن وبهذه الصورة الشعبية القوية الهائلة؟!، ولماذا لم يتحرك عند نشر تلك الرسومات في شهر أيلول 2005م؟!، ولماذا لم يتحرك أيضاً عندما دُنس القرآن الكريم وشتم الرسول والإسلام في معتقل غوانتانامو وسجن أبو غريب؟!، ولماذا لم يتحرك ضد الممارسات اليومية في سجون الاحتلال الإسرائيلي ضد الإسلام ونبيه والقرآن؟!، ولماذا لم يتحرك بهذه الفاعلية والقوة عندما حرق المسجد الأقصي المبارك في آب 1969م، وعندما قامت عدة مظاهرات لليهود عند أسوار المسجد الأقصي وهم يهتفون (محمد مات خلف بنات)؟!.أسئلة كثيرة تدور في خلد الإنسان وهي جلها مشروعة ومنطقية ومبررة، هل أن التحرك ضد أمريكا وإسرائيل لا يجوز لأن ذلك التحرك قد يجر عليهم الثبور وعظائم الأمور؟!، أم أن الاستفزاز في الممارسات السابقة لم يكن كافياً لتحريك الضمير الإسلامي؟!، أم كنا نعتقد بأن الدانمرك لن تقدم علي أمر كهذا أبداً؟! مع العلم أن أمريكا قد قسمت العالم إلي قطبين هما القطب الإيجابي ـالأخيارـ بقيادة أمريكا وآخر أسمته قطب الشر، ووجدنا أن الدانمرك سارعت في تقديم الولاء والطاعة لقطب أمريكا، والتي أعلنت الأخيرة علي لسان رئيسها بوش حربا صليبية جديدة، ويعني ذلك أن الدانمرك ضمن هذه الحرب بشكل أو بآخر، فلماذا إذن نستغرب أو نستبعد هذا الفعل عنها؟!لكن دعونا نسلم كعادتنا أن الدانمرك نشرت الرسومات وغيرها من دول أوروبا، وصحونا نحن المسلمون ـكعادتناـ متأخرين، هل هذه فعلاً بوادر صحوة إسلامية أم انها هبة عاطفية ـكعادتناـ سرعان ما تخمد؟!، وهل هذا التحرك الإسلامي غير ممنهج وعفوي أم مبرمج ومخطط له؟ وإذا كان مخططاً له فكيف تقدم كثير من دول أوروبا علي أن تحذو حذو الدانمرك في نشر الرسومات، لذا لا بد من منهجة وبرمجة هذه الصحوة ـإذا كانت صحوة ـ كي لا نخسر المزيد وأتمني أن يرتقي الرد الفعلي الرسمي الإسلامي بمستواه حتي يصل رد الفعل الشعبي ويصبح قائداً جدياً لما يريد الشارع المسلم، حتي نصحح الإسلام في عقول الجميع ويعترف الجميع بقدسية هذا الدين ـ الإسلام ـ. لؤي يوسف حجازيرسالة علي البريد الكتروني6