بغداد ـ «القدس العربي»: بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تنسيق المواقف العربية والإسلامية، للخروج بموقف موحّد يضغط على الدول الكبرى والمنظمات الدولية لأخذ دورها تجاه ما يحدث من تصعيد ضد المدنيين.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه السوداني، مع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ولفت بيان لمكتب رئيس الحكومة العراقية، إلى أن «الاتصال ناقش آخر التطوّرات التي شهدتها المنطقة، خصوصاً في الساحة اللبنانية، وأهمية تكثيف العمل لوقف العدوان الصهيوني الذي يتعرض له لبنان وغزة، وأدى لاستشهاد وجرح الآلاف من المدنيين».
وأفاد أن «الجانبين أكدا على ضرورة تنسيق المواقف والجهود العربية والإسلامية، من أجل الخروج بموقف موحّد يضغط في اتجاه أنْ تأخذ الدول الكبرى والمنظمات الدولية مسؤوليتها تجاه ما يحدث من تصعيد ضد المدنيين، وانتهاك للقوانين الدولية».
في حين، حمّل ائتلاف «إدارة الدولة» الحاكم في العراق، المجتمع الدولية المسؤولية في استمرار المجازر التي يرتكبها العدوان الصهيوني في فلسطين ولبنان، مؤكداً وجوب رصّ الصفوف لتفويت الفرصة على كل من يسعى إلى خلق «بيئة متشنجة» في المنطقة،
ومساء الإثنين، استضاف السوداني في مكتبه، الاجتماع الدوري لائتلاف «إدارة الدولة» الذي يضمّ جميع القوى السياسية المشاركة في الحكومة، باستثناء «التيار الصدري» بحضور رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، وقادة الكتل السياسية، جرى خلاله بحث التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها على البلاد.
وأكد الاجتماع، حسب بيان صحافي، «وحدة الموقف العراقي وصفوف القوى السياسية، ومساندة المسار الثابت والمبدئي الذي تتبناه الحكومة العراقية إزاء القضية الفلسطينية، والحق التاريخي لشعبنا الفلسطيني في أرضه» مثمناً «الجهود التي يبذلها رئيس مجلس الوزراء في التواصل مع قادة المنطقة والعالم من أجل وضع الحلول».
وتدارس «التداعيات المستمرة نتيجة تواصل العدوان الصهيوني على لبنان الشقيق، وجدد إدانة الجريمة النكراء التي أدّت إلى استشهاد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد الشهيد حسن نصر الله ورفاقه، وعدد كبير من أبناء الشعب اللبناني».
وأعرب الاجتماع عن «دعمه وتقديره جهود الإغاثة التي يقدمها العراق إلى لبنان، بمختلف العناوين الحكومية والشعبية، تأكيداً لتوجيهات المرجعية العليا بهذا الصدد» داعياً إلى «المزيد من التكاتف والتفاهم ورصّ الصفوف لتفويت الفرصة على كل من يسعى إلى خلق بيئة متشنجة».
الائتلاف الحاكم حمّل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار المجازر في فلسطين ولبنان
وشهد الاجتماع «استعراض المواقف الدولية إزاء ما يجري من عدوان» وحمّل الائتلاف المجتمع الدولي «المسؤولية الأبرز للقيام بالواجب الإنساني والأخلاقي لوقف ما يجري من مجازر وحشية وظلم وانتهاك للسيادة».
ووفق الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، فإن الأزمة الفلسطينية واللبنانية حاضرة في اجتماعات رئيس الوزراء في نيويورك، فيما أشار إلى أنه سيكون للعراق دور كبير في إعمار لبنان بعد إيقاف الحرب.
وقال العوادي، للوكالة الرسمية، إن «الحكومة العراقية اتخذت خطوات عديدة لدعم لبنان، لاسيما منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، منها تزويد لبنان بالوقود شهرياً، ما ساهم في استمرارية عمل المؤسسات اللبنانية كالمستشفيات والمدارس».
وأضاف، أن «العراق لم يتردد بتقديم الوقود والطاقة الى لبنان ومستمر بهذا النهج، فضلاً عن الإغاثات والمساعدات الطبية، إذ تم إرسال الوجبة الخامسة من المساعدات وبواقع 75 طناً».
وأشار إلى أن «العراق من أوائل الدول التي قدمت مبادرات بعد أحداث تفجير أجهزة الاتصال في لبنان، إذ تم إرسال 5 شحنات وبواقع مئات الأطنان من المواد الإغاثية والتي تنوعت ما بين أدوية ومواد غذائية وملابس».
وأردف: «مستمرون بتقديم مواد الإغاثة إلى لبنان خلال الفترة الحالية والقادمة» لافتا الى «دور العراق السياسي الكبير من خلال زيارة رئيس الوزراء الأخيرة الى نيويورك حيث ألقى الحدث اللبناني بظلاله».
وحسب العوادي، فإن «اللقاءات الثلاثين التي أجراها رئيس الوزراء على مدى ستة أيام الماضية كانت الأزمة الفلسطينية واللبنانية حاضرة، حيث مارس رئيس الوزراء ضغوطاً كبيرة على ضيوفه، بالإضافة الى كلمته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بهذا الصدد» مؤكداً أنه «بعد وقف الحرب في لبنان سيكون للعراق دور كبير في إعماره».
وعن رؤية الحكومة العراقية، إزاء الأزمة اللبنانية نوه العوادي، بأن «المجتمع الدولي هو الوحيدة القادر على إيقاف هذه الحرب، واستخدام منافذ القوة للضغط على الكيان الصهيوني».
وعلى الصعيد ذاته، انتقد رئيس البرلمان العراقي بالإنابة، محسن المندلاوي، «الموقف السلبي» للكثير من الدول الكبرى تجاه جرائم الكيان الصهيوني، معتبراً إن هذا الموقف أسهم في توسيع نطاق الصراع والعدوان بشكل خطير.
جاء ذلك خلال استقباله كريستيانة هومان سفيرة جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى العراق.
وأضاف البيان، أن «الجانبين تطرقا إلى تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة، حيث أعرب المندلاوي عن إمكانية توسع رقعة الصراع بسبب استمرار جرائم الكيان الصهيوني ضد مدينة غزة ولبنان وسوريا واليمن واستهداف المدن والرموز الدينية والسياسية وعلى رأسهم الشهيد حسن نصر الله».
وأكد أن «واحدا من أهم أسباب امتداد نطاق الصراع والعدوان الصهيوني الوحشي اليومي على غزة ولبنان، هو صمت الكثير من الدول الكبرى وموقفها السلبي تجاه استمرار جرائم الاحتلال، مما سُيلقي بظلاله على أمن المنطقة والعالم أجمع».
ويواصل العراق تقديم الخدمات الإغاثية للشعب اللبناني، إذ اعلن مكتب رجل الدين الشيعي البارز علي السيستاني في لبنان، اطلاق المرحلة الثانية من تقديم المساعدات المادية للنازحين في منطقة جبل لبنان.
وذكر المكتب في بيان، انه «تم اليوم اطلاق المرحلة الثانية من تقديم المساعدات المادية للنازحين في منطقة جبل لبنان من بلدة كيفون بحضور جمع من فعاليات المنطقة الدينية والاجتماعية، وكذلك في مدينة صيدا وحارتها».
وأضاف ان «ذلك جاء تزامنا مع التقديم المستمر لأواخر مراكز النزوح في بيروت».
وفي الموازاة، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، استقبال 144 مواطنًا لبنانياً عن طريق منفذ القائم الحدودي مع سوريا.
وقالت في بيان، انه «استنادا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ووزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، استقبلت كوادر الوزارة في منفذ القائم بالتعاون مع وزارة الداخلية الوجبة الأولى من العوائل القادمة من لبنان التي تركت منازلها بسبب العدوان الصهيوني الغاشم، وذلك عن طريق منفذ القائم الحدودي، بواقع 144 مواطنًا لبنانيًا بينهم بعض الجرحى، حيث قامت الكوادر بتقديم كافة التسهيلات الضرورية لهم».