أزمة الوقود تجبر مئات مصانع الطوب المصرية على التوقف

حجم الخط
0

المنوفية – رويترز: انضم الآلاف من عمال مصانع الطوب في مصر في الآونة الأخيرة الى سلسلة ضحايا الأزمة الاقتصادية في البلاد. فبسبب ارتفاع أسعار الوقود لم يعد بمقدور مئات المصانع الاستمرار في عملها مما اضطر أصحابها لوقف تشغيلها.
وتذكر تقارير اعلامية محلية ان نحو 500 من مصانع الطوب توقفت عن العمل الأمر الذي خسر بسببه زهاء عشرة آلآف عامل مصدر رزقهم.
ويعمل حسن مسعود في مصنع للطوب بالمنوفية منذ عشرين عاما لكنه يخشى حاليا من ان أيامه بالمصنع أصبحت معدودة.
ويقول مسعود الذي يعمل في جو شديد الحرارة ان الحرارة التي يتعايش معها ‘هنا’ لا تقارن بالارتفاع في تكلفة المعيشة.
ويحصل العامل في مصنع الطوب على نحو 60 جنيها مصريا في اليوم..أي أقل من تسعة دولارات أمريكية.
وفي شباط/فبراير أعلنت الحكومة المصرية أسعارا جديدة للوقود للعديد من قطاعات الاقتصاد قالت مصادر صناعية إنها تزيد بنسبة 50 في المئة عن المعدلات السابقة.
ومع تعرض مصر لأزمة اقتصادية تتعرض الحكومة لضغط من أجل كبح جماح التضخم الذي يزيد بسبب دعم الوقود الذي يلتهم 20 في المئة من الميزانية. ويقول اقتصاديون انه يتعين على الحكومة ان تخفض الدعم لتأمين الحصول على قرض قيمته 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.
وقالت الحكومة في الجريدة الرسمية ان سعر زيت الوقود (المازوت) الذي يستخدم على نطاق واسع في الصناعات المحلية كثيفة الاستهلاك للطاقة سيبلغ 1500 جنيه (نحو 220 دولارا) للطن.
وسيطبق هذا السعر على جميع الصناعات باستثناء المخابز ومحطات انتاج الكهرباء ومصانع المواد الغذائية التي ستحددها وزارة الصناعة.
وقالت مصادر صناعية ان أسعار الغاز الطبيعي المنتج محليا وزيت الوقود والسولار لمصانع الأسمنت والطوب زادت أيضا بنسبة 50 في المئة.
لكن بالنسبة للعمال في المنوفية فانهم يقولون إن الارتفاع في أسعار الوقود خارج نطاق السيطرة.
ويملك عاطف العمري أربعة مصانع طوب اضطر لوقف العمل في اثنين منهم بسبب أزمة الوقود التي تشل الحياة في مصر. وأدى ذلك الى تسريح 800 عامل.
وتحاول مصر – التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك قبل عامين والتي تعاني من ارتفاع عجز الميزانية- تأمين الحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.
وتعمل الحكومة المصرية حاليا لوضع برنامج اقتصادي تخفض بموجبه دعم الوقود. ورفعت العام الماضي الدعم عن البنزين 95 اوكتين.
وعلى الرغم من خطط الحكومة لخفض ديونها وإعادة بناء اقتصادها فان العمال في مثل مصانع الطوب التي تتوقف عن العمل يقولون إنهم هم الذين يتحملون عبء مثل تلك الأزمة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية