برلين/فرانكفورت – وكالات: وافقت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» على شراء شركة صناعة الكيماويات الألمانية «كوفيسترو» مقابل 14.7 مليار يورو (16.3 مليار دولار)، شاملة تحمل «أدنوك» سداد نحو ثلاثة مليارات يورو (3.مليار دولار) من الديون.
وتمثل هذه الصفقة أكبر عملية استحواذ للشركة المملوكة لإمارة أبو ظبي حتى الآن. وهي احدة من أكبر عمليات الاستحواذ الخارجية لدولة خليجية لتقليل الاعتماد على النفط في إطار التحول العالمي في مجال الطاقة النظيفة.
وتأتي الصفقة أيضاً في وقت حساس في ألمانيا فيما يتعلق بعمليات الاستحواذ الأجنبية حيث يسعى «كوميرتس بنك» والحكومة إلى إبعاد الاهتمام بالبنك من بنك «يونيكريديت الإيطالي».
من جهتها أفادت «كوفيسترو» في بيان بأن الاتفاق الموقّع بين المجموعتين «ينص على أن الشركة المشترية ستقدم عرض استحواذ عام على جميع أسهم كوفيسترو بسعر 62 يورو للسهم الواحد».
ونقلت وكالة أنباء الإمارات الرسمية «وام» عن سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لـ»أدنوك» ومجموعة شركاتها، قوله «تنسجم هذه الشراكة الإستراتيجية مع إستراتيجية أدنوك للنمو الذكي، وتحقيق نقلة نوعية لضمان مواكبة أعمالها للمستقبل، والتقدم نحو هدفها بأن تصبح ضمن أكبر خمس شركات عالمية للكيماويات».
وقال خالد سالمين، الرئيس التنفيذي لدائرة التكرير والتصنيع والتسويق والتجارة في «أدنوك»، لرويترز «نرى أن أساسيات قطاع الكيماويات قوية»، مضيفاً أنه يعتبر «كوفيسترو» منصة للنمو.
وقالت «أدنوك» أنها ستشتري أسهما جديدة بقيمة 1.17 مليار يورو في صورة زيادة لرأس مال «كوفيسترو» تهدف إلى تعزيز تمويلها.
وقفز سهم الشركة الألمانية 3.7 في المئة إلى 58 يورو في أعلى مستوى له في ثلاث سنوات.
وما زال الاتفاق خاضعا لمجموعة من «شروط الإغلاق بينها ضبط الاندماج وضبط الاستثمار الأجنبي وتصاريح الاتحاد الأوروبي لحزم الدعم الأجنبية».
يأتي ذلك في وقت يعاني قطاع الكيميائيات الألماني أزمة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تم على اثره خفض إمدادات الغاز الطبيعي إلى ألمانيا وأدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة.
وتأسست «كوفيسترو» المتخصصة في صناعة البلاستيك والمواد الكيميائية لقطاعات السيارات والتشييد والصناعات الهندسية في 2015 بعد فصلها عن شركة باير. ودخلت في محادثات مع «أدنوك» في يونيو/حزيران بعد عام من إعلان الشركة الإماراتية اهتمامها.
وقالت «كوفيسترو» إنها حصلت على تنازلات واسعة للحد من سيطرة المشتري على الشركة.
وأضافت أن «أدنوك» تعهدت بعدم بيع أو إغلاق أو تقليص أنشطة كوفيسترو بصورة كبيرة وبأنها «ستحمي تكنولوجياتها وملكياتها الفكرية». وأوضحت أن مجلس إدارتها سيظل مسؤولا عن الإدارة ووضع الإستراتيجية.
يذكر أن «أدنوك» تجري محادثات مع شركة «أو.إم.في» النمساوية لدمج مشروعيهما المشتركين للبتروكيماويات «بورياليس» و»بروج». واستحوذت «أدنوك» على حصة 24.9 في المئة في «أو.إم.في» من صندوق «مبادلة» السيادي في أبوظبي في فبراير/شباط.
(الدولار يساوي 0.90 يورو).